آخر تحديث :الأربعاء - 18 ديسمبر 2024 - 06:57 م

كتابات واقلام


انعكاسات المأزق السياسي على الحياة المعيشية في بلدنا

الأربعاء - 18 ديسمبر 2024 - الساعة 04:38 م

د.وليد ناصر الماس
بقلم: د.وليد ناصر الماس - ارشيف الكاتب


وصلت أوضاع مجتمعنا المعيشية إلى درجة يستحيل معها الحديث عن بوادر في انفراجة قريبة، عكستها مجريات الحالة السياسية الراهنة الأخذة بجر الساحة المحلية إلى حالة الفوضى، حيث تحولت الحياة السياسية في بلدنا إلى مسرح للتنافس غير البناء بين القوى السياسية المتصارعة في السلطة ومن أجلها، دون أن يرف لها جفن الرحمة لمعاناة وهموم شعبها المتشعبة وغير المنتهية.
بمراقبة الوضع المعيشي للبلد الآخذ بالتردي، نبصر وعن قرب كيف وصل بلدنا إلى حافة المنحدر بفعل ممارسات القوى السياسية غير المكترثة لحالة الشعب الذي يفترض أنها تمثل إرادته خير تمثيل.
بالتتبع نلحظ أن هناك ترابط عضوي لا يقبل الفكاك بين حالة البلد (أي بلد) السياسية غير المستقرة ووضعه المعيشي، الأمر الذي يتجلى بوضوح في الحالة التي يعيشها شعبنا، حين بلغت أوضاعه اليومية درجة المجاعة الجماعية، ومع بذلك يستمر الخلاف والشقاق بين مختلف القوى السياسية التي تعج بها الساحة المحلية، حين أبت إلا أن تزداد بعدا ونفورا عن بعضها، غير آبهة بحمل أي مشروع وطني، غير دور هلامي ينفذ لإشباع رغبات تتعلق بالخارج.
وبالرغم من الدعوات والمبادرات التي تتابعت بهدف لم الشمل، لم نلحظ أي تغير عملي على الأرض، وحتى عصى الخارج باتت عاجزة عن تحقيق المأمول، حيث تضيع كل الفرص، وتغيب النتائج الإيجابية، إذ فقد أدمنت هذه القوى المكر والخداع وأساليب الاحتيال والتهرب على مختلف التعهدات التي قطعتها على نفسها، وعلى ضغوط الخارج ذاتها.

لا يمكن حلحلة الملف المعيشي للبلد، دون التطرق لملفه السياسي بصورة شاملة وعميقة قبل أي شيء آخر، فهل تدرك تلك القوى السياسية المأزق الذي أوقعت بلدها فيه؟..