آخر تحديث :الثلاثاء - 02 يوليه 2024 - 01:32 م

اخبار وتقارير


لماذا توارى المجلس الإنتقالي عن الأنظار بعد أسبوع من سيطرته على عدن؟

الخميس - 08 فبراير 2018 - 11:48 ص بتوقيت عدن

لماذا توارى المجلس الإنتقالي عن الأنظار بعد أسبوع من سيطرته على عدن؟

عدن تايم / كرم أمان

توارى المجلس الإنتقالي الجنوبي باليمن عن الإنظار منذ يوم الأربعاء الماضي عقب مرور أسبوع على مواجهات عنيفة شهدتها عدن بين المقاومة الجنوبية وبين ألوية الحماية الرئاسية إنتهت بفرض سيطرة المقاومة على أجزاء واسعة من المدينة وتوقفها عند البوابة الخارجية للقصر الرئاسي بحي كريتر بعد تدخل مباشر من دول التحالف العربي وإلزام الطرفين بالتهدئة.

وقبل أن يتوارى عن الأنظار أعلن المجلس عبر اعضاء هيئته الرئاسية وناطقه الرسمي أنه ملتزم تماماً بإعلان التهدئة التي أطلقته دول التحالف العربي ، وأكد رئيسه في كلمة متلفزة أنه يقف الى جانب التحالف العربي في مهمة تحرير المحافظات الشمالية من الميليشيات الإنقلابية .

كما أكد عيدروس الزبيدي أن 30 يناير / كانون الثاني لن يكون كما قبله ، في إشارة الى نتائج الأحداث الأخيرة التي شهدتها عدن والتي رجحت كفة المقاومة الجنوبية والمجلس الإنتقالي التي تطالب بتغيير الحكومة الحالية وتصفها بالفاسدة.


رهان فاشل

ذلك التواري للمجلس الإنتقالي سياسياً وإعلامياً أثار جدلاً واسعاً بين صفوف مؤيديه باليمن ، لاسيما وأنه قوبل بلهجة حادة وتصعيد إعلامي من أطراف في حكومة بن دغر ، بدءاً ببيان أصدرته وزارة الخارجية ومطالبتها مجلس الأمن بإدراج المجلس الإنتقالي ضمن الأطراف المعرقلة للشرعية وفرض عقوبات عليه ، الى التهديدات المباشرة و المبطنة التي تصدر من رئيس الحكومة ووزير الداخلية اليمني وعدد من وسائل إعلامها ، وهو ما عده كثيرين أنه خرقاً للتهدئة وعدم إلتزام الحكومة بإعلان التحالف .

يقول المحلل السياسي اليمني صلاح السقلدي في حديث خاص لـ"عدن تايم" أن تواري الخطاب السياسي والإعلامي للمجلس الإنتقالي الجنوبي خلال الأيام القليلة الماضية يعود الى ضغوط هائلة مورستْ وتمارس على قياداته من قبل التحالف وخاصة المملكة العربية السعودية ,بعد أن رأت أن ما جرى في عدن مؤخرا قد يقـــوّض الهدف الرئيس للحرب وهو تحرير صنعاء وعودة الشرعية إليها.

وأضاف أن الرياض وقعت في ذات الوقت تحت ابتزاز إخواني كبير مارسه حزب الاصلاح,حين لوّحتْ بعض قياداته بشكل مباشر أو غير مباشر بأنها قد تدير ظهرها بالجبهات العسكرية بسبب ما اعتبرته انقلابا عليها في عدن إن لم يكن للمملكة من موقف بوجه من وصفته بالانقلابيين وبوجه ما تصفه بالتواطىء الاماراتي معهم.

ويرى السقلدي أن الصمت الجنوبي لن يطول كثيرا, خصوصا والانتقالي يجابه ضغوطا شعبية كبيرة للإيفاء بتعهداته التي قطعها قبل المواجهات الأخيرة وبعدها, حيث من المتوقع جدا ان يستأنف عملية التصعيد بشكل أقوى فالتضحيات التي وقعت من الصعوبة بمكان أن تذهب هدرا.

