تشكيل الحكومة خطوة فعلية لإحلال السلام في اليمن..(تقرير خاص)
الأربعاء - 23 ديسمبر 2020 - 05:46 م بتوقيت عدن
تقرير/ فاطمة العبادي:
تابعونا على
تابعونا على
بعد طول انتظار وما يقارب العام والنصف أفصحت الحكومة عن تشكيل قياداتها الهيكلية الجديدة في الدولة والتي من شانها قلب الموازين في البلاد.
واتت خطوة إعلان الحكومة الجديدة أتت بعد جهد جهيد وإصرار حثيث من قبل التحالف العربي والمجلس الانتقالي والحكومة ليلقى بدوره أصداء تفاؤلية تأمل بان ينتهي عصر الصراع لتتلاحم الصفوف وتعمل بيد واحدة لضرب العدو الغاشم بسيف من حديد .
إشادات عربية ودولية أتت في مقدمتها المملكة العربية السعودية التي قادت وأشرفت على هذا الاتفاق حيث رحبت وزارة الخارجية السعودية بتنفيذ الترتيبات العسكرية بخروج القوات العسكرية من عدن إلى خارج المحافظة وفصل القوات العسكرية في أبين ونقلها إلى مواقعها المنتخبة.
أول حكومة مناصفة :
امتازت الحكومة الجديدة إنها أول حكومة منصفة بين الجنوب والشمال مكونه من 11 حقيبة وزارية هي حصة الشمال مقابل 13 حقيبة وزارية للجنوب, وذلك يعد بمثابة تحول سياسي كبير يشهده اليمن .
واشار الصحفي نبيل سعيد, ان حزب الإصلاح غير موجود بالجنوب لديه وزارة واحدة فقط وهي وزارة الشباب والرياضة كل الوزارات التابعة لحزب الإخوان المسلمين الإصلاح هي موجودة في الشمال وقضية الإخوان المسلمين في الشمال, هناك بعض الوزراء مستمرين مثل نائف البكري وعودة للوزير وعد باذيب الذي كان وزيرا للنقل, وهناك مكونات تشارك لأول مرة في الحكومة مؤتمر حضرموت الجامع, واليوم الجنوب يبدأ مرحلة جديدة وتحول سياسي كبير .
ردود فعل ايجابية:
انعكس قرار تشكيل الحكومة بردود فعل ايجابية في الشارع اليمني ككل, وأفاد ياسر اليافعي رئيس تحرير صحيفة "يافع نيوز" .. "ردود الفعل في عدن كانت ايجابية, عدن مرت بظروف صعبة طوال الخمس سنوات الماضية وصراع سياسية كبير وأعمال فوضى وتعطيل لكل أعمال النهضة وتفاءل الناس بان كل ذلك سينتهي والحكومة الحالية مناصفة وفيها محاصصة سياسية وكل مكون سياسي سيقتنع بما لديه وسيحاول إظهار أفضل ما لديه للمواطنين, خاصة بعد ان وصل الدولار إلى ما يقارب 1000 ريال يمني وارتفاع الأسعار وانقطاع الرواتب وانقطاع الكهرباء, وبعد إعلان لحكومة بدأت الكهرباء بالعمل وكأنها لم تكن تكر بأزمة قبل أيام وبدا ارتفاع سعر الريال اليمن وهذا عامل تفاؤل نتمنى استمراره والمزيد من التحسن في الخدمات".
عملية سلام:
علي الكثيري, عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي وعضو الفريق المفاوض في الرياض, قال ان الحكومة حدث يؤسس لانطلاق عملية تنفيذ كل بنود الاتفاق بمختلف تفاصيلها, الحكومة ستكون المنطلق لهذا الأمر, والكل يعلم ان الاتفاق لم يشمل فقط إعلان وتشكيل حكومة كفاءة وإنما تضمن الكثير من الإجراءات السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية وهي التي ستكون في طور التنفيذ خلال الأيام القادمة, نحن في المجلس الانتقالي مرتاحون جدا لهذه الحكومة وان لم تكن هدفا لنا لكنها تأتي في سياق ما وقعنا عليه والتزمنا به وهو تنفيذ اتفاق الرياض, الحكومة جاءت باتجاه تحديد او مرحلة جديدة نأمل لان تؤصل إلى عملية سلام شاملة في الجنوب وعند أشقاءنا في اليمن, والحكومة ليس هدف بذاته ونعتقد أن ما تحقق لنا من هذا الإعلان هو الكثير ومنها أن المجلس أصبح شريكا أساسيا وعترفا به وأصبحت له شرعية تتجاوز الساحة المحلية إلى الساحة الإقليمية والدولية, الحكومة أتت لتبني ملفات ترتبط بقضايا أساسية لمواطنيها بكل محافظات الجنوب وبالذات الملف الاقتصادي والخدمي والإنساني وغيرها من الملفات التي ظلت تؤرق شعبنا خلال السنوات الماضية, وتوفر الحكومة الجديدة فرصة لبناء مؤسسات".
