آخر تحديث :السبت - 04 مايو 2024 - 11:28 ص

تحقيقات وحوارات

أمين الغزالي لـ "الفجر":
شراكة المجلس الانتقالي في إطار مجلس القيادة حتمتها أربع ملفات

الأربعاء - 24 أبريل 2024 - 10:34 م بتوقيت عدن

شراكة المجلس الانتقالي في إطار مجلس القيادة حتمتها أربع ملفات

الشحات غريب

الانتقالي وصل بالقضية الجنوبية لمراكز القرار.. والحوثي أكبر أزمة في الملف اليمني (حوار)



◄ المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن استطاع تحقيق جهودًا جبارةً في مختلف المحاور

◄الانتقالي الجنوبي وصل بالقضية الجنوبية لمراكز القرار

◄ أهداف المليشيات الحوثية أبعد بكثير من ادعاءاتها الكاذبة بمساندة الفلسطينيين في غزة

◄ إيران تُقدم الدعم للحوثي لأنه كان ومنذ البداية أرخص عملائها في المنطقة

◄ أكبر أزمة في الملف اليمني تتمثل في الحركة الحوثية وبقاؤها يعني استمرار الحروب والصراعات

 

قال الدكتور أمين الغزالي ممثل الشؤون الخارجية للمجلس الانتقالي في ألمانيا وأوروبا، إن المجلس الانتقالي الجنوبي  في اليمن استطاع تحقيق جهودًا جبارةً في مختلف المحاور في ايصال القضية الجنوبية إلى مركز القرار.

وكشف الغزالي في حوار خاص لـ "الفجر" بأن، أهداف المليشيات الحوثية أبعد بكثير من ادعاءاتها الكاذبة بمساندة الفلسطينيين في غزة ووقف القصف ضدهم، بل على العكس تمامًا، فمنذ بداية أعمالهم التخريبية الطائشة في البحر الأحمر سحبوا الضوء على ما يحدث في غزة وقدموا بذلك خدمة جليلة لحكومة الحرب في إسرائيل.

 

وإليكم نص الحوار:-

◄كيف ترى وضع القضية الجنوبية، وما هي أهداف شراكة المجلس الانتقالي بمجلس القيادة الرئاسي.. وإلى أي مدى ستستمر؟

 

استطاع المجلس الانتقالي الجنوبي تحقيق جهودًا جبارةً في مختلف المحاور، في ايصال القضية الجنوبية إلى مركز القرار، بالإضافة إلى العديد من المكاسب التي حققها، منها تفكيك المنظومة المعادية للجنوب، ووضع إطار خاص للقضية في مفاوضات الحل النهائي، وهناك مكاسب أخرى في طور البناء والتحقق.

-تحويل المكونات الجنوبية سواء المدنية أو العسكرية والأمنية إلى مكونات كاملة الشرعية مع احتفاظها بهدفها المركزي، الذي تناضل من أجله وهو "استعادة الدولة الجنوبية.
- الهدف الثاني يتمثل في محاولة المجلس الانتقالي الانفتاح على كل القوى المناهضه للحوثي حقيقة، ومد يده لها في سبيل رفع مستوى الشراكة والتنسيق تحت مظلة المشروع العربي، بهدف استعادة الدولة في صنعاء من يد المليشيات الحوثية المدعومة من إيران. -الملف الاقتصادي: وتحسين الأوضاع المعيشية في المناطق الجنوبية كان واحد من بين الخيارات الرئيسية للدخول في هذه الشراكة مع القوى المُشكِّلة للمجلس الرئاسي. 
-أما الهدف الرابع فيتثمل في مساع المجلس الانتقالي إلى ضمان مسار آمن ومضمون لخيار الشعب الجنوبي في استعادة دولته كاملة السيادة في أي تسويات قادمة.

◄ استمرار الشركة

 

قائمة على حسابات سياسية دقيقة ترتبط بمدى ضمان تحقيق المجلس الانتقالي لقائمة أهدافه المُتفق عليها، ويبدو واضحًا إلى الآن، أن الهدف الأول وحده الذي تحقق، وهناك الكثير من الضبابية والعراقيل واختلاف وجهات النظر، وربما حتى المسارات، فيما يتعلق بالثلاثة أهداف المتبقية، وهي بالتأكيد من ستحدد وعلى الدوام موقف المجلس الانتقالي من هذه الشراكة.

◄ وسط مخاوف أممية من عودة التصعيد في اليمن.. ما سر الدعم الإيراني المستمر للحوثي؟ وهل تمتلك المليشيات قرار وقفها الحرب باليمن؟

تُقدم إيران الدعم للحوثي لأنه كان ومنذ البداية أرخص عملائها في المنطقة، ويُحقق لها في نفس الوقت مكاسب كبيرة وهناك هدف مركزي لإيران وهو عمل طوق مُحكم من نفوذها لخنق الجزيرة العربية، ومن هذا البُعد يكتسب الحوثي أهمية في مشروعها.