وأشار أن سمعة المجلس الانتقالي قد أصبحت على المحك ولا نعتقد أنه سيجازف بها ويتوارى كثيرا, فهذه الضغوطات الخليجية- السعودية- أن استمرت وتصاعدت بوجهه, فقد يقلب الانتقالي الطاولة بوجه التحالف ويخلط الأوراق ليس فقط بالجنوب ولكن باليمن عموما,خصوصاً أن قُــمعت عملية التصعيد الشعبي .

كما يرى السقلدي أن الرهان السعودي على طول بال المجلس الانتقالي قد يكون رهانا محفوفا بالفشل وبالكارثة على مستقبل التحالف ومصير حربه باليمن , ويجب في هذا المقام أن نتذكر المقولة ( لا تخاصم من ليس بيده شيئا يخسره.! ).


إحباط مخطط قطري

بدوره يرى الكاتب السياسي ورئيس تحرير صحيفة اليوم الثامن اليمنية صالح أبو عوذل في حديث خاص لـ "عدن تايم" أن المجلس الإنتقالي الجنوبي التزم بالتهدئة التي أعلنها التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات لكن حكومة بن دغر رفضت ذلك وواصلت التصعيد بدءا من بيان وزير الخارجية اليمني عبدالملك المخلافي ومؤخرا تصريحات احمد بن دغر تخلله هجوم إعلامي من قبل وسائل إعلام يمنية وقطرية وإيرانية ضد المجلس الانتقالي ، وهذا دليل ان ما قام به المجلس في عدن قد أحبط مخططا خبيثا لقطر ، لكن ما تقوم به حكومة بن دغر اليوم هدفه إدخال عدن في أتون فوضى واقتتال أهلي.

وأضاف أن المجلس الانتقالي يدافع عن قضية وطنية عادلة في حين يلوح بن دغر بحرب ثالثة بدعوى الدفاع عن الوحدة اليمنية التي لم تعد موجودة حتى في قصر معاشيق" ، مشيراً أن ذلك التصعيد الحكومي جاء في أعقاب تلويح حكومة بن دغر بإعلان إيقاف الحرب والدخول في تسوية سياسية مع الحوثيين في محاولة لضرب التحالف العربي وهو ما يبحث عنه بن دغر الذي يعتقد أنه سيصبح خليفة هادي في التسوية القادمة والدليل الأموال التي أرسلها تباعا للحوثيين وآخرها إحباط تهريب 16 مليونا في جبال يافع شمال عدن كانت في طريقها إلى الحوثيين" حد قوله .

ويقول عوذل أن الانتقالي ملتزم بالهدنة عسكريا وسياسيا وإعلاميا لكن لا يمنع من الاستعداد لأي تحرك قد تقوم به حكومة بن دغر خاصة وأن وزير الداخلية قد قالها بصريح العبارة إن لديهم خطة للسيطرة العسكرية على كل الجنوب واخضاعه لطرف غير جنوبي بحلول نهاية 2018م.

موضحاً أن موقف حكومة بن دغر العدائي وحصارها للمدن الجنوبية المحررة، ووقوف قطر بقوة في صفها يؤكد أنها المتضررة والمستفيدة، في آن واحد، فخروج حكومة بن دغر يعني خسارة بالنسبة للدوحة وأنتصارها يعني استفادة ، ويعتقد أن التحالف قد يدفع نحو تغيير الحكومة لاسيما وأن هناك وزراء قد تورطوا في علاقة وثيقة مع قطر.

ويرى عوذل أن الحل يكمن في عزل الحكومة الحالية وتشكيل حكومة وطنية يكون وزرائها من الموالين للتحالف وليس لقطر التي تقول حكومة هادي انها قطعت علاقتها بها.

ويشير أن لانتقالي يسير وفق نهج وثيق للتحالف العربي وهو داعم للرئيس هادي والتحالف ايضاً على عكس أطراف في حكومة بن دغر الذين تربطهم علاقة وثيقة بالدوحة وباتوا على اتصال دائما بها كما هو الحال مع وسائل إعلامها التي تناهض الشرعية ذاتها .


