آخر تحديث :الأربعاء - 04 ديسمبر 2024 - 10:20 م

اخبار عدن


«مدن نسكنها ومدن تسكننا» كتاب جديد لسالم صالح .. دور تاريخي للإمارات في احتضان اليمنيين

الأحد - 22 أبريل 2018 - 11:58 ص بتوقيت عدن

«مدن نسكنها ومدن تسكننا» كتاب جديد لسالم صالح  .. دور تاريخي للإمارات في احتضان اليمنيين

الشارقة: «الخليج»

صدر عن وكالة الصحافة العربية في مصر، كتاب لسالم صالح محمد، عضو مجلس الرئاسة اليمني والقيادي البارز في دولة الجنوب قبل قيام دولة الوحدة، تحت عنوان "مدن نسكنها ومدن تسكننا" يرصد فيه ذكرياته عن المدن والبلدان التي زارها.
يتضمن الكتاب، الذي يقع في أكثر من 700 صفحة، ذكرياته عن المدن العربية والعالمية التي زارها وأهم الشخصيات التي تعرف إليها، والتي ظلت في وجدانه وثنايا ذاكرته، ويقول المؤلف عن الكتاب إنه "فكرة نابعة من تنقلي الدائم بين مدن الدنيا".
وكان لمدن الإمارات، أبوظبي، والعين، ودبي، والشارقة نصيب في ذاكرة سالم صالح محمد، حيث يصف مدينة أبوظبي ب"جوهرة الخليج العربي"، ويقول: "هذا الخليج العامر بالخير والعطاء، لا يمكنك تخيُّل جانب فيه من دون أبوظبي، فللمدينة تأثير شامل فيه، وليس تأثيراً جغرافياً فقط (...) ومكانتها العالية هنا، تجيء من كونها واحة عصرية، استطاعت إجادة التعامل باقتدار وحنكة مع متغيرات الحياة وتحدياتها وتداعياتها أيضاً، ومن نفس الموقع، حافظت على نفس الهوية والأصالة".
يضيف المؤلف قائلاً : "الحكام هنا يتقاسمون الخير مع شعبهم بنزاهة وشرف، ويبنون الوطن للجميع، فمنذ منتصف السبعينيات، وزيارتنا إلى هذا البلد الكريم المضياف، تتكرر سنوياً، وحين تغيب عنها أشهراً، تجد التغيير نحو الأفضل هو ديدن الحياة، ليس على صعيد الإعمار وحده، والحركة الاقتصادية والتجارية وحدها، ولكن على صعيد بناء الأجيال القادمة".
ولم ينس سالم صالح الإشادة بموقف دولة الإمارات من احتضان اليمنيين، الذين ضاقت بهم السبل بعد الحرب التي شهدتها بلادهم عام 1994، وفي هذا الصدد يقول: "كان بقاؤنا خارج الوطن - بسبب الحرب في منتصف التسعينيات - حالة استثنائية، لكن ما خفف من وقعه علينا، وأشعرنا بأننا نعيش كرماء في دار أشقائنا الذين نسجل لهم امتناننا وتقديرنا، وهم الإخوة أشقاؤنا في دولة الإمارات العربية المتحدة، وكان على رأسهم المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان".
يقول المؤلف عن المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه: "إن نصائح الشيخ زايد وتجربته في توحيد الإمارات، وطريقة الحكم النموذجية فيها، هي محل احترام وتقدير، وكان يسرنا أن تكون أبوظبي، بحكم حنكة قائدها المؤسس وحكمته، وحكمة وحنكة رئيس الدولة الحالي، صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد (الذي كان ولياً للعهد حينها)، وكذا حنكة وحكمة بقية أشقائه، هي المرجعية لإصلاح أحوالنا في اليمن، خاصة عندما نشبت الخلافات بين كل من عدن وصنعاء في البيت الوحدوي المشترك، ولكن أحد الطرفين لم يستمع إلى حكمة الشيخ زايد. وهكذا، اندلعت الحرب الأهلية اليمنية. وعند اندلاعها في إبريل/نيسان 1994م، تجدد الأمل ثانية في أن تكون حكمة وحنكة الشيخ زايد وولي عهده والقيادة الإماراتية، هي المرجعية في وقف الحرب وإنهاء فتيل التفجر، وإصلاح أحوال اليمن، ولكن لم تجد تلك الدعوة صدى لدى صنعاء".
وعن دبي كتب المؤلف أنها "الإمارة الثانية حجماً، والإمارة الثانية المؤسِّسة لدولة الإمارات العربية المتحدة، إلى جانب الإمارات الأخرى (أبوظبي، الشارقة، عجمان، الفجيرة، أم القيوين ورأس الخيمة)، فشكلت حينها، مع شقيقاتها، اتحاداً فيدرالياً قوياً.. أدى بطبيعة الحال إلى ذلك الازدهار الملموس، الذي نلمسه في جميع مناحي الحياة".
ويشير المؤلف إلى الدور اللافت لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في نهضة دبي والإمارات والعالم العربي ويقول: "لنا أمل بأن يتصدر هو وأنجاله - الفرسان العرب دائماً، كما تصدرت دبي الموانئ العربية وموانئ الشرق الأوسط، وهي تسعى إلى العالمية، سباق التحدي الذي يواجه الأمة في العصر القادم، عصر الاقتصاد الذكي، عصر العولمة والإنترنت والتكنولوجيا، والكل يترقب بأمل، صمود وجهود هذا الفارس الشاعر الحاكم، لعله يملأ فراغ النهوض والتقدم في عالمنا العربي".
ويتحدث المؤلف عن الشارقة عند زيارته لها أول مرة وما شهدته بعدها من تطور متسارع، بالقول: "في طريقي إلى الصين - نوفمبر/تشرين الثاني سنة 1985م - نزلت في فندق الشارقة المشهور حينذاك (الإنتركونتننتال)، فاستحوذت المدينة على إعجابي، لأنها كانت عندئذٍ في بدايات نهضتها وتطورها، وفي عام 1995م، عدت إليها مرة أخرى، لأجد تلك المدينة قد قطعت شوطاً شاسعاً في عملية التطور والبناء والتنمية بشكل عام، بل وتحولت مساحاتها الصحراوية الخالية، إلى حدائق غنّاء، فتناسقت مع البناء والمعمار فيها بأشكاله الهندسية البديعة، حتى أضحت لا تقل جمالاً عن دبي أو أبوظبي، وعندما تساءلت عن سر ذلك التطور المفاجئ والقفزة العجيبة، قيل لي إن الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، قد أضفى عليها طابعاً خاصاً ومميزاً في الجوانب الاجتماعية والثقافية والعمرانية".
يقول سالم صالح عن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة: "إن الشيخ سلطان القاسمي، يقوم بدوره في نهضة إمارة الشارقة بثقة وبتواضع، واضعاً لبِنات قوية ثابتة لتطور هذه الإمارة الخيِّرة، ولكنه أضاف إلى هذا الدور، دوراً خاصاً بمكانة الشارقة ثقافياً، هدفه أن تكون الشارقة المركز الثقافي للمنطقة العربية".