آخر تحديث :الخميس - 02 مايو 2024 - 06:12 م

اخبار وتقارير


تقرير مصور: الإيجارات الباهظة تفاقم معاناة النازحين بلحج

الثلاثاء - 09 يناير 2018 - 05:31 م بتوقيت عدن

تقرير مصور: الإيجارات الباهظة تفاقم معاناة النازحين بلحج

تقرير مصور / صدام اللحجي

وضعت الحرب اليمنيين بشكل عام في ظروف لم يخبروها قبلًا، وجعلتهم أمام خيارات “صعبة”، اضطروا للتكيف معها وتقبلها، على حساب حاجاتهم الاجتماعية والنفسية ونتيجة الحرب التي تستعر لهيبها، والأزمة الاقتصادية التي يعاني منها أغلب النازحين، كان النزوح عنوانًا عريضًا لمأساة داخلية، مقابلة لأخرى خلف الحدود.

الكثير من النازحين من أبناء المخا والجراحي وصنعاء الذين خسروا منازلهم أو نزحوا من مناطقهم، حلّوا ضيوفًا على أقرباء لهم في مناطق أخرى، أو تشاركوا مع إخوتهم وآبائهم منازل واحدة، فبات بعضها يجمع أكثر من عشرة أشخاص في غرفتين.
(عدن تايم ) زارت منطقة الحسيني مديرية تبن لحج لكشف حقيقة معاناة النازحين والسكن المشترك لأكثر من عائلة في منزل واحد، والتعرف على أسبابها، وما تخلفه من آثار.

((عائلات عدّة .. تتشارك في منزل))

في البداية كان معنا الحجة سلماء كيدل علي ، هي إحدى السيدات اللاتي انتقلن من حياة مريحة في منطقة القطابة مديرية الخوخة ً إلى حياة النزوح في لحج، ومن منزلها المستقل إلى منزل تتقاسمه مع أولادها وعائلتها المكونة من 7 أسر في منزل واحد ، لتختبر أسلوبًا في العيش كان يبدو لها مستحيلًا قبل ذلك.

“منزلنا عبارة عن ثلاثة غرف، وعائلتي تتكون من 7 أسر ابنتي الأرملة لديها 11 من الأبناء فقط عدى الآخرين ” تقول الحجة سلماء لعدن تايم، أما الغرف التي تتحدّث عنها، فهي معزولة عن بعضها بستائر قماشية، لتجعل المنزل الواسع يبدو كأنه مجموعة من الخيام المتلاصقة، التي تجمع خليطًا من الأحداث المرتبطة بكل فرد وكل عائلة، وتجعلها شبكة متداخلة، معرّضة للمشاكل بشكل يومي.

ويبدو أن تراجع الوضع الاقتصادي لأغلب النازحين سبب مباشر في دفع أكثر من عائلة لتسكن في منزل واحد، بسبب تزايد نسب إرتفاع الفقر.

وتشير الحجة سلماء إلى أنّ عدم القدرة على دفع الإيجارات المرتفعة للمنازل هو ما دفع أولادها وبناتها للسكن في منزل واحد، على أن يتقاسموا المصاريف فيما بينهم، مضيفةً “لولا تعاون الجميع لما سكنا في منزل”.

تقاسم الأعباء المادّية، لا يعني بالضرورة تقاسمًا لجميع تفاصيل الحياة، إذ توضح الحجة سلماء أنّ عائلات أولادها لا تجتمع للغداء على طاولة واحدة دائمًا، وغالبًا ما تحضّر كل عائلة وجباتها الخاصّة لتأكل طعامها في الغرفة المخصصة لها.

((إيجارات “باهظة”))

على اعتبار أن قطاع العقارات يتأثر بشكل كبير بالحروب وما يليها من نزوح، شهد سوق العقارات في مدينة الحوطة وتبن ارتفاعًا كبيرًا لأسعار البيوت وإيجاراتها، في المدن والأرياف على حد سواء وبالعودة إلى الأعوام الماضية، كانت إيجارات المنازل في الحوطة وتبن لحج بين عشرة ألف ريال وخمسة عشر ألف).

