آخر تحديث :الأحد - 20 أبريل 2025 - 01:09 ص

كتابات واقلام


الوحدة أو الموت أم استقلال حضرموت... الحقيقة وراء الشعارات

الإثنين - 14 أبريل 2025 - الساعة 09:12 م

رائد عفيف
بقلم: رائد عفيف - ارشيف الكاتب




"الوحدة أو الموت"، شعارٌ لطالما تصدّر المشهد السياسي في اليمن، واعتُبر رمزًا للوطنية ووسيلةً لفرض السيطرة بقوