آخر تحديث :الأربعاء - 25 ديسمبر 2024 - 07:42 م

كتابات واقلام


احمد الشرع

الإثنين - 09 ديسمبر 2024 - الساعة 09:30 م

محمد الموس
بقلم: محمد الموس - ارشيف الكاتب


محمد عبدالله الموس

ما ساتناوله في مقالي هذا ليست شهادة ولا حكما على القائد السوري احمد الشرع الشهير بأبي محمد الجولاني ولكنه قراءة لمشهد يمكن ان يتكرر في غير مكان وفي وقت قياسي.

على قاعدة (التذكير) فقد قلنا ان السواد الأعظم من الناس سيلتفون حول من يحمل همومهم عندما تعجز النخب (الحالمة والطامحة) عن حمل همومهم وتصبح هذه النخب مجرد سلطة همهما الحفاظ على تربعها على الكرسي، ومعارضة (أليفة) تقبل بالفتات الذي تحصل عليه من الحاكم، ايا كان هذا الحاكم، وكلاهما، حاكم ومعارض، يتركون معاناة الناس وتصبح الساحة فارغة ليملأها من يحمل هموم الناس بغض النظر عن مشروعه السياسي، هكذا قلناها بصريح العبارة.

بعض من يتربعون على الكراسي يظنون ان الناس في حالة (موات) وان شارعهم عاجز عن ايجاد بدائل نخبوية بل ان الفراغ الذي لا يلتفتون له قد يصبح جاهز لتلقف حتى البدائل المتطرفة.

جبهة النصرة السورية كانت مصنفة كتنظيم إرهابي في دوائر القرار في العالم والاقليم وبقيت كذلك حتى بعد اندماجها مع منظمات اخرى تحت اسم هيئة تحرير الشام وتجاوزت هذه الهيئة معارضة (الخمس نجوم السورية) التي كانت ترفل في النعيم وتمر فوق السجاجيد الحمراء، واصبح ابو محمد الجولاني (احمد حسين الشرع) بطلا وطنيا سوريا، وربما يصبح ملهما ورمزا اكبر من كونه سوريا بعد ان كان على قوائم الارهاب وكانت جائزة من يرشد عنه (عشرة ملايين) دولار.

تبخرت القبضة العسكرية والامنية السورية بين عشية وضحاها كما تبخرت القبضة العسكرية والامنية لقوات علي صالح في الجنوب في ٢٠١٥م عند الغزو الثاني للجنوب، (ولكل منها قراءة مختلفة لكن الاسباب والنتيجة واحدة)، ورأينا ابو محمد الجولاني في مقابلة مع قناة (cnn)، التي يصفها المحللون بأنها قناة المخابرات الأمريكية، رأينا الرجل يرد بشجاعة على الاسئلة الجريئة التي وجهتها له مذيعة القناة بما في ذلك اتهامه بالإرهاب والسبايا الايزيديات في العراق وأسباب قبوله الحوار مع قناة تلفزيونية امريكية، وكانت ردوده مقنعة ومطمئنة.

شاهد كل متابع، بعد سقوط دمشق كيف تم إستقبل الناس احمد الشرع، وشاهدنا صور عن بعضا من معاناة السوريين، وشاهدنا رعب سجن صيدنايا تحت الارض، وشاهدنا، على مختلف قنوات التواصل، دموع معاناة اهل سوريا في اماكن النزوح في دول الجوار السوري والعالم الذين يتجاوزون خمسة ملايين نازح ولاجئ بخلاف من قتلوا وسحلوا، وما رأيناه كانت مشاهد أولية فقط، لكنها مخيفة ومحزنة في آن.

رغم ان هناك من يحمل شعار (من لم يكن معي فهو ضدي) ومن يعتقد (ان حق الكلام خارج النص ممنوع) الا ان درس سوربا جدير بالقراءة والاتعاظ فكل الجغرافيا المحيطة بنا حبلى بمفاجآت، وكفى.

عدن
٩ ديسمبر ٢٠٢٤م