آخر تحديث :الإثنين - 14 أبريل 2025 - 07:41 ص

اخبار وتقارير


قراءة في التلاعب بسعر الصرف في سوق العملات

السبت - 26 ديسمبر 2020 - 10:02 م بتوقيت عدن

قراءة في التلاعب بسعر الصرف في سوق العملات

حسن علي حسن غداوي*

سعر نقطة التعادل بين الضمان والعملة المطبوعة في السوق حاليا هو تقريبا ١٨٧ ريال يمني لكل ريال سعودي.

وما يحصل في السوق هو هبوط احترازي من قبل كبار الصرافين تخوفا من الهبوط المفاجئ وفي ايديهم عملة صعبة كثيرة معروضة للبيع قد تنتقص من قيمتها بالمضاربة فاضطروا لإنزال السعر احترازيا و يعود ذلك للاسباب الاتي:

١. نهاية العام ٢٠٢٠م واغلاق الحسابات السنوية والذي يتطلب الجرد السنوي والذي يرافقه توقف الشراء من قبل التجار الكبار مؤقتا انعكس على ضعف الطلب على العملة وتكدسها لدى الصرافين.

٢. تشكيل الحكومة الجديدة يتوقع منها اتخاذ اجراءات اقتصادية او سياسيات مالية او نقدية مفاجأه تؤدي الي هبوط سعر الصرف في الوقت الذي فيه صناديق الصرافين مكدسة بالعملة.

٣. يتوقع دعم من التحالف بوديعة او منحة جديدة بكم مليار دولار تؤدي مباشرة الى انحراف التجار لشراء العملة من المعروض عبر البنك المركزي الاقل سعرا عن المعروض والاعلى سعرا من قبل الصرافين والمكدسة صناديقهم بالعملة.

٤. الصعود و الهبوط الحاصل حاليا متروك للصرافين دون تدخل البنك المركزي والذي من صميم مهامه لعدم قدرته على توفير طلب السوق.. علما ان تثبيت العملة من قبل البنك يتطلب زيادة رصيد الضمان او سحب جزء من النقد المحلي المعروض في السوق و التحكم في تغذية الطلب عالعملة من قبل البنك المركزي لبقاء سعر صرف ثابت.

لذلك كل ما سبق من تخوفات اجبرت الصرافين الكبار على التنزيل الاحترازي لسعر الصرف حتى لا يخسروا فيما هو بين ايديهم من عملة والمكدسة في صناديقهم لان شغلهم الاساسي هو المضاربة في العملة.

تطمينات للتجار و ليس للصرافين :

١. العملة الصعبة تبقى عملة صعبة و قوتها الشرائية عالميا لا تهبط اذا ما استغلت لشراء سلع من الخارج بعكس المضاربة بها في العملات بالبيع و الشراء كالصرافين و الذين يمنون بربح عند الارتفاع و خسارة عند الهبوط.

٢. بالعملة الصعبة تستطيع شراء نفس الوحدات من البضاعة حتى بنزول سعر الصرف بعكس العملة المحلية التي تتذبذب و تهبط قيمتها عند ارتفاع الصرف و تتعزز عند هبوط سعر الصرف وهي غير متعامل بها دوليا.

٣. استبعدت الصرافين مما سبق لان شغلهم الحقيقي المضاربة في العملة واي خسارة تظهر في انظمتهم المحاسبية تعتبر خسارة حقيقية ونقص في راس المال و ينطبق ذلك ايضا على من يشترون العملة ليعودوا لاحقا لصرفها الى ريال يمني .. بعكس التجار الذين يشترون العملة الصعبة لشراء بضائع والخسارة ايضا تظهر في حساباتهم وتخفض من ارباحهم ولكنها ليست حقيقية لانهم يستطيعون تعويضها بشراء سلع بالعملة الصعبة بالسعر الجديد والذي يجب ان ينعكس على سعر السلع مباشرة والذي يفسر ايضا القوة الشرائية للنقود و ايضا شراء نفس عدد الوحدات من السلع.

﴿فَتَبَسَّمَ ضاحِكًا مِن قَولِها وَقالَ رَبِّ أَوزِعني أَن أَشكُرَ نِعمَتَكَ الَّتي أَنعَمتَ عَلَيَّ وَعَلى والِدَيَّ وَأَن أَعمَلَ صالِحًا تَرضاهُ وَأَدخِلني بِرَحمَتِكَ في عِبادِكَ الصّالِحينَ﴾ [النمل: ١٩]
* رجل أعمال