آخر تحديث :الأربعاء - 25 ديسمبر 2024 - 07:19 م

كتابات واقلام


عروس الجنة حنين

السبت - 27 يوليه 2024 - الساعة 10:48 م

محمد الموس
بقلم: محمد الموس - ارشيف الكاتب


محمد عبدالله الموس

ليست لي اي معرفة بوالد عروس الجنة حنين البكري ولا ببن هرره لكن واقعة قتلها آلمت مشاعر كل من قرأ عنها ورحلت الى ربها تحفها ملايين الدعوات لها والدعاء لوالديها بأن يعصم الله تعالى قلوبهم ويجعل الشهيدة حنين شفيعة لهم يوم الحشد العظيم حين تبلغ القلوب الحناجر، ذلكم المقام العظيم الذي تنسيناه ملذات الدنيا ولهوها.

لا احد ينكر على والد ووالدة واهل عروس الجنة حنين البكري حقهم الشرعي والقانوني في طلب القصاص، فهذا شرع الله لكن المفاضلة بين القصاص والعفو تجعلنا ندعو ابويهما الى قياس المكانة العظيمة التي وضعها الخالق جل شأنه بين ايديهما حين يشار لهما بالبنان (أولائك ممن احيوا الناس جميعا) ويحظون بالرضى في الدنيا والأجر العظبم في الاخرة يوم ينالوا العفو من العفو العظيم.

لست مفتيا ولا واعظ لكن دعني اصدقك القول اخي البكري، ولي اصدقاء كثر من آل البكري، دعني اصدقك القول انني لو كنت وزوجتي مكانكما انت ووالدة عروس الجنة حنين، فلا ادري كيف ستكون قناعتي، لكن اقسم لك بالله ان رحيل الطفلة حنين آلمني كما آلم كثير من الناس.

ربما لو قدر لنا ان نكون مكانكما لوضعنا مفاضلة بين العفو والقصاص، فالقصاص حق شرعي وستغيب شمس يوم تنفيذه ونتلذذ بالانتقام اياما، وهو لن يعيد فقيدتنا.

لكن ثمن العفو سيكون عظيما، فهو يرفع فقيدتنا عند ربها الذي وعدنا بالأجر عند العفو، وهو الذي منحنا رفعة اننا ممن احيوا الناس جميعا، وهو سيمنحنا احتراما وتقديرا بين الناس اكثر بكثير مما لو طلبنا تنفيذ القصاص.

احسبها يا صديقي الذي لم اتشرف بمعرفته واحتسب حنين عروس من عرائس الجنة واكسب الثواب العظيم من الله فهذا فيه رضى دائم لنفسك ولاسرتك افضل بكثير من ان تتسبون بماساة لاسرة اخرى تفقد عائلها وسيؤنبك ضميرك يوما عندما ترى اثر ذلك على اسرة لا ذنب لها بما فعله عائلها، ونسأل الله تعالى ان يعصم قلوبكم وان لا يحرمكم أجر العفو.
اللهم آمين.

عدن
٢٧ يوليو ٢٠٢٤م