آخر تحديث :الثلاثاء - 05 نوفمبر 2024 - 01:11 ص

كتابات واقلام


المكاشفة والضمير الحي . بماذا سيخبرون شعب الجنوب ..؟

الإثنين - 04 نوفمبر 2024 - الساعة 05:24 م

جمال مسعود علي
بقلم: جمال مسعود علي - ارشيف الكاتب


تصريحات وتسريبات انتشرت كالنار في الهشيم ولاكتها السن العامة والنخب السياسية والدبلوماسية وتحدث بها الإعلام بطابعه الرسمي وعبر تسريبات مواقع التواصل ، وقيادات سياسية ظهرت في محافل ومنابر افصحت عن ضرر لحق بمصالح البلد ومقدراته وثرواته ، اصوات تتحدث عن حفرة غائرة في جسد الجنوب المحرر لم تندمل بل تتوسع أكثر واكثر ، جنوب مربوط بمصير شرعية يمنية مفقودة منذ مؤتمر الحوار الوطني الذي فتح بابا لشكل الدولة واسمها ، وأشار الرئيس السابق عبدربه منصور هادي في تسميتها باليمن الاتحادي باقاليم ستة أو أربعة أو إقليمين شمالي وجنوبي ، والمليشيات الحوثية حازت السبق والتقفتها قبل سقوطها للمجهول ، سيطرة تامة شمالا وجنوبا شرقا وغربا

الجنوبيون وحدهم من اغتنموا الفرصة بحمل السلاح في وجه الحوثيين ففصلوا الجنوب عسكريا وأمنيا وشعبيا عن مذهبه الطائفي ، فانهوا احتلال الجنوب عسكريا حتى مع وجود القوة العسكرية الضخمة في حضرموت والمهرة ، وهذه لا تؤدي وظائف الاحتلال العسكري ولا تجرؤ . فهي قوة رابضة لاغراض مستقبلية لم يكشف عنها ، وهذه مشكلة الجنوب الذي بقي مربوطا عبرها باليمن حتى بعد تحريره

بهذا الارتباط تنفس اليمنيون المطرودون من الجنوب عسكريا ، وعبر الوريد الجنوبي اليمني تتدفق إليهم الموارد والثروات النفطية من حضرموت والمهرة وعدن وشبوة

هذه المشكلة لا تؤرق الجنوبيين فهم على علم ومطبعين بها لأنهم من فتح الباب لعودة الاحتلال عبر صيغ متلونة ومتعددة ومتجددة لا ولم تنتهي بعد ، لكنها ستنتهي حتما ولا محالة

المشكلة الخطيرة والمرعبة هي ، لماذا حصل كل ذلك بعد التحرير . وانحرفت بوصلة الجنوب في منحى آخر غير بناء الدولة وتعزيز قدراتها الأمنية معيشيا وصحيا وتعليميا وخدميا ؟. ولماذا ركب الجنوبيون سفينة تائهة دخلوا بها عرض البحر وهم لايجيدون قيادتها ، ينتظرون ربانا ما أن يصل بهم إلى الشاطئ . ؟ ولماذا ترك الجنوبيون مصيرهم ومصير ثرواتهم ومواردهم ومقدرات شعبهم واجلوها للمرحلة الاخيرة لتسقط منهم بيد العابثين مكبلين بقيود وهم في حالة صمت وذهول ..؟

لنقرأ بعضا من الحقائق التي كشفت للعيان ولم يتخذ الجنوبيون ازاءها اي مواقف وردات فعل حال مرضى التوحد المفصولين عن الواقع

هيئة مكافحة الفساد تقر وتعترف بأنها لاتتمكن من تطبيق القانون ومحاكمة من ثبت تورطه بالاضرار بمصالح الوطن ، وان ملفات فساد كثيرة في ركن النسيان اكلتها الأرضة

تصريح علني وعلى قنوات رسمية لمسؤول في البنك الاهلي يكشف عن حجم الهدر والعبث بالمال العام وصرفه لمن أسماهم لفظيا بالنائمين خارج البلد ، وفي ظل الانهيار النقدي الناتج عن خروج العملة تحول ملايين الدولارات لاولئك تحت بند اعاشات

مسؤول حزبي كبير ورئيس برلمان يمني سابق وجه تحدي لكل رجال الدولة بفتح ميناء عدن وتشغيله بالوضع الطبيعي وأكد بأنه يعلم أن مامن احد يجرؤ على فتحه

الكشف عن عمليات تقطع ونهب وفرض اتاوات تسببت بالاضرار بمصالح التجار والمستهلكين وأدت إلى ارتفاع جنوني بالأسعار . يقوم بذلك بعض ممن يؤمن المداخل والمخارج

الكشف عن عمليات تهريب وتزييف وتوريد مشتقات نفطية خارج المعايير والمواصفات الفنية المعتمدة فتسربت ودخلت واستخدمت في قطاع الكهرباء وتزويد السيارات والمركبات والحقت بها ضررا بيئيا وفنيا واعمال تخريبية

الكشف عن تهريب العملة وإيصالها إلى صنعاء عبر منافذ رسمية أضرت بقيمة العملة المحلية في المناطق المحررة والقت طرفي الحبل بيد صنعاء لتلوي به اقتصاد الجنوب المحرر وتخنقه في بنك عدن المركزي الذي أعلن مرارا وتكرار عجزه عن مواجهة التحديات دون تدخل خارجي ولا من مجيب

قصر الرئاسة المصاب بداء الزهايمر وينسى موظفوه أنهم في الوظائف السيادية العليا في الدولة وهم أعلى سلطة في البلد ، يمارسون أعمالا تمس مصالح البلد وسيادتها وسمعتها بما يتم نشره عنهم في مهاترات لم تجد لها رادع

كثيرة هي الشواهد والبراهين تؤكد أن وراء الاكمة ماوراءها ، وان في الصندوق الاسود سر كنين لم يكشف عنه أحد ، هو السر في تقييد الايدي وتكميم الافواه وشل الأقدام ، وظهور الجنوبيين بانهزام وضعف اصاب النخب والمفكرين والخبراء بالجنون .. لماذا يحصل كل هذا وجميعنا ملتزمون الصمت

إذن لابد من حديث الضمير الحي والاستماع إليه ومكاشفة علنية وخطاب جريئ مع الشعب بكل مايدور والاعلان عن فتح الصندوق الاسود وقراءة بياناته التي سجلها طوال مسيرة مابعد التحرير حتى يومنا هذا واطلاع الشعب صاحب الولاية الشرعية ومانحها على ماوراء الاكمة وكشف الحقائق أمامه بوضوح فهو لم يعد قاصرا ، فمن قدم روحه فداء لتحرير الأرض لن يقبل بأن ينكسر ويعيش ذليلا تقهره لقمة العيش