على ما يبدو أن جنرال الحرب زعيم الجناح العسكري لحزب الإصلاح (النسخة اليمنية من تنظيم الإخوان المسلمين) ، وبيده الميليشاوية الضاربة في أعماق الإرهاب لم يكتفي بما تفيده ونهبه من خيرات الجنوب ، إبان اجتياح الجنوب في94م ، وما تبعه من نهب لثروات ومصادرة لحقوق الجنوبيين ، بل أن الأمر بلغ به مصادرة حقوق الموتى في قبورهم ، حيث صادرة اللجنة التي يرأسها حقوق ألاف الشهداء والجرحى من أبناء الجنوب حقوقهم ولم تسلم لهم مكرمة الملك سلمان حتى اليوم رغم مرور حوالي 9أشهر من الإعلان عن المكرمة السعودية.
وتشير الأرقام إلى أن 1100شهيد و 5000جريح ، ممن اسقوا بدمائهم الزكية تربة الوطن الجنوبي ، وصنعوا ملحمة التحرير الثانية ، بدحرهم قوى عدوان صنعاء الثاني ، وافشال مخطط إيران في المنطقة .. نعم 6100 من الشهداء والجرحى صانعي فجر التحرير لا تزال حقوقهم المتمثلة بمكرمة الملك سلمان ، مصادرة بفعل فاعل ، وضميرها مستتر في محل نصب على محسن ولجانه.
وفي شهر رمضان الفضيل ، من العام الماضي والذي وافق شهر يونيو 2017م ، أي قبل حوالي 9أشهر ، تكرم فيه ملك المملكة العربية السعودية الملك سلمان بن عبدالعزيز بصرف 150 مليون ريال (ر.س) مكرمة لأسر الشهداء والجرحى في اليمن ، ولكن ما لا يمكن أن يتصوره المرءُ أنه وحتى اليوم لا تزال الالاف من حالات أسر الشهداء والجرحى في محافظات عدن لحج ابين الضالع لم يستلموا المكرمة
البداية
أعلن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان ابن عبد العزيز ، في يونيو من العام الماضي والذي تزامن مع شهر رمضان الكريم .. اعلن عن مكرمة سخية لأسر شهداء وجرحى عاصفة الحزم في اليمن ، والبالغة 150 مليون ريال سعودي.
وأكدت الحكومة اليمنية في 19يونيو 2017م عن تسلمها المكرمة ونقلت وكالة أنباء "سبأ" التابعة للحكومة الشرعية قولها : أن الحكومة تسلمت المكرمة، وأمرت وزارة المالية والبنوك المعنية بصرفها للجان مختصة يشرف عليها نائب الرئيس علي محسن الأحمر، وإن اللجان المكلفة بالإشراف على توزيع المكرمة قد تسلمت مهامها، وستبدأ بعملية الصرف قبل عيد الفطر المبارك وفق آلية متفق عليها اعتمدتها اللجنة العليا.
ومنذ الوهلة الأولى شكك الكثيرون أن لم يكونوا الغالبية في اللجنة لكون علي محسن الأحمر، على رأس تلك اللجنة ، وتحدثوا بانه سوف يتم التلاعب بالمكرمة ونهبها، سيما وأن من سُلمت لهم يمارسون فساداً ونهب ومصادرة غير مسبوق بحق وحقوق الأحياء ، فما بالك بالأموات الذين هم في القبور؟.
التدشين
الإثنين 21/أغسطس2017م دشن نائب رئيس هيئة الأركان العامة، اللواء الركن، صالح الزنداني، ووكيل محافظة عدن لشئون الشهداء والجرحى، علوي النوبة، ورئيس هيئة العمليات المشتركة، اللواء الركن، ناصر بارويس، في عدن، عملية صرف مكرمة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، لأسر الشهداء .
وحسب حديث نائب رئيس هيئة الأركان فأن المكرمة الملكية تستهدف (7100) شهيد في المحافظات المحررة كمرحلة اولى ، في حين تستهدف في مرحلتها الثانية (1200) شهيد .. أي بمجموع(8300) شهيد ، بينهم الفين و900 شهيد في عدن فقط.
وفي محافظات عدن ولحج وأبين والضالع تم توزيع الحالات المستحقة لمكرمة الملك سلمان من اسر الشهداء ، والذين يشكلون معظم الحالات المستحقة على مستوى المحافظات المحررة .. تم توزيعهم على ثلاث مراحل ، عبر اللجنة المكلفة من اللجنة الرئيسية التي يشرف عليها علي محسن الأحمر.
حرمان أكثر من 1100شهيد
عملية تسليم مكرمة الملك سلمان لأسر الشهداء في المحافظات الأربع (عدن - لحج - أبين - الضالع) لم تتم بتلك الطريقة والآلية التي سلمت فيها المكرمة في مأرب أو غيرها من المحافظات ، حيث عملت اللجان على المماطلة والتأخير من شهر إلى شهر ، وأتى العام 2018م ، وهناك المستحقين من المرحلة الثالثة والأخيرة لم يستلموا المكرمة.