رؤية المجلس:
كشف الكثيري انه من ضمن الاستحقاقات التي تنتظر المجلس الفترة القادمة وفي سياق المرحلة التي دشنت بإعلان الحكومة,وقال " منذ البدء ننشد السلام ولم نسعى لآي شكل من أشكال الصراع, واليوم نحن شركاء في حكومة محددة أهدافها وأولوياتها وعملنا سينطلق لتحقيق ذلك, لدينا أهداف سياسية ولا يمكن أن نتنازل عنها وهو ما يتصل بالقضية الجنوبية وأهداف الشعب وهذا قد لا يكون في هذا الوقت بل ستطرح عندما نصل إلى التسوية الشاملة, هناك قوى في أطار الشرعية تغرد خارج الدرب هذه لا تعادينا وحدنا بل تعادي التحالف العربي وكل لشركاء في الحكومة وبالتالي نصر على ان نرتقي إلى مستوى أعلى من التضامن وتعزيزه لإنجاح عمل الحكومة".
إعلان الحكومة منطلق لتنفيذ كل بنود اتفاق الرياض وهناك بنود مهمة للغاية بالنسبة لنا وشعبنا في ما يتعلق بالجوانب العسكرية والأمنية, وجاء فيها نصوص واضحة وهي ما يطبق في عدن يجب أن يطبق في كل محافظات الجنوب وبالتالي فان المرحلة القادمة ستشهد توافق على تعيين محافظين ومديري امن لكل محافظات الجنوب وفقا للاتفاق, وفي ما يتعلق بالجانب العسكري والأمني كل القوات العسكرية في محافظات الجنوب يتم نقلها إلى الجبهات بما فيذلك القوات العسكرية الموجودة في شبوة أو وادي حضرموت أو المهرة وغيرها ويتم تنظيم القوى الأمنية الموجودة من نخب وأحزمة وقوات شرطة ويعيد تنظيمها ونشرها لتتولى تامين المحافظات".
"أقول لأبناء الجنوب نجن اليوم ننطلق نحو مرحلة جديدة تؤسس لما هو قادم وبالذات في ما يتعلق بتحقيق وتنفيذ أهداف شعبنا وأهداف قضيته وثورته وعهد الرجال للرجال نقولها ونكررها اليوم أننا على العهد ماضون وان شاء الله لن يحدنا أي شي عن الوجه لانجاز ما ناضل من اجله شعبنا نتمنى ان يقف شعبنا مع حكومة الشراكة التي جاءت أساسا لتلبية حاجات الناس ووقف الانهيارات في كل الخدمات ومعالجة المشاكل الخدمية والاقتصادية".
تحديات:
الصحفي نبيل سعيد لخص التحديات التي ستواجه عمل الحكومة الجديدة في ثلاث نقاط واشار ان هناك ثلاثة تحديات كبرى هي مكافحة الفساد, والإرهاب, وملف الشمال, الأولى هي معيار أساسي سيلمسه المواطن عندما يجد الحكومة موجودة في الميدان لممارسة مهامها ويلمس مجهودها واليات لمكافحة الفساد تم تفعيلها, تفعيل الرقابة والمحاسبة وتفعيل نيابة الأموال العامة وإحالة الأشخاص بكل المستويات, وهنا سيصبح نوع من التوافق بين الشارع والحكومة , أما بالنسبة لمكافحة الإرهاب فهو يعد التحدي الأصعب, والثالثة هي مع الحوثيين".
القضاء على المليشيات:
قال الخبير الاستراتيجي اللواء عبدالله غانم القحطاني, ان القضاء على مليشيا الحوثي هو مهمة الحكومة الجديدة, وتحدث في تغطية خاصة على قناة "الغد المشرق".."صبر التحالف والتزام المملكة العربية السعودية قيادة وتحالفا بان اليمن هو ضمن اهتماماتها الأولى وإنهاء ستأخذها وتصل بها إلى بر الأمان".
وأضاف "القضية الرئيسية كانت الانقلاب الحوثي الذي اختطف اليمن, وهناك عدة قضايا مختلفة ومعقدة ولا تقل عن وجود الحوثي الانقلابي وبعضها يوازيها, نحن الآن على أعتاب مرحلة جديدة ويجب ان نتفاءل ونراقب عن كثب ونكون حذرين جدا التفاؤل المفرط نتائجه ليست ايجابية دائما علينا ان نكون حذرين وعلى يقين ان هناك أعداء لهذا الاتفاق وللنتائج والحلول التي حدثت وللمتوافقات والالتزامات والتنفيذ على الشق الأمني والعسكري والسياسي هذا لم يعجب صنعاء ولا طهران ولا الدوحة ولا أنقرة ".