آخر تحديث :الأربعاء - 13 نوفمبر 2024 - 01:25 م

كتابات واقلام


مشاورة الطاقم المدرسي والأخذ برأيه ليس ضعفا إداريا

الإثنين - 11 نوفمبر 2024 - الساعة 12:13 ص

جمال مسعود علي
بقلم: جمال مسعود علي - ارشيف الكاتب


ان من عوامل الاستقرار وانتظام العمل وتطوير أداؤه في المدارس والثانويات والمراكز التعليمية هو وجود التعاون والانسجام بين فريق العمل المدير وطاقمه الإداري والمعلمين واشتراك الجميع في مشروع النهوض الذاتي ، وليس اجمل من أن يجد المدير العام أو مدير الإدارة أو مدير المدرسة فريق العمل وطاقمه من معاونيه والعمال معا بوجوده اوعند غيابه هم أكثر منه همة وتفاعلا مع العمل في خططه وبرامجه وتحقيق أهدافه .

ليس عيبا أن يترك القائد لهذا الفريق المتجانس في أي إدارة مساحة من الثقة في اتخاذ القرار أو على الأقل التشاور معه وإشراكه معها كسلطة أعلى إداريا صاحبة القرار في التغيير أو النقل ، ليس ضعفا إداريا عندما تستأنس بأراء الفريق المتجانس في أي وحدة إدارية مستقرة ، أليس من الأفضل إشراكهم في اتخاذ القرار وتحمل مسؤوليته من تجاوزهم والاستعلاء عليهم وإجبارهم على التعاطي مع قرار يهز ثقتهم بانفسهم ويشعرهم بأنه لا رأي لهم ولا قيمة لتجانس وانسجام واستقرار وتعاونهم كفريق ،
يلاحظ أن السلطة العليا لاي إدارة البعض منها بنت أعمدة عالية وسقف غطى عنها مجال الرؤية للاماكن الهادئة والمستقرة المتعاون فريقها ومتجانس وناجح جدا في عمله كخلية نحل تعالج قضاياها ذاتيا ، وعند التغيير بملكة مكان ملكة لن تستقر الخلية الا إذا كانت الملكة قابلة للتجانس مع الفريق ومنسجمة تماما مع اداءه وطريقة عمله ،
لم يصنف البعض حنق وعتب وتوجيه اللوم للسلطة الإدارية العليا على أنه تكتل متمرد يعصي الأوامر ، صحيح أن وسائل التعبير مزعجة ولاينبغي أن تظهر على السطح خاصة إذا كانت في مدارس وثانويات والمراكز التعليمية بصفة عامة ، لكن اللجوء إليها لعله كبيرا حتى اضطر الفريق لاستخدامه ، لعلهم من التهميش والاهمال لاصواتهم شعروا بالانتقاص من قيمتهم واهانتهم بالفرض الجبري عليهم والاستقواء بقوة القرار الإداري الذي لم يجدوا بدأ من مواجهته والاحتجاج عليه إلا بالتعبير الاحتجاجي المزعج كما يصفه البعض .

قد يقول قائل اين صلاحيات الإدارة العليا إذن ! إذا كان أي فريق عمل متجانس يحتج ويرفض قراراتها لمجرد أنه اختلف مع من كلفته الإدارة العليا بمهام المدير . وان الاستجابة للطاقم المدرسي المتجانس والتراجع عن القرار الإداري سيفتح بابا لن ينغلق ابدا يدخل منه التمرد والرفض الحقيقي الغير مبرر للقرارات الإدارية ولهذا يجب سد الباب وعدم السماح بالتدخل في القرارات ونوعيتها وأهدافها ايا كانت فالإدارة العليا صاحبة الصلاحيات هي المسؤولة .. نعم هذا التخوف وارد وسد بابه مفروض ، لكن ماذا لو كانت السلطة الإدارية العليا قد أخذت بمشورة الفريق المتجانس وتفهمت لموقفه واستجابت لمنطقه واعادت الاستقرار كما كان وافضل ، أليس ذلك غاية كبيرة تحققها الإدارة العليا ، ودافع للآخرين بأن ينجحوا في تحقيق التجانس والاستقرار القائم على مبدأ التعاون والمشاركة في المسؤولية الجمعية حتى تمنحهم الإدارة العليا حق المشاركة في اتخاذ القرار الداخلي وتفويضهم بإدارة شؤونهم

ان غاية الإدارة العليا في التعيين والتغيير والنقل هو تحقيق أكبر قدر من الاستقرار والنجاح ، فطالما وهم يحققون اهداف الإدارة العليا بنجاح وتفان وإخلاص ،. ماذا تريد الإدارة العليا غير ذلك ، فتعزيز ثقة مرافقها بأنفسهم ومعالجة قضاياهم ذاتيا ونجاحهم هو نجاح لها ، إذن ليس ضعفا إداريا مشاورة الطاقم المدرسي والأخذ برأيه إذا كانت هناك صعوبة في تغيير أو نقل ( مدير المدرسة ) فبدل أن تنصب عليهم مدير سيواجه صعوبة في التجانس والانسجام معهم وقد لاينجح فينسحب ، لم لا تترك لهم مساحة من الاختيار العقلاني والمنطقي تحت اشرافها وتشاورهم في الأمر وتوصل معهم إلى كلمة سواء تحت مبدأ لاضرر ولا ضرار والنجاح سيحتسب للجميع والفشل سيتحملوا تبعاته ويعالجونه ذاتيا وهذا يسحب عنهم الثقة ويسقط العذر بعده.