آخر تحديث :الثلاثاء - 22 أبريل 2025 - 11:07 م

كتابات واقلام


معًا نصنع مستقبل الجنوب

الأحد - 16 فبراير 2025 - الساعة 09:50 م

رائد عفيف
بقلم: رائد عفيف - ارشيف الكاتب



في هذا الوقت العصيب الذي نمر به، حيث يتلاعب الأعداء بمصير الشعوب ويسعون لإحداث الفوضى وتدمير الاستقرار، يجب أن يقف المجلس الانتقالي الجنوبي بكل قوة وصلابة في وجه هذه المؤامرات. الأعداء لا يكتفون فقط بمحاولة زعزعة الأوضاع الداخلية، بل يستخدمون وسائل الإعلام المضللة لتوجيه الاتهامات الباطلة والتأثير على الجماهير.

يا أبناء الجنوب الأحرار، المجلس الانتقالي الجنوبي يبذل كل ما في وسعه للدفاع عن حقوقكم وكرامتكم، رغم التحديات الدولية والإقليمية التي تعترض طريقه. حان الوقت لكي نكون أكثر تلاحمًا وتكاتفًا. علينا أن ندرك أن القوة في الوحدة، وأننا معًا نستطيع التغلب على كل الصعاب.

لنأخذ درسًا من الشعب المصري الشجاع، الذي توحد صفوفه عندما واجه تهديدات خارجية، رغم اختلافاتهم الداخلية. عندما حاول ترامب تهجير الغزاويين، قال المصريون بكل قوة “كلنا مصر”، وأثبتوا أنهم يد واحدة في مواجهة التحديات. لماذا نحن في الجنوب لا نكون مثلهم؟ يمكننا أيضًا أن نتحد ونتكاتف لتحقيق مستقبل أفضل.

المجلس الانتقالي ليس مجرد كيان سياسي، بل هو رمز للصمود والكفاح. نحن نثمن جهوده العسكرية في الجبهات، وجهوده المستمرة في إيصال صوت الجنوب إلى المجتمع الدولي. ولكن يجب أن نكون على دراية بأن العدو لن يتوقف عن محاولة تشويه الحقيقة واستغلال الفوضى لتحقيق أهدافه.

ومع ذلك، لا ننكر أن هناك أخطاء من بعض القيادات التي تسيء للمجلس الانتقالي. المجلس ليس معصومًا من الخطأ، ويجب عليه محاسبة هؤلاء وتغييرهم. نريد ممثلين عن الجنوب يشرفون قضية الجنوب ولا يستغلون مناصبهم وسلطتهم. علينا أبناء الجنوب أن ندرك أننا لا ينبغي أن نهدم ما قد بدأناه منذ سنين طويلة. لدينا أعداء كثر، يريدون أن ينهشونا، ولكنهم لم يستطيعوا. الآن، يحاولون أن يضعفوا المجلس من الداخل. علينا أن ننتبه لذلك.

علينا أن نتعلم من تجارب الماضي. في عهد صالح، خرج المتظاهرون يطالبون بتغيير النظام ولم يطالبوا بطرد حزب المؤتمر الشعبي العام. اليوم، أعداء الجنوب يستغلون حماس الشباب في الشوارع، ويحرفون مسار مطالبهم المشروعة. بدلاً من مطالبتهم بتوفير الخدمات ورفع رواتب الموظفين وتدهور العملة، يخرجون يطالبون برحيل الانتقالي، بهدف ضرب العصا بين المجلس الانتقالي والجماهير الجنوبية. إنهم يسعون لإضعاف الكيان القوي والممثل الوحيد للجنوب، والسيطرة على الجنوب من جديد.

من الأسباب التي تؤدي إلى عدم فهم بعض المواطنين للجانب السياسي هي الشراكة التي فُرضت على المجلس الانتقالي، والتي يستغلها أعداء الجنوب ضد القيادة. على المجلس الانتقالي أن يفكر جديًا في فض هذه الشراكة إن كانت تعيق تحقيق أهدافه وتسبب في تدهور الأوضاع.

على المجلس أن يدرك أن المواطن العادي لا يعلم ماذا يدور في الجانب السياسي، بل يعلم فقط أن المجلس الانتقالي هو المسيطر على الأرض وفي نظره هو من يتسبب في تدهور الأوضاع. لذلك، يجب على المجلس أن يكون أكثر شفافية في التواصل مع الشعب وتوضيح الجهود المبذولة لمصلحة الجنوب.

يجب على المجلس الانتقالي أن يقود الجماهير بكل حزم وثبات، وأن يثبت للجميع أن الجنوب لن ينكسر أمام محاولات الأعداء. على المجلس أن يكون في طليعة المتظاهرين والمطالبين بحقوق الشعب، وأن يظهر للجميع أن الانتقالي مع الشعب.

يا أبناء الجنوب، الفشل هو فشل الحكومة ومجلس القيادة الرئاسي، وهم يتحملون المسؤولية كاملة عن تدهور الأوضاع. أما المجلس الانتقالي، فهو يعمل بكل جهد وإخلاص لتحقيق الأفضل للجنوب. يجب أن نكون واضحين في هذا الأمر.

لن نستسلم للفوضى والتخريب. جنوبنا يستحق الأفضل، ونحن لن نتنازل حتى نناله. دعونا نكون يدًا واحدة وصوتًا واحدًا في مواجهة التحديات، ونثبت للعالم أن الجنوب قوي بصموده وعزيمته.

جنوبنا يستحق الحياة، ونحن الأمل والأمل فينا. لن نترك الأعداء ينالون منا، ولن نتوقف حتى نحقق النصر.

أنتم الأمل، ونحن معكم يدًا بيد. لنقف معًا، ونتحدى الصعاب لنصنع مستقبلًا مشرقًا لجنوبنا الحبيب.