آخر تحديث :السبت - 23 نوفمبر 2024 - 05:33 ص

اخبار وتقارير


مزارعو تبن بلحج: غياب الدعم الحكومي والسياسية التسويقية يتسبب في تراجع المحاصيل الزراعية

الجمعة - 22 يناير 2021 - 05:30 م بتوقيت عدن

مزارعو تبن بلحج: غياب الدعم الحكومي والسياسية التسويقية يتسبب في تراجع المحاصيل الزراعية

عدن تايم- خاص/ تقرير: سامح عبدالوهاب

ثلاثة عقود على تراجع القطاع الزراعي بلحج

يشهد القطاع الزراعي في دلتا تبن بمحافظة لحج جنوبي اليمن، ترديا ملحوظاً عما كان عليه قبل ثلاثة عقود، جراء غياب الدعم الحكومي، وانعدام التخطيط الزراعي والسياسة التسويقية؛ مما يؤدي إلى تكبيد الفلاحين خسائر كبيرة بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج، وتسويق المنتجات أو تعرضها للتلف، وسط مطالبات للحكومة بمعالجة البيئة الفلاحية بعد تخلي الكثير من المزارعين عن العمل فيها.

إصرار رغم التحديات

ورصدة صحفية "عدن تايم" في نزولها لدلتا تبن قضايا عينة من الفلاحين، وكانت البداية مع الفلاح "فضل صالح" الذي زرناه وهو يحاول بمنجل ويدين حصد وتشذيب محاصيله الزراعية في بلدة الفيوش جنوبي الدلتا، إذ تعدُ مهمة الحصد والتشذيب جزء من وظيفة "فضل" اليومية في فلاحة الأرض، كما انها امتدادا لخدمته في الزراعة منذُ صباه، رغم تراجع الازدهار الزراعي خلال العقود الأخيرة، نتيجة للإهمال الحكومي و خذلان الحكومة له ولأقرانه من الفلاحين.
بين الامس واليوم

ويقول "فضل صالح" إن الزراعة في السابق ظلت تُعنى بمبدئي التخطيط والتنظيم الزراعي، إذ كان يخطط لكمية الإنتاج، كما يخطط للتسويق، وتتحمل الجهات المختصة كتعاونية 11 أكتوبر المسؤولية في هذه المنطقة بما فيها دعم المزارع وتحمل مسؤولية الزراعة والتسويق، اما اليوم فالعملية تغيرت عبر المنافسة الحرة، كل فلاح يزرع ما يريد، ويسوق ما يريد، حيث أصبح التسويق والإنتاج يخضع لقانون العرض والطلب في ظل منافسة حرة، فان جاءت المنتجات وقابلها طلب كبير حقق الفلاح مكاسب، بينما ان جاء الطلب أقل من العرض مني المزارع بخسائر.

تحديات
ويؤكد "فضل" ان ارتفاع تكاليف الانتاج بات يشكل تحد كبير للفلاحين خصوصا في ظل ارتفاع المحروقات، والبذور، وأجور العمال، بالإضافة إلى ارتفاع ادوية المبيدات وتعددت أصنافها مما يؤدي إلى تخبط الفلاحين في امكانية معرفة الأدوية الفعالة من عدمها حيث يقوم الفلاحون بعملية الرش لكن النتيجة تكون ضعيفة، وتكبد الفلاحين تكاليف كبيرة دون تحقيق أي مكاسب مثمرة، في وقت يواجه الفلاحين ايضا ندرة في مياه السيول تحرمهم من فرص تخصيب الأراضي.
معالجات
ويرى "فضل" أن معالجات مشكلة القطاع الزراعي تتطلب دعم المزارعين بالإرشاد الزراعي، ورفدهم بالبذور المحسنة عالية الجودة مقاومة للآفات وكثيرة الانتاج إضافة معالجات مشاكل المياه وتسويق المنتجات، باعتبارها حلول عملية يتطلع إليها الفلاحين، لرفع إنتاجية الوحدة الزراعية، وتجنيبهم خسائر العمل في المجال الزراعي والحفاظ عليه سيما وان الغالبية العظمى من سكان المحافظة تعتمد على هذا القطاع كمصدر دخل وحيد .



انعدام التسويق
انعدام السياسة التسويقية وصعوبة تصدير المنتجات إلى اسواق المحافظات جراء انقطاع الطرق، عقدة تواجه المزارعين ما بعد جمع المحاصيل، خاصة في ظل انعدام ثلاجات مركزية تحفظ هذه المنتجات، لضمان ديمومتها في الأسواق، واستقرار اسعارها، وخلق توازن اقتصادي.

يقول المزارع "سامي صالح" نعاني مما يعانيه المزارعين في لحج وابين، قبل ايام كان اسعار الطماطم مرتفعة لكن اليوم هبط سعر السلة 20 كيلو جرام من عشرين ألف إلى الفي ريال ثم إلى ألف وخمسمئة ريال، صعوبات كبيرة وخسائر جمة مقارنة بما يقدمه مكتب الزراعة بالمحافظات والمنظمات الداعمة.
ويشير "سامي" إلى ان الحشرات الضارة التي تهاجم منتجات الطماطم تشكل إحدى التحديات خصوصا وانه الأدوية غير متوفرة، بالإضافة إلى انعدام الأسمدة بما في ذلك مادة اليوريا.
ويكشف أن ضعف تواجد الأسواق بالمحافظة يعد أبرز المعوقات، كما ان تسويق المنتج الى المحافظات الأخرى يكاد منعدما جراء انقطاع الطرق مما يعمل صعوبة تصدير المنتجات ويتسبب بانهيار اسعار المنتجات.

ويبين "سامي" أن من ضمن الأسباب الرئيسية لانهيار اسعار المنتجات وتكبده هو ورفقته من الفلاحين للخسائر هي انعدام وجود ثلاجات مركزية لحفظ المنتجات الزراعية بدلا من تعرضها للتلف.