وبحسب ما تشير إليه الأرقام، فإن إيجارات المنازل زادت بعد عام 2016 ، ليبلغ متوسط إيجار منزل في المدينة 20 ألف ريال يمني، في المناطق المحررة ومع هبوط الريال اليمني وتدني مستوى الأجور داخل أغلب المناطق المحررة، أصبح من الصعب على عائلة واحدة، لا يزيد متوسط دخل الفرد فيها عن 35 ألف ريالاً، أن تتحمل أعباء المصروف وسط غلاء الأسعار، ما اضطر عائلات عدة إلى السكن في منزل واحد لتقاسم الإيجار والمصروف.

كما أن طلب المالك لدفعة مالية مسبقة عن ستة أشهر أو سنة من إيجار المنزل زاد من صعوبة الأمر، وسط غياب الدور الحكومي في العلاقة بين المؤجر والمستأجر بما يخص تحديد قيمة الإيجار أو مدته.

ولا يوجد نص قانوني يلزم صاحب المنزل بالتقيد بتسعيرة أو تعرفة محددة بضوابط، بل يخضع تأجير معظم العقارات لإرادة المتعاقدين، تحت مقولة “العقد شريعة المتعاقدين”.

((حركة نزوح شديدة.. والبيوت نادرة))

الآلاف ممن نزحوا من محافظات مختلفة بسبب الحرب الدائرة في مناطقهم منذ ثلاثة سنوات وأعدادالنازحين من الخوخة والجراحي وصنعاء وحيس من أماكن إقامتهم الأصلية بلغت أعداد كبيرة منها من قام بستئجار منزل ومنهم من سكن عند اقربائهم في ظل ظروف معيشية صعبة للغاية.

خلال شهر ديسمبر 2017 م شهدت المحافظات الشمالية عمليات نزوح بلغت حسب تقرير منظمة الهجرة الدولية 25 ألف، اتجهوا إلى المدن الآمنة منها العاصمة عدن ولحج، ما شكل أزمة سكانية ارتفعت على إثرها الإيجارات وقل عرض البيوت بسبب ازدياد الطلب.

وحتى في حال كانت العائلة ميسورة ماديًا، إلا أنها تواجه في بعض الأحيان صعوبة بإيجاد بيت فارغ ومفروش، خاصة في مدينة الحوطة والمناطق المجاوره لها ، ما يدفعها إلى السكن مع عائلة أخرى من أقاربها إلى حين إيجاد منزل.

((علينا تجاوز الضغوط النفسية وتحمّل ظروف الآخرين”))

عند سؤال الناس في مدينة الحوطة وتبن عن كيفية التغلب على مشكلات السكن العائلي المشترك، توحدت معظم الآراء حول فكرة ضرورة احترام رأي الآخرين وثقافاتهم واختلافاتهم.

وبرأي عباس اللحجي علي ناصر فإن أفضل حل للمشكلة هو “عدم التدقيق على تصرفات من نتشارك معهم السكن والتغاضي عن أخطائهم، وتحمّل الظروف التي يمرون بها” وأوصى بضرورة التفاهم فيما بينهم وتوزيع المهام المتعلقة بأعمال واحتياجات المنزل.

أما عبدالله اللحجي علي فيقول جئنا إلى لحج هربا من الموت المحتم الذي تفرضه علينا مليشيات الحوثي بستهداف المدنيين بقذائف الهاون ودعا جميع المنظمات والمؤسسات والسلطة المحلية بتقديم يد العون والمساعدة لهم.

(( مناشدات ))

أما رئيس المجلس الأهلي في منطقة الحسيني أ . طه غالب يوسف كان له رأي إنساني بحثاً عن أوضاع النازحين قائلا : في الحديث عن أوضاع النازحين في منطقة الحسيني مديرية تبن لحج فقد استقبلنا حوالي 13 أسرة وجميعهم من الجراحي وصنعاء والمخا قمنا بحصر جميع الأسر النازحة وتقديم كشوفات إلى الجهات المختصة والداعمة إلا أننا لم نتلقى أي مساعدات إنسانية حتى الآن نأمل أن تكون هذه رسالة نود ان نوصلها عبر صحيفة " عدن تايم " لإنقاذ الأسر النازحة مما هم فيه.