أما بالنسبة لقرار الحرب في اليمن فلا يتعلق بمكاسب إيران من ذلك فحسب، بل أيضا مرتبط ارتباطًا وثيقًا بأهداف الحوثي نفسه بعيدة المدى سواء فيما يتعلق بفرض سيطرة كهنوتية تامة ونهائية على المجتمع في الشمال أو تلك الأهداف التي تتجاوز حدود الشمال، بل وحدود اليمن، وهو يعتقد أن الحرب هي الخيار الوحيد والأنسب لتحقيقها، وهذه الأهداف يتم الإعلان عنها على الدوام، كما كشف عنها مؤخرًا عضو فريق المفاوضات لمجلة اتلانتيك الأمريكية.

 

◄أعلنت مليشيات الحوثي سك عملة معدنية من فئة الـ ١٠٠ ريال يمني... كيف تعمل مليشيات الحوثي على تعميق أزمة الانقسام اليمني الاقتصادي؟

 

لو عُدنا إلى الوراء لوجدنا أن الخطوة الأولى للحوثي بعد دخوله صنعاء حتى قبل أن تتم له السيطرة الكاملة عليها كانت اقتحام البنك المركزي ونهب الاحتياطي من العملات الأجنبية وللكثير من الودائع الثمينة والتي تُقدر بمليارات،  بعد أحكام الحوثي على مناطق الشمال سعى بكل السُبل إلى إحداث طوق اقتصادي مُحكم على المناطق التي يُسيطر عليها باعتبارها أحد الأدوات الرئيسية لإحكام هيمنته الكلية على الشمال، وهو ما تم له، لم يلتزم في قرارات وسياسات البنك المركزي الشرعي بعد نقله إلى عدن، ورفض التعامل مع العملة المطبوعة، وسن مجموعة من الإجراءات والقوانين المنفصلة والتي تُخالف السياسات الاقتصادية كليًا منها "قانون منع الربا"، وتأتي خطوته الأخيرة وحيدة الجانب بطبع عملة معدنية لفئة المائة ريال سعيًا لتكريس هذا الطوق الاقتصادي والمالي.

 

◄ بالتزامن مع هجمات الحوثي على سفن عسكرية أمريكية وبريطانية.. ما هي أهداف المليشيات؟

 

أهداف المليشيات هي أبعد بكثير من ادعاءاتها الكاذبة بمساندة الفلسطينيين في غزة ووقف القصف ضدهم، بل على العكس تمامًا، فمنذ بداية أعمالهم التخريبية الطائشة في البحر الأحمر سحبوا الضوء على ما يحدث في غزة وقدموا بذلك خدمة جليلة لحكومة الحرب في إسرائيل. أما أهداف الحوثي الحقيقية من وراء هجماتهم في البحر الأحمر، وهي ليست المرة الأولى بالمناسبة، فتتمثل في: تعزيز موقفهم في المفاوضات اليمنية أو ما يُعرف بـ "خطة السلام" المدعومة أمميا والمطالبة بمكاسب أكبر، تشتيت الأنظار عن حزب الله وتقليل الضغط عليه بعدما كان في طليعة بنك الأهداف الجاهزة للاستهداف، تعزيز مصالح إيران ونفوذها لإظهارها بصورة أنها باتت المحرك الأكبر لكل ما يحدث في المنطقة.

 

◄بعد غرق "روبي مار" وما حدث مع الناقلة صافر.. كيف دمر إرهاب الحوثي التنوع البيئي في البحر الأحمر؟

 

الحوثي الذي دمر بلد بكاملها وتجاوزت ضحاياه مئات الآلاف، وملايين المشردين، ولم يتوان قط عن تدمير بيوت معارضيه على رؤوس من فيها، فكيف له أن يهتم بالقضايا البيئية، هو يرى أن كل أداة ممكن أن يستغلها في سبيل تحقيق مصالحه، لن يتوان عن استخدامها على الإطلاق، ولو حرق البلد من أقصاه إلى أقصاه!.

 

◄ لا تزال الأزمة اليمنية تشهد تعقيدات عديدة.. ما هو الحل الأمثل للأزمة السياسية؟

 

بالفعل هناك أبعاد كثيرة لهذه الأزمة، أكبر أزمة في الملف اليمني تتمثل في الحركة الحوثية وبقاؤها يعني استمرار الحروب والصراعات والمآسي إلى ما لا نهاية. الأزمة الثانية وترتبط على نحو ما بها هي الأخطار التي تُشكلها التنظيمات الإرهابية واستمرار نشاطها، فعلى المدى البعيد ستُشكل خطرًا كبيرًا إذا لم يتم التعامل معها بشجاعة فالأزمة الاقتصادية والمعيشية تأتي في طليعة الملفات الكبيرة الضاغطة. الحل الأمثل من وجهة نظري يتمثل في تعزيز الجبهة المواجهة للحوثي، والسعي لأن تحصل على دعم دولي، خصوصا للأطراف التي اثبتت فاعلية كبيرة في مواجهة الحوثي، حتى اسقاط هذه الجماعة. معالجة عاجلة وجادة للملف الاقتصادي والإنساني، وتمكين الشعب الجنوبي من استعادة دولته حتى يتم ضمان الاستقرار الدائم محليًا، وحتى يسود السلام والأمان في المنطقة على المدى البعيد.