آخر تحديث :الإثنين - 09 سبتمبر 2024 - 02:45 م

كتابات واقلام


على مسؤوليتي.. الطباعة المتفلتة للكتاب المدرسي والمستلزمات المدرسية

السبت - 03 أغسطس 2024 - الساعة 10:22 م

جمال مسعود علي
بقلم: جمال مسعود علي - ارشيف الكاتب


اكتب مقالي هذا وانا أشتاظ من شدة الغيض والغضب نتيجة الانتهاك المتكرر لسيادة الكتاب المدرسي ، والذي كنا نعده مشفرا بمعنى أن تأليفه وطباعته وتوزيعه حكرا على السلطة السيادية بوزارة التربية والتعليم عبر مطابع الكتاب المدرسي وحدها وتتخذ شفرة معينة تحول دون المساس بمحتواه السيادي.

المستلزمات المدرسية والكتاب المدرسي اليوم وبعد الأزمات المالية والتازمات السياسية سقطا بين يدي العبث والعابثين وظهرت صور غير مألوفة من الانتهاكات الماسة بسيادتهما وشخصيتهما الاعتبارية المحصنة.

فعلى سبيل المثال كتاب القرآن الكريم للصف الاول الابتدائي طبعة العام ٢٠٢٠م والطبعة الأخرى في العام ٢٠٢٤م كلاهما متشابهتان كليا في الغلاف والتقديم باختلاف توقيع الوزيرين السابق عبدالله لملس والحالي طارق العكبري.

الكتاب المطبوع في العام ٢٠٢٠م والذي تم ضبطه في عدن ، وبحسب مشاهدتي واطلاعي عليه تم حشوه بتدخلات حوثية طائفية وقيل بأنه مزور عن مطابع الكتاب المدرسي وقيل أيضا بأنه طبع عبرها في حينه ، وهو يحمل نفس شعار النسخة المطبوعة في العام الحالي ٢٠٢٤م.

هذه الاختراقات تؤسس لتشويه وتشويش سمعة التعليم وتضر بفكر الاطفال في سن مبكر العام الدراسي الأول في حياة طالب المدرسة الذي لن يستطيع هو ولا ولي أمره أن يميزا بين الكتابين ولعل الطفل سيتطبع بما شاهده في درس كيفية الصلاة ووضعية التشهد المصورة في الكتاب الذي قيل بأنه مزور ، فما ذنب الطالب أو المدرس الذي مرت عليه هذه النسخة بالصدفة وهذا الدرس ومن ثقته بقدسية وسيادة ومصداقية الكتاب المدرسي لم يشك اطلاقا ، وقد يقع بين يديه كتاب يقال إنه مزور تم تمريره بطريقة بريئة غير مقصودة من موظف ليس من شأنه فحص محتويات الكتاب في مستودع المدرسة أو المستودعات العامة فالتسريب وارد والاختراق قد تم ولا يمكن لأحد إنكاره أو التنصل عن مسؤوليته.

ليست هنا المشكلة

المشكلة في فكرة المساس بسيادة الكتاب المدرسي والسماح بوجود ثغرات تتسبب بهذه الاختراقات ، ففتح الباب لطباعة الكتاب المدرسي خارج المطبعة السرية المشفرة لمطابع الكتاب المدرسي مدخل من مداخل الاختراق والتدخلات المشوهة لسيادة الكتاب المدرسي

فتصوير الكتاب ملون أو عادي أو حتى نوعية فاخرة ومكلفة وفقا للإمكانيات المتوفرة للمطابع التجارية المتحررة من الرقابة والرصد والمتابعة ، من المؤكد أنها ستلحق الضرر بسيادة الكتاب المدرسي وتمنح حق التصرف في الكتاب المدرسي للمدارس الحكومية والخاصة والأهلية بطرق متحررة من الرقابة والرصد والمتابعة قد تتسبب بمثل هذا التسريب للتدخلات الحوثية أو المتطرفة أو المسيئة للأخلاق والقيم مثل التسريب للمثلية الجنسية التي وجدت في بعض الأدوات المدرسية عن طريق الاعلانات التجارية والملصقات التي تطبع على المستلزمات المدرسية في المطابع التجارية المتسربة من الرقابة.

إن الكتب المدرسية بمثابة وثيقة من وثائق وإصدارات الدولة ، وهي محصنة من التزوير مثلها مثل الأوراق النقدية وشهادات الميلاد والتراخيص الرسمية والبطائق الشخصية وجوازات السفر التي تصدر من قبل الدولة بشفرة معينة يستحيل كشفها وتزويرها ، والكتب المدرسية هي كذلك وكانت كذلك حتى انفلت عقالها وسمح بالتدخلات أن تتغلغل إلى داخل صفحات وسطور الكتاب المدرسي والمستلزمات المدرسية الأخرى.

إن تحصين الكتاب المدرسي وسد الذرائع أمام المغرضين والمستهدفين للتعليم ايا كانوا هو بالعودة إلى فرض سيادة طباعة الكتاب المدرسي والمستلزمات المدرسية وفرض الرقابة على الاصدارات والمطبوعات والملصقات والاعلانات المرافقة للادوات المدرسية ومنع التصرف والتدخل في لون وحجم وشكل ونوع ومحتوى الكتاب المدرسي ووسائله التعليمية.

لسنا هنا ضد المطابع التجارية المرخصة والمعتمدة من قبل السلطات ، ولكننا وبكل جدية ضد تدخلها في طباعة الكتاب المدرسي والمستلزمات المدرسية مهما كانت المبررات وثقة المطابع التجارية ومصداقيتها فمثلها مثل المطابع الخاصة بطباعة الأوراق النقدية ، فهل يجوز أن تمنح الدولة حق التصرف بطباعة الأوراق النقدية وجوازات السفر وغيرها من الوثائق السيادية لاي مطبعة تجارية.

فكيف تمنح تلك المطابع تراخيص لطباعة الكتاب المدرسي والمستلزمات المدرسية ماقد تتسبب في تغيير الألوان والأحجام وتضيف اعلانات تجارية تشوش على الطالب الصغير وتحاصره في سلع ومنتجات محددة.

على الجهات المعنية تقدير معاناة الأسر ووضع حد للمساس بسيادة الكتاب المدرسي والمستلزمات المدرسية فالفروق الفردية الموجودة بين الطلاب في الصف الدراسي هي أيضا موجودة بين أولياء الأمور والأسر فكما أن هناك أولياء أمور يدققون في كل ما يقع بيد أبناءهم من محتويات تعليمية هناك من لايهتم ويتابع او يعرف ماهو موجود في الكتاب المدرسي وتمر بين يديه التدخلات وهو لايعلم فسدوا الباب واعيدوا تشفير الكتاب المدرسي والمستلزمات المدرسية وعززوا قدرات مطابع الكتاب المدرسي في عدن وحضرموت وادعموا جهودهم ففيهم البركة والكفاية وهم اعلم بما لهم وما عليهم تجاه سرية وشفافية ومصداقية ونزاهة الطباعة والاصدار.