آخر تحديث :السبت - 14 سبتمبر 2024 - 08:13 ص

كتابات واقلام


على بلاط الأمير

الثلاثاء - 27 أغسطس 2024 - الساعة 03:06 م

منصور الصبيحي
بقلم: منصور الصبيحي - ارشيف الكاتب


بعدما أوشكنا أن نبلغ من التيأييس والقنوط والتباين مبلغ ألّا عودة، لننكس راياتنا محاولين امتصاص الصدمة والتخفيف من وطأة المصيبة فينا، كي نعيد رسم صورة مستقبل أجيالنا القادمة مشوّها بلا محددات، تحمله بعيرين أجربين واحداً قادماً من الشمال والآخر من الشرق، إلا لتتباعد المسافة في عيوننا من جديد، ليترائ الأفق بغزة منكسراً يحترق بين أضلاعنا كاحتراق القمر في منطقة ظل الأرض.

فعلى بلاط الأمير اختلط السلام العربي الإيراني بالسلام الفلسطيني الإسرائيلي، لنصحى مذعورين نصلي جمعاً وقصراً صلاة الاستخارة خسوفاً، محتارين في أمر الأثنين من يبدأ ويكنس وسخ الظلام وعذابات سنين الجوع منّا؟، لنظفر بقلادة اليمامة التغلبية، فنضرب الرمل ونهدي صنّاع القرار الإقليمي المحاصر عن ضوء الشفق القطبي المتدلّي من معبد الشمس إلى مياه بحيرة طبريّة شعاع أمل.

فهناك من الضفة وإلى الضفة ومن السهل وإلى الضاحية، حيث الخازوق العربي مستمراً بالإسهال معززاً تواجده في قلوب الموحدين، يحذّرهم من جزيرة الشيطان والانجرار وراء الشائعات وسموم شبكات التواصل الاجتماعي، وخلفه الصفوية لاهية تحيي مولدها العشرين بعد المائة، فلها من باب أولوية تقديم الجهاد المقدس على البطون الخاوية، أن تجاري سندباد البحار والمحيطات إلى ما لانهاية، ولها من باب تحمّل المسؤولية وتقديم الأهم على المهم، أن تكرم سكين خيبر بالذبح من بلح الشام وزيتونه، حتى يبعث صلاح الدين من جديد، أو يولد الهادي المسيح من بين أضلاع كسرى.

وهنا على مفرق شعر بلقيس، صنعاء كانت بعيدة فرسخاً إلا قليلاً من حصول المعجزة وانكشاف معادن الرجال المرصعة بذهب الإخلاص لله وللوطن والشعب والثورة، ثم ما لبثت قليلاً إلا لتكتب ربة الطهر والعفاف قرارها السيادي المسنود بقوة الدرهم والدينار والمجد الذي لا ينضب من باطن الأرض:- عقاباً لها على إسرافها في تقديم الواجب الوطني، ومساهمتها في اختلال ميزان العدل وجفاف ترياق الحرية من ضرع ناقة صالح، على عدن أن تقوم فوراً وبلا تردد أو حرج، في الإعداد والتهيئته لاستقبال قوافل المتاجرين بالسيادة والهوية المبعوثين من ظهر الغيب ومدن الملح والكبريت إلى سجن كبير إسمه اليمن.