آخر تحديث :الجمعة - 27 ديسمبر 2024 - 08:30 ص

كتابات واقلام


لا حياة لنا إن لم نحيي حكم الله فينا

الثلاثاء - 30 يوليه 2024 - الساعة 11:09 م

محمد علي محمد احمد
بقلم: محمد علي محمد احمد - ارشيف الكاتب


حقيقة أتعجب ممن أصبحوا يدندنون ليل نهار مستدلين بقول الله سبحانه وتعالى
"فمن عفا و أصلح كان أجره على الله "
ليفسرون الآية الكريمة وفق أهوائهم و في لحظة فارقة ، وقد كانوا قبلها لا يرددونها بل كأنهم لا يحفظونها ..

و لهؤلاء أقول :
أين كنتم إذ لم تمنعوا القاتل حين هَمَّ بجلب سلاح الجريمة وهو بذلك قد بَيَّتَ النِيَّة للقتل ومن السهل منعه ومنع الشر الذي ساقة شيطانه إليه ؟

لماذا عَجِزَت ألسنتكم عن قولكم للقاتل قبل ارتكاب جريمته "ومن عفا واصلح كان اجره على الله" ، (ومع ذلك بمجرد ما تهدأ النفوس و يكمل الناس صومهم سيقوم ابراهيم بإصلاح أي ضرر بالرغم أن لا ضرر وليس هو على خطأ كما يقول الشهود والله اعلم ، ولكن افتراضا نقول ذلك ، وإن كان إبراهيم هو المخطئ هل يستدعي ذلك استخدام آلة القتل !!
وكان الأولى على جماعة من عفا و أصلح ، أن تتجمهر كما يتجمهرون اليوم بعد صدور حكم المحكمة للضغط على والد الضحية بالعفو ، لماذا لم يتجمهرون وقتها لحث القاتل على العفو في مجرد خدش بسيط في حديد السيارة سهل إصلاحه و منعه من ارتكاب جريمته !!

و إذا كان القاتل لم يعفو عن إبراهيم لخدش بسيط يا أصحاب العفو ، فكيف تضغطون و تطلبون من ابراهيم العفو عن قاتل أفقده ضناه و كاد أن يفقده الأخرى !!

أي منطق هذا !!

فالذي قال :
﴿فمن عفا وأصلح كان اجره على الله﴾
هو سبحانه القائل :
وَلَكُم في القِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}

فهل أنتم أعلم أمِ الله ؟
أم أنتم أرحم بعباده من الله ؟

تلك شريعة الله و لا مناص منها ، فالقصاص قد يراه الجهال قسوة وعنف و العياذ بالله ، فيما هي حياة كما قال الله وهو العليم الحكيم .

فاتقوا الله و دعوا شريعته تأخذ مجراها قبل أن تحل علينا نقمته و عذابه أكثر مما نحن فيه ، ولا تسخروا من حكم الله فتأتوا بما لم ينزل بهِ الله من سلطان فتأتون بالسيارات والأسلحة والعروض الأخرى ، أي استخفاف هذا ، وأي جهل واستعلاء على حكمه ، بل الواجب علينا أن نقول سمعنا و أطعنا ، ليقيننا بأن الله تعالى عنده كل خير ، وهو الحكيم القدير ، فلا تجلبوا الشر علينا بشرور عقولكم وجهالة حَمِيَّتِكُم .

قد يفهم البعض أني ضد الصلح والعفو ، وهذا شأنهم ، فالعفو والصلح لا يكون بالإكراه أو بالضغط النفسي أو الإعلامي أو بكل وسائل الضغط ، لأن ذلك فيه تعدٍ على حدود الله ، فإذا جاء العفو بطيب خاطر و رضا من أهل الضحية ، فإن الله قد أحاط بكل شيئ علماً ، وهو سبحانه من أراد له أن يعفو دون أي عامل مؤثر من عوامل الإكراه والضغط ، لكن طالما أن أهل الضحية لم يعفو و هذا حقهم شرعاً ، بالرغم من عدة محاولات و ضغوطات إلا أنه مطمئن قلبه بتنفيذ حكم الله .

و هنا على الجميع التوقف عن الكلام و القيل و القال ، ولحكم الله وحده الامتثال دون جدال .