آخر تحديث :السبت - 21 ديسمبر 2024 - 09:53 م

كتابات واقلام


الملاعب الترابية في الأرياف .. ملاذ للشباب وحلم يتطلب دعم وزارة الشباب والرياضة

السبت - 27 يوليه 2024 - الساعة 04:21 م

حكيم الشبحي
بقلم: حكيم الشبحي - ارشيف الكاتب


انتشرت الملاعب الرياضية الترابية في أرياف الوطن حيث تجد في كل مكان ملعباً بسيطاً يتكون من أرضية من الطين وجص وقوائم للمرمى بلا تجهيزات إضافية أو منصات.
هذه الملاعب أصبحت بمثابة مراكز حيوية تعكس شغف الشباب بالرياضة إذ تشكل فرق رياضية تمثل أندية محلية وتنظم مباريات لا تتبع اتحاد كرة القدم بل ترتبط بالقرى نفسها.

تجذب هذه الفعاليات أعداداً كبيرة من المشجعين الذين يكتظون حول الملاعب مما يعكس حماسهم الكبير وروح الجماهيرية المتزايدة.
و هذه الأنشطة ليست مجرد ألعاب بل تمثل متنفساً للشباب والمجتمع بشكل عام حيث يمكنهم التعبير عن أنفسهم والهروب من ضغوط الحياة اليومية.

تقام هذه الفعاليات بجهود ذاتية من الشباب وأحياناً بدعم من رجال الأعمال والتجار الذين يساهمون في شراء الجوائز والكؤوس والميداليات ويقومون بتنظيم أنشطة رياضية ودورات تنافسية على مستوى المديريات أو العزل وفقاً للإمكانيات المتاحة.

في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها الشعب يبحث الجميع عن متنفسات ووسائل للترفيه وقد أصبح لهذه الملاعب دور حيوي في توفير بيئة إيجابية وتخفيف الضغوطات الناتجة عن الأوضاع السياسية والاجتماعية الراهنة.

هذه الملاعب ليست مجرد أماكن للعب بل هي رموز للأمل والتألف تسهم في بناء مجتمع متماسك يسعى نحو الأفضل.
إذ تمثل الفرصة لكل شاب ليعيش شغفه بكرة القدم ويشارك في تجربة جماعية تعزز من الروابط الاجتماعية وتفتح آفاقاً جديدة للأحلام والطموحات.

في النهاية يمكن القول إن الملاعب الترابية في الأرياف هي أكثر من مجرد أرض للعب فهي تجسد الروح الحقيقية للشباب وتمنحهم الأمل في مستقبل أفضل في عالم يعاني من التحديات والصعوبات.
فكل مباراة تلعب على هذه الأراضي هي خطوة نحو بناء مجتمع أكثر تماسكاً وإيجابية يحقق أحلام أبنائه ويستشرف مستقبلا مشرقًا.

لذا هل ستقوم وزارة الشباب والرياضة بالالتفات إلى هذه الأنشطة وتوفير الدعم اللازم لتأهيل هذه الملاعب وتجهيزها بالاحتياجات الأساسية لضمان استمراريتها وحمايتها من مخاطر عوامل التعرية والإهمال؟ إن مثل هذه المبادرات قد تسهم في دعم الشباب وتوفير بيئة رياضية أفضل مما يعكس اهتمام الوطن بمستقبله الرياضي والشبابي.