آخر تحديث :السبت - 30 نوفمبر 2024 - 01:28 ص

كتابات واقلام


قاطع الطريق سلب اللباس

الجمعة - 29 نوفمبر 2024 - الساعة 11:06 م

سعيد أحمد بن اسحاق *
بقلم: سعيد أحمد بن اسحاق * - ارشيف الكاتب


إن من أصعب الامور على التعامل.. ما نشاهده اليوم ونلامسه من تغيرات وتحولات على العلاقات الانسانية نفسها. فما الذي حدث؟ لقد كانت تتعامل مع افرادها باحترام وكرامة ولا يمكن ان تفرط فيها، أخجل أن أقول ذلك، لكن المناظر تبكيني وإن ضحكت فإن ذلك من ألم يعصرني وحرقة بالصدر، أمسك نفسي عن مجاراة السخرية والدخول الى حوارات التهريج والسخف. فمن منا يقبل بالنقاش؟ ومن منا يؤمن بالرأي الآخر؟ غير أننا نسمع: بأنا عملنا كذا لنكون متميزون عن الآخرين ويتعلمون منا التجارب لنكون قدوة امام الجميع.. انانية مفرطة، لا يحمد الله ان سنحت له الفرصة بعد التمكين، فلا يفكر كيف كان؟ وكيف الآن؟ ومن كان السبب فيما هو فيه؟ فلو حاول الاجابة لأدرك ان الدنيا دوارة وان الناس لبعضها بعضا وان الوفاء للوفاء ضمان لسعادته ونجاحه في الحياة، وان الانقطاع عنه جحود لا يقابله الا الكراهية والانتقام عند اتاحة الفرص وبالتالي استحالة استمرار الحياة كما يجب.

لاشك انه مرض فتاك يسري في الجسد المجتمعي، فما البديل؟ هل هو بالطب البديل كما تتداولها الالسن بعدما عجزوا عن المداواة في المستشفيات بعد غلاء أسواقها؟ بمعنى الاستغناء عن الطب و العقاقير واللجوء الى قوانين الارادة البشرية والطاقة الذهنية في مداواة الأمراض حيث ان الامراض التي تصيب الجسد تبدأ من العقل والضغوط النفسية الذي يجب القضاء عليها من خلال تفعيل الطاقة الكامنة فينا..(رحم الله ايام زمان).
نحن اليوم نتحدث ونعلن ونؤسس مكونات قبلية وتكتلات حزبية في ظل دولة مخطوفة بشكل كامل لصالح قوى أجنبية تحارب بدماء جنوبية، اعطت الفرصة لتقوية النفوذ الاجنبي لتشق الصف الجنوبي بالشكل الذي نراه الآن، والذي جعل الحوثة قوة خطرة على الشأن الجنوبي.. يكفي الجنوب مالديه من معاقين.. نحن أشبه بقصة اللص الذي وجد مزارعا في طريقه الى مزرعته خارج المدينة فطلب منه بخلع ملابسه وعندما سأله عن الدواعي لذلك، قال له اللص: انا أولى بها منك، فرد عليه المزارع بالسؤال: لماذا؟ فأجابه اللص: لأني أخوك وانا عريان وانت مكسي، وعندما رأى اصرار اللص على طلبه قال له: وهل يرضيك ان اكون بلا لباس؟ فرد اللص عليه: لا بأس للرجل ان يغتسل عريانا.. فما أشبه حالنا اليوم في ظل التغيرات والتحولات بعد حربي 1994م و2015م.. نهب البر والبحر ، ومافي في باطن الارض، وسلب منا الدينار واجبر علينا ريال اللصوص، واصبحنا بلا خطة خمسية وقانون منتهك دستوره.. لا امان للمواطنين ولا حماية للمستهلكين في ادنى حاجياته المعيشية والصحية والتعليمية والخدماتية من كهرباء وماء ورواتب مقطوعة وحقوق مبتورة وبيانات احصائية مفقودة السرية والرسمية.. وهرم سكاني مجهول الهوية، ومخزون بحري مهدر بمطاحن الاسماك بإسم الاستثمار ينذر بالخطر الجسيم باختلال التوازن بين الانسان وبيئته نتيجة للاستغلال العشوائي الشره لموارد البيئة الجنوبية، فما اكثر المشاكل البيئية المعقدة بعد تعرية الجنوب من كامل ملابسه، فلم يعد مكسيا..نزعت كرامته في سيادته بعد دخول أساطيل وغواصات الدول العظمى في بحره العربي من المهرة حتى خليج عدن وباب المندب.. اصبحنا عراة.. فقر وجوع، وإدمان للمخدرات وجرائم على أنواعها، وبطالة وتوهان وتخبط فأين المخرج؟ فكم تعرضنا لفتاو تعرينا من الدين واليوم هناك من يدعونا بإقتناء اليسوعية واليهودية والاثناعشرية الحوثية والالحادية مستغلين بذلك الظروف المعيشية القاسية والضياع في ظل الفراغ والبطالة والصراعات بين الفرق المختلفة كل له مذهبه بعدما كنا على المذهب الشافعي الواحد فأصبحنا على مذاهب متعددة وفتاوي متضاربة ومشائخ مختلفة تشتت الشباب قبل الكبار فأيهما يتبع؟ افكار ومناهج تزاحمت وتكتلات جمة تفرخت باسم الشفافية طالما الصعود على اكتاف الضعفاء نرفع، وارتزاق لتمزيق الاجساد نتقدم نحو عالم جديد ونظام عالمي جديد للبقاء للاقوى نحو تنمية مستدامة لتكريس التبعية والتمكين.. حروب ولجوء،ونقاش لا يرجى ولا يرتجى منه بل نزوح بشري وفكري مستمر؛ فأي تنمية تأتيك في ظل التعرية من الاخلاق والانسانية والهوية والدين والوطن؟ فما أصعب مانحن فيه،يزداد في قسوته وتسلطه وتمكنه في التغييرات المتسارعة والتحولات الخطرة في الجيل القادم عماد هذه الامة وركيزتها.
أكذوبة ابريل لكل الأشهر..

فيا نوفمبر في الثلاثين منه أتيت وشاهدت بأم عينيك في عامنا هذا عرايا، فكل عام يسرق منا كسانا، فلم يعد هناك من يسترنا ولم تعد الديار بالوطن مستورة، فأين الاستقلال بعد الاذلال ونوفمبر فيك الثلاثين بالقيود مكبل..؟

فلا تفاجئني بالسؤال ككل عام: أما حان للقيد أن ينكسر؟ فلساني عند الاجابة يتلعثم.. ابكيك عند مرورك واتألم عند الاحتفال وانت بحالة الاحتلال مقيد، بخيمة الوجدان وبه وجن؛ عراة من كل شئ؛ في اوطاننا يافبراير لم نكتسي، فالعيد بعد لم يحن.