آخر تحديث :الجمعة - 19 أبريل 2024 - 08:20 م

اخبار وتقارير


المدنية تُقتل في عدن ..(تقرير خاص)

الإثنين - 23 سبتمبر 2019 - 06:04 م بتوقيت عدن

المدنية تُقتل في عدن ..(تقرير خاص)

تقرير/فاطمة العبادي:

غرقت العاصمة عدن في مستنقع من الفوضى والعشوائية واستقرت بها عدد من المظاهر الدخيلة التي لاحظ بزوقها واستقرارها في شوارع وأحياء العاصمة 
ومع ازدياد الصراعات السياسية فقدت العاصمة عدن الأمن والأمان اللذان كانا عنوانا بارزا لها, واستبدلت مظاهر الحياة العصرية بمظاهر مزعجة وفوضى عشوائية, بدورها حولت عدن إلى "ريف" متعمد .
سكان العاصمة عدن وجدوا أنفسهم في دوامة التغيير السلبي الذي حل بهم منذ أربع سنوات ونصف ألا أن بعضا منهم كان شريك مساعد في انتشار تلك الظواهر .
وبالرغم من جهود المبادرات الشبابية ومنظمات المجتمع للحد من انتشار الآفات والسلوكيات المجتمعية التي قدمت على عدن بعد التحرير من العناصر الحوثية وازدادت مع تدفق النازحين , ألا أن إنها لم تستطع قلع المشكلات بشكل جذري .
ولمعرفة المزيد عن مخاطر الظواهر الدخيلة في التقرير التالي:




بيع القات:
انتشر في الآونة الأخيرة بائعي القات على قارعة الطرق وفي الأسواق الشعبية وبالقرب من منازل المواطنين وهذا على غير العادة ,فمن المعروف أن بيع القات في عدن له أسواق مخصصة منعزلة عن الأماكن العامة والتجمعات السكانية , ولكن مع الانفلات الأمني التي تشهده المدينة انتشر الباعة في أماكن غير مخصصة بهدف الربح المادي
وشكا عدد من المواطنين من إزعاج وازدحام الطرق وكذلك مالكي المحلات التجارية التي لا تكاد أن ترى بوابة المتجر من شدة الزحام خاصة في فترة الظهيرة .
وتضايق البعض من إقامة أكثر من السوق لضم بائعي القات مقترحين على أن تخصص تلك المساحات لصديقة يستفاد منها المجتمع
ألا أن البعض أرجح أن تعاد وتطبق الحملة الأمنية التي نفذت في مايو 2016 التي منعت دخول القات الى المدينة طيلة ايام الأسبوع عدا الخميس والجمعة وكانت هذه الحملة الأولى منذ 25 عاما .


ترييف عدن:
ليس غريبا في عدن ان تسلك طريقا يسلكه معك أنواع عدة من الحيوانات في نفس الوقت ..نعم هكذا بدت الشوارع الأساسية والفرعية منذ ان انتهت الحرب الأخيرة .
ولم يعد مثيرا للجدل ان تشاهد ازدحاما خانقا في احد الشوارع ورجل المرور يستريح على كرسيه في احد أطراف الشارع ولم يعد مخيفا أن ترى معظم السيارات غير المرقمة تمر من أمامك دون أي سؤال ولم يعد محزنا ان ترى "حملات الماء 20 لتر" أسفل المباني والعمائر المزخرفة في الأحياء الراقية , وأصبح من الصعب أن تنير أعمدة الكهرباء في المدينة بأكملها في وقت المساء .


تدفق النازحين:
مثلث عدن جعله موقع جذاب لعملية النزوح , فهي تتميز بموقع قريبا نوعا ما من الأماكن الدائرة فيها الحرب مما جعل تدفق النازحين بشكل مستمر بل تحول بعضا منهم الى هجرة مستمرة

وأثرت عملية النزوح على طبيعة النمو الحضري للمدينة التي تتصدرها العشوائية ويغيب عنها التخطيط , وسبب تدفق النازحين من المحافظات الشمالية بضغط كبير على الخدمات والطرق وازدياد البطالة وأثرت بشدة على المساحات الزراعية التي أصابها تلوث بيئي كبير في أماكن مخيمات النازحين وازدادت مؤشرات تأثيرهم في ازدحام الأسواق وانتشار الأمراض والأوبئة والبسط العشوائي


غير ان تدفق النازحين من المحافظات الشمالية يعد مشكلة وخطرا على الجنوب خاصة في ظل عدم استقرار الوضع الأمني , وارجع بعض المحليين على ان تدفق النازحين من الشمال إلى الجنوب هي محاولات سياسية لاستغلال الوضع والدفع بأعداد كبيرة تحت ذريعة النزوح تهدف الى خلق أوضاع تزيد من إرباك المحافظات الجنوبية .