يتحمل المسؤولية

من جانبه يقول الكاتب والمحلل السياسي اليمني أحمد الصالح في حديث خص به "عدن تايم" "إن لم يتحمل المجلس الانتقالي الجنوبي المسؤولية بحكم ان لديه تفويض شعبي فإن الشارع سيتجاوزه ويخلق لنفسه مسار يحقق تطلعاته ويرضي طموحاته والساحة الجنوبية ولادة" .

ويرى أنه يجب على قيادة المجلس الإنتقالي الخروج ببيان يوضح كل شيء امام الشعب دون مراوغة ، مشيراً أن الشارع يجب ان يعرف ماهو تصور المجلس وبرنامجه في هذا السياق حتى يحدد توجهه هل يجدد الوقوف خلف المجلس او يبحث له عن قيادة توازي تطلعاته.

وحول الأنباء التي تتحدث عن قرارات رئاسية وشيكة بتغيير الحكومة الحالية ، يقول الصالح أن الوعود المبهمة بدون تزمين ماهي الا مماطلة وكسب الوقت لصالح الفساد ، فان كان هناك من إتفاق مع قادة المجلس يجب عليهم مصارحة الشعب به فهو ليس من الأسرار القومية.

وأشار أن التصعيد السياسي والإعلامي من طرف الحكومة يعد خرقاً للتهدئة وتحدي وإستفزاز للإرادة الشعبية واهانة لشهداء الجنوب قبل ان يكون تحدي للمجلس الإنتقالي الذي بات اليوم مطالب وملزم بوضع حد لهذه التصرفات المهينة.


المجلس راض عما تحقق

ويقول الكاتب والمحلل السياسي اليمني المقرب من المجلس الإنتقالي منصور صالح لـ "عدن تايم" أن المجلس الانتقالي ملتزم بالتهدئة تلبية لدعوات التحالف العربي لافساح المجال لجهود تسوية تفضي الى اقالة الحكومة، مشيراً أن المجلس راض عما تحقق وهو ينتظر ان تستكمل مطالبه باقالة الحكومة وهو امر بات يناقش بجدية ولاتراجع عن ذلك.

وأضاف أن ما تقوم به الحكومة اليوم من تصعيد لايخدم جهود التسوية وقد يقود الاوضاع الى مزيد من التأزم ، ولفت أن الحكومة لا تمارس عملا من اي نوع باستثناء التصعيد الاعلامي بهدف تسجيل حضور يحفظ لها ماء الوجه.

وأكد منصور أن المقاومة الجنوبية مازالت عند موقفها من مطالبها باقالة الحكومة ، مشدداً أن المجلس في حكم المنتصر في هذه العملية وهو قد انضج شروط التغيير وهو حريص على اتاحة الفرصة للاشقاء في التحالف للبحث في اي حلول ومعالجات تفضي الى تحقيق مطالب الشارع.

وحول إمكانية تراجع شعبية المجلس في حال لم يتمكن من تنفيذ مطالب الشعب ، قال منصور أن شعبية المجلس لا تحتاج الى اعلام ، وهو يعرف كيف يحافظ على حضوره وزخم الالتفاف الشعبي حوله دون الحاجة للدخول في حالة سجال غير مبرر مع شرعية متآكلة تبحث عن ضجيج لتسجيل حضور ولو كان مجرد شوشرة اعلامية وعلى وسائل التواصل الاجتماعي دون رصيد حقيقي في الواقع.

وبات المجلس الإنتقالي الجنوبي باليمن اليوم واقعاً بين مطرقة التصعيد الشعبي ضد الحكومة وسندان التهدئة التي تبناها التحالف العربي لإستكمال مهام تحرير باقي الأراضي اليمنية من الحوثيين ، في الوقت الذي يؤكد محللون ومراقبون سياسيون أن هناك أطرافاً داخل وخارج الشرعية تسعى الى إطالة أمد الحرب التي دخلت عامها الرابع.