آخر تحديث :الخميس - 19 سبتمبر 2024 - 11:52 م

كتابات واقلام


حراك وسط اليمن والقبائل السبتمبرية

الخميس - 19 سبتمبر 2024 - الساعة 05:51 م

محمد عبدالله القادري
بقلم: محمد عبدالله القادري - ارشيف الكاتب


القبائل التي ساندت ثورة السادس والعشرين من سبتمبر هي في مناطق الشوافع والوسط وتهامة.
من ريمة ووصاب وعتمة وإب وتهامة وتعز والبيضاء ومأرب ، قبائل انتفضت ضد الإمامة وكانت مشكلة دور كبير وراء نجاح ثورة سبتمبر ، كانت الإمامة الهاشمية قبلياّ مسنودة بحاشد وبكيل أو قبائل الهضبة الزيدية.

قبائل تهامة وقبائل حمير ومراد هم السند القبلي لثورة سبتمبر ، تم تهميش هذا الدور تاريخياً ، وتم محاربة القبائل الجمهورية في عهد النظام الجمهوري ، وإصبح الإماميون هم أصحاب القرار في عهد الجمهورية ، إذ المنصب والدعم والمنصب يكون لمن كان هاشمي أو من حاشد أو بكيل.

أول ثورة قامت ضد الإمامة كانت من حبيش إب في عام 1919, تم تهميش تاريخ هذه الثورة وطمسه وتزويره ، وتم محاربة القبائل الثائرة في عهد الجمهورية ودعم القبائل التي كانت مع الإمامة والتي أصولها يعود لمنطقة الهضبة الزيدية.

ثورة الزرانيق كانت من تهامة ، وظلت تهامة مهمشة طيلة فترة الجمهورية.

ثورة 1948 وقتل الامام يحيى كان تفجيرها من الوسط الشافعي.
الثائر القردعي الذي قتل الامام يحيى ، وهل عمركم شفتم يوم وزير قردعي في عهد الجمهورية.
الشهيد محمد سري شائع الذي أخذ المدفع إلى رأس جبل ربي في إب وأعلنت إب التخلص من الإمامة حينها.
تم طمس تاريخ الشهيد والادعاء أنه تركي والبعض زور نسبه لبرط ، بينما هو فصيل حميري من أبناء إب أمه بنت الشيخ صالح القادري وزوجته بنت خاله بن الشيخ صالح.
في عهد الجمهورية تم منح ابنه منصب رئيس دائرة النظم والحسابات بوزارة الدفاع ثم أقصاءه ليجبروه فيما بعدها لمساندة ما يسمى بثورة الشباب.

نقطة التخلص من الأمام أحمد كانت من الحديدة ، وكانت تلك الإصابة سبب لموته بعد عامين.

ثورة السادس والعشرين من سبتمبر كانت نقطة انطلاقها ودعمها القبلي من الوسط.
وأبناء هذا الوسط كانوا الجنود المجهولون والقادة وتم تهميش الكثير منهم.

الشهيد الصباحي أحد أبناء إب الذي استشهد في صعدة وكان قائد المواجهات هناك ، تم تهميش وطمس تاريخه مثلما تم دفع بقية القيادات من أبناء الوسط ليكونوا في قيادة المواجهات ليرتفوا شهداء وقيادات الهضبة الزيدية تستأثر بالمناصب ولا تقود المواجهات.

الهاشميون ومن معهم من قبائل الهضبة الزيدية ، الذين نهبوا أموالاً طائلة في عهد الإمامة على أبناء الوسط ، ظلت تلك الأراضي تحت سيطرتهم في عهد الجمهورية ولم يعيدوا حتى لبنة واحدة مما اغتصبوه.

تم منح المناصب للقبائل المساندة للإمامة في الوسط على حساب تضحيات القبائل الجمهورية.
مثلاً تم منح قبيلة الجوفي امتيازات كثيرة كوزارة وقيادات جامعات وغيرها على حساب أن منطقة خبان كان لها دور مع الثورة ، قبيلة الجوفي كانت مع الإمامة ، ولكن هل شفتم يوم وزير من قبيلة عبدالمغني الذين منهم الشهيد علي عبدالمغني مهندس ثورة سبتمبر.

