آخر تحديث :السبت - 21 ديسمبر 2024 - 07:40 م

كتابات واقلام


لماذا العزوف عن مهام واختصاصات كل وزارة حسب اللوائح المنظمة لعملها ؟

الإثنين - 30 يناير 2023 - الساعة 05:34 م

عارف ناجي علي
بقلم: عارف ناجي علي - ارشيف الكاتب


رسالتنا المتواضعة التي نرغب في توجيهها إلى دولة رئيس الوزراء د. معين عبدالملك، ونتمنى أن تؤخذ بعين الاعتبار، تتمثل في أن جميعنا يعلم أن وضع أي استراتيجيات لا يمكن أن يكون إلا بالعمل الجماعي، وهو ما نص عليه في قرارات رئاسية وأخرى من مجلس الوزراء، حيث إصدار لوائح تنظيمية لعمل كل وزارة ضمن مهام اجتماعات مجلس كل وزارة على حِدَةٍ؛ ليقدم المشورة في المسائل المتعلقة بنشاطها، من: خطة عملها السنوية، والتنمية، والخطة المالية والإدارية، والسكرتارية وفقًا لحجم كل وزارة، وكذا تطوير مهام الوزارة، وتنظيم أعمالها، وتعديل ‏هيكلها.

أضف إلى ذلك، ما يتم عرضه وتقديمه من موضوعات إلى مجلس الوزراء، والتي ‏يرى الوزير عرضها على مجلس الوزارة، وتقارير الإنجاز وتقييمها، إلى جانب مشروعات القوانين واللوائح المنظمة لنشاط ‏الوزارة المقترحة في اجتماعات مجلس الوزارة.

للأسف، ومن خلال المتابعة، نجد الكثير من الوزارات لا تتبع الأسس التنظيمية، لتفعيل اجتماعات مجلس الوزارة استشراقا للمستقبل، ولوضع استراتيجية للتأكد من مواكبة كل القطاعات لمتغيرات تساعد الحكومة على توقع الفرص والتوجهات والتحديات والتداعيات المستقبلية، وتحليل آثارها، ووضع الحلول المبتكرة لها وتوفير البدائل عنها، الأمر الذي يساعد في نهايته على التخطيط الاستراتيجي السليم، الذي يسهم بدوره في توجيه السياسات وتحديد الأولويات بالشكل الأمثل، ويساعد على وضع الخطط المستقبلية، ولا نعلم سبب هذا الخلل، ولماذا تغيب عنه رقابة المختصين.

يجب أن تعمل الوزارة على تطوير قدرات التخطيط المستقبلي بعيد المدى بالسيناريوهات المحتملة، وذلك من خلال سلسلة ورش عمل في مجال "استشراف المستقبل" الهادفة إلى رفد جهود الحكومة لتطوير نماذج مبتكرة للخدمات المستقبلية، وتطوير خطط استراتيجية مرنة قابلة للتعديل حسب المتغيرات، والتعامل مع مختلف التوجهات المستقبلية والتحديات؛ لإحداث نقلة نوعية في العمل الحكومي، والتجديد المستمر بما يتلاءم وتطلعات المتعاملين ويحقق رضاهم.

الواقع، أن أغلب وزراء الحكومة لا يقوم نشاطهم على العمل الجماعي، بل نجد الكثير من الوزراء اختزلوا الوزارة بشخصهم الكريم، وهو ما أسهم ويسهم بالتخبط والفوضى، وإظهار الخلل بالكثير من الوزارات بعدم مواجهة المشكلات والتحديات وإيجاد الحلول والهروب من المسؤليات التي تواجهها وتواجه المجتمع، لذلك فإن من الأهمية بمكان تفعيل اجتماعات مجلس الإدارة لكل وزارة على حِدَةٍ، وذلك لوضع برنامج عمل يتم العمل عليه وتقيمه ومراجعته وتصويب الأخطاء به، وأن يكون هناك رقابة وتقييم ومتابعة لنجاح استراتيجيات وخطة العمل لتدخل حيز التتفيذ ومتابعة تنفيدها بما يخدم المصلحة العامة للبلاد.
أ. عارف ناجي علي