فوضى عارمة :
تسببت الفوضى الدائرة في عدن خلال الفترات الماضية الى استفادة الجماعات المتطرفة مثل داعش والقاعدة وتضرر النسيج الاجتماعي في الجنوب , حيث خلفت الأحداث التي تسببت في نشوبها تعنت الشرعية بشكل حركة بعض المؤسسات .

وارجج محللون ان عودة الفوضى والإرهاب هو تكنيك الإصلاح ويعلل ذلك طبيعة الهجمات التي شهدتها عدن خلال أغسطس الدامي وانتشار عمليات الفوضى والإرهاب التي لحقت بها.


أسباب:

الناشط الإعلامي ناصر المشارع رجح عن عدد من الأسباب التي أدت إلى تفشي الظواهر والسلوكيات الدخيلة وقال لـ"عدن تايم" .."غياب دور مؤسسات الدولة وتعدد ولاءات الأجهزة الأمنية والعسكرية واختلاط الحابل بالنابل بفعل الحرب وما ترتب على ذلك بعد عملية التحرير , ودخول عدن في حسابات السياسة والمصالح لدول الإقليم ,وكذا تعارض المشاريع المطروحة من قبل الأطراف المتصارعة في الداخل اليمني سواء تلك التي تمثل نظام صنعاء والقوى التقليدية شمالا او جنوبا ممثلة بالمشروع الوطني الجنوبي وسعي الجنوبيين لتوسعة دائرة نفوذهم و السيطرة على العاصمة, وكذا ردود أفعال الأطراف الأخرى وسعيها الحثيث وبكل الوسائل المشروعة وغير المشروعة لإفشال أي جهود تظهر الطرف الجنوبي بمظهر العاجز , مسخرة في سبيل ذلك كل الإمكانيات بما فيها المال والقرار السياسي التي تمتلكه ".


معالجات:

يرى الكاتب الصحفي, ياسر اليافعي, انه من الممكن معالجة تلك السلوكيات بإعادة هيكلة الأجهزة الأمنية وترتيبها وفق نظام امني حديث وتنسيق عالي بين الأجهزة الأمنية وتعاون مجتمعي كبير بالإضافة إلى حملات توعية .

وأضاف اليافعي لـ:عدن تايم" ابرز الحلول وضع خطط لكل ظاهرة بشكل منفرد ومن ثم تنفيذ الحلول ولكن هذا لن يأتي إلا بعد توحيد الأجهزة الأمنية ومحاسبة الفاشلين والمقصرين والاعتماد على الكفاءات في هذا المجال ".
وأرجح الناشط الإعلامي ناصر المشارع بعضا من الحلول التي يمكنها الحد من تنامي وتفشي الظواهر الدخيلة وهي "إعادة بناء مؤسسات الدولة على أسس وطنية وتفعيل دور الأجهزة الأمنية والعسكرية وغيرها من المؤسسات ذات الصلة , وترسيخ مبدأ الثواب والعقاب وتجفيف البؤر التي تنطلق منها الأعمال والسلوكيات المخلة بالسكينة العامة .


وأضاف المشارع " ظاهرة تدفق النازحين في ظل الحرب لا يمكن منعها ولكن بالإمكان أن يتم ضبط تحركاتهم ومعرفة تفاصيل تواجدهم في المدينة من خلال عقال الحارات ووضع بعض الضوابط الخاصة بكيفية تنظيمها فهذا يأتي في صلب مهام السلطات المحلية في مديريات العاصمة وما تمتلكه من صلاحيات مطلقة بذلك , وعلى عاتقها تقع المسؤولية وبمساعدة الأجهزة الأمنية في تنفيذها ".