الثائر السعيدي أحد أبناء مدينة إب وقيادي في تنظيم الضباط الأحرار وله دور كبير في الثورة ، تم تهميش تاريخه ومنحوه منصب وكيل محافظة إب فقط في عهد الجمهورية بدون صلاحيات ، وتوفى قبل بضع سنوات بحالة يرثى لها.

عبداللطيف ضيف الله الدبيس من كسر حصار السبعين وبقية القيادات من أبناء الوسط من تعز وإب وتهامة وهم الكثير والكثير.
هل شفتم يوماً وزير من بيت الدبيس أو صباحي أو غيرهم.
تم تهميشهم وطمس التأريخ تماماً ، وأصبح الإماميون والواقفون في الصف الخلفي هم من يتصدر تاريخ ثورة سبتمبر وصنعها وهم من يجنون المكاسب والمناصب وينسبون لأنفسهم التاريخ.

قامت مناطق الشوافع بثورة سبتمبر ولم يحصل أن رئيس من مناطق الشوافع حكم الجمهورية.
في عهد الارياني تم تعيين مكي من تهامة رئيس الوزراء فغصب سنان ابو لحوم وانتقد الارياني لماذا يعين رئيس حكومة شافعي.

ليلة السادس والعشرين من سبتمبر كان أول بيان تأييد للثورة من محافظة إب.
كان دعم الزعيم جمال عبدالناصر ومصر الحبيبة قوي ، وكانت قبائل الهضبة مساندة الإمامة لتقتل من الجيش المصري خمسة وعشرون ألف ، أما في مناطق الشوافع فلم يحدث أن ثورة سبتمبر احتاجت لجنود مصريين ولم يقتل جندي مصري واحد

قبل يومين أشاد السفير المصري بدور قبائل إب بثورة سبتمبر ، وانتقد قبائل الهضبة وقبائل طوق صنعاء لخيانتهم لعلي عبدالله صالح.

بعد الثورة حظيت قبائل الهضبة بالدعم من الدولة وكلهم خانوا الدولة والجمهورية.

منحت اللجنة الخاصة السعودية مرتبات شهرية لقبائل الهضبة ، وعند قيام الانقلاب الحوثي لم يكن لذلك المشايخ أي دور بل انقلبوا مع الحوثي ضد المملكة.

مناطق الوسط قبلياً وجماهيرياً وفكرياً ، هي السبتمبرية وهي الأقرب والافضل للجنوب والخليج المملكة والإمارات.

قبائل الهضبة لديها ولاء مطلق للهاشمية على أساس مذهبي ومناطقي ، ولولا فبائل الهضبة وأطرافها لما فشلت الدولة بعهد الجمهورية ولما فشلت الوحدة ولما عادت الإمامة بلباس الحوثي ، ولما سقطت صنعاء في وحل الإمامة بعد خمسون عاماً من ثورة سبتمبر.

ولا ننسى ذلك الزامل الشهير لقبيلة خولان كبرى قبائل خولان.

حيد الطيال أعلن ونادى كل شامخ باليمن
ما بانجمهر قط لو نفنى من الدنيا خلاص

لو ترجع أمس اليوم والا الشمس تشرق من عدن
والأرض تشعل نار وامزان السماء تنزل رصاص.

اليوم وفي ظل سيطرة الحوثي على صنعاء ، لو انتفضت قبائل الهضبة لسقطت الحوثية خلال ساعات ، أم أنهم منتظرون لقبائل الوسط ليقفوا ضدهم كما وقفوا في ثورة سبتمبر.
فلتبدإ قبائل الهضبة وقبائل الوسط ستساندها , وقبائل الوسط السبتمبرية هي مدعوة اليوم للوقوف مع حراك الوسط على أساس مشروع تحرير من الحوثي واستحقاق سياسي ليكون إقليم حكم ذاتي يتحصن من العودة لحضن الإمامة مستقبلاً ثم مساندة الهضبة لإستعادة الجمهورية والتخلص من قوى الإمامة الحوثية.