آخر تحديث :السبت - 14 سبتمبر 2024 - 08:13 ص

كتابات واقلام


حضرموت ونيوب الليث الباسمة

الإثنين - 26 أغسطس 2024 - الساعة 09:20 م

وضاح بن عطية
بقلم: وضاح بن عطية - ارشيف الكاتب


كل العصابات والقوى والأحزاب التي تآمرت على حضرموت، ونهبت مقدراتها، وقتلت كوادرها، تدعم وتروج مؤخرًا لإبراز أي صوت حضرمي عدائي ضد القضية الجنوبية. وهذا الصوت، الذي يدعي حبه لحضرموت ويطالب بفصلها عن الجنوب لتكون دولة مستقلة، ومما لا شك فيه أن دعم القوى الطامعة لهذا الصوت ليس حبًا بحضرموت بل من أجل زرع حركة انفصالية داخل مشروع الحركة الاستقلالية الجنوبية!

هذا العمل، ومن منظور شامل، لا يدعم استقلال حضرموت أبدًا ويهدف إلى استمرار الاحتلال اليمني للجنوب، وتعزيز بقاء الكل تحت سطوة وهيمنة صنعاء تحت اسم الوحدة. وبنظرة دقيقة نحو الشخصيات التي ترفع هذا الصوت وتموله، سنجد أنهم يتبعون مراكز نفوذ وأحزاب صنعانية، وأغلبهم ليس لهم أي عمل مناصر لحضرموت، وقد كانوا جزءًا من أحزاب يمنية أجرمت في حق حضرموت الأرض والإنسان.

حضرموت قوية مع مشروع المجلس الانتقالي الجنوبي "دولة جنوبية فيدرالية مستقلة"، وشعب حضرموت أقوى وأثبت ضمن كتلة شعب الجنوب، ولا يوجد أي أطماع عند أي قوى جنوبية في ثروات حضرموت بل إن الحضارم سيفرضون ما يريدون في إطار الدولة الجنوبية.

تمثل حضرموت بين محافظات الجنوب الأخ الأكبر، وكل الجنوبيين مستعدون أن يدافعوا عن حضرموت بأرواحهم. ومن يروج أو يسوق لعداء الأخ الأكبر على باقي إخوانه فهو بلا شك يدعم العدو الطامع، أكان الزيدي اليمني أو أي طامع خارجي. وعلى هذا الأساس، فإن حضرموت قوية ضمن مشروع الجنوب، والجنوب قوي بحضرموت.

بنظرة منطقية، إذا كان هناك من لديه مشروع ويريد أن تكون محافظة حضرموت دولة مستقلة، فلا يعقل أن يطالب بهذا المشروع في الوقت الحالي، ويدخل بصراع مع أشقائه. وإن كان جادًا فعليه أن يعمل ليتخلص من قوات الاحتلال الزيدي اليمني من وادي حضرموت، وبعد استعادة دولة الجنوب يعلن مشروعه المستقل، فإذا استجابت له الأغلبية من أبناء حضرموت سيفرض استقلال دولته بكل قوة.

شعب الجنوب سيقف مع رأي الأغلبية من أبناء حضرموت، ولأن الأغلبية الساحقة تظهر مع المجلس الانتقالي ومشروعه في استعادة وبناء الدولة الجنوبية الفيدرالية، فإن الشعب معهم. ومن لا يحترم إرادة ومشروع الأغلبية الساحقة من الناس المعنيين من أبناء محافظته فلا يستحق الاحترام، وسيراه الكل مجرد أداة لخدمة العدو وهو كذلك مهما كانت نياته، لأن المحامي الفاشل أول عدو لقضيته.