وبلغ عدد المستحقين في المرحلة الثالثة ما يقارب 1700حالة مستحقة من اسر الشهداء داخل إطار المحافظات الأربع والذين تم رفع ملفاتهم الى هيئة الأركان العامة وزارة الدفاع ، خلال يناير الماضي ، إلى أن الحالات التي تم التسليم لها لم تتجاوز ال(600حالة) ، وهو الأمر الذي أحدث امتعاض وسخط شعبي بين أوساط الأسر المتبقية.
حيث أن وحسب الحالات المستحقة للمرحلة الثالثة والأخيرة والبالغة (1700حالة) تكون حوالي (1100حالة) مستحقة قد حرمة من حقوقها ، لأسباب لم تذكرها اللجان المعنية المشكلة من قيادات في هيئة الاركان العامة ووزارة الدفاع ، والتي يشرف عليها علي محسن الأحمر.
حرمان 5ألف جريح من مكرمة الملك سلمان
على الرغم من مضي عدة أشهر لصرف الدفعة الأولى والثانية لمكرمة الملك سلمان للشهداء في المحافظات المحررة ، والصرف مؤخرا لحالات قليلة من المستحقين للمرحلة الثالثة والأخيرة في محافظات عدن ولحج وأبين والضالع ، إلى أن المكرمة الخاصة بالجرحى والذي من بينهم حالات مقعدة ، تبدوا منسية ولم تتم حتى اليوم ، رغم الوعود والأحاديث.
ما يقارب ال(5000حالة) من حالات الجرحى المستحقة في محافظات (عدن - وأبين - الحج - الضالع) لم تصرف لهم مكرمة الملك سلمان حتى اليوم ، وعلى الرغم من ان 1200جريح تم منحهم ارقام عسكرية كدفعة أولية من إجمالي ال5ألف ، إلى أنهم لم يستلموا مرتبات بعد وأيضاً مكرمة الملك سلمان.
ويقول الجرحى انهم وحتى اليوم بعد مرور ما يقارب 9أشهر من وقت إعلان المكرمة فانهم لم يستلموا المكرمة بعد ، حيث ان الجهات المسؤولة في هيئة الأركان والدفاع تستمر في المماطلة لأسباب غير واضحة ، فأحيانا يقولوا ان المخصصات لم توصل بعد إلى عدن ، من اللجنة الرئيسية وكل يوم يأتوا بسبب.
معاناة
داخل كل بيت من بيوت أسر الشهداء والجرحى توجد قصة معاناة صعبة لا يتصورها أي إنسان ، وفي ظل هذا الوضع الصعب يتساءل الجميع منا أين هو الوفاء لأسر الشهداء والجرحى الذي لطالما تحدث الكثيرون عنه ، صحيح أن هناك الكثير من الجهود التي بذلت إلى أن هناك الالاف الأسر لا تزال تعاني وتفتقر لأبسط احتياجات العيش ، سيما وهي لم تسلم بعد مكرمة الملك سلمان ولم تستلم أي مرتبات.
حيث يعيش أهالي الشهداء والجرحى في محافظات عدن ولحج وأبين والضالع ظروف معيشية صعبة ، سيما في ظل تدهور العملة المحلية والارتفاع الجنوني في الأسعار ، وحتى من استلموا مكرمة الملك سلمان إلى أن الراتب لا يزال منقطع عنهم والبعض لم يسلم راتب بعد ، بل إن بعضهم لم يتم ترقيمهم.
ولعل ما يضاعف معاناة أسر الشهداء والجرحى هو عدم استلام أسر الشهداء ممن تم ترقيمهم لمرتبات العام 2017م بالكامل ، حيث تم تسليمهم مرتبات 11، 12 من العام 2016م فقط ، ناهيك عن أن الالاف من الشهداء ممن لم يتم ترقيمهم لم يستلموا مرتبات بعد ، أما الجرحى فحتى من تم ترقيمهم فانهم لم يستلموا حتى اليوم مرتبات وأيضاً لم يستلموا مكرمة الملك سلمان.
اختصاص التسليم بمركزية لجنة على محسن
سير إجراءات تسليم الملك سلمان تمت عبر اللجان التي يشرف عليها مباشرة نائب الرئيس اليمني على محسن الأحمر ، وظلت الإجراءات لكل اللجان مركزية تعود للجنة الرئيسية.
ويقول عدد من أهالي الشهداء والجرحى ان إجراءات تسليم مكرمة الملك سلمان سيما في محافظات (عدن - لحج - أبين - الضالع) لم يتم تسليمها عبر الجهات المعنية بالشهداء والجرحى - مكاتب الشهداء والجرحى في المحافظات التي تولت عمليات رصد حالات الشهداء والجرحى - او تحويل المخصصات عبر البنك او المالية او اي وزارة أخرى ، بل انها اختصت بنائب الرئيس والذي يسلمها عبر لجان يتم تشكيلها بعيدا عن الجهات المعنية بالشهداء والجرحى.
وعلى ما يبدو أن المركزية في التسليم ، وعدم افساح المجال امام جهات الإختصاص في مكاتب الشهداء والجرحى لتتولى أمر التسليم ، مهد الطريق أمام تلك الجهات للمماطلة والتلاعب ، لتمارس نزواتها الشيطانية في نهب ومصادرة حقوق الأحياء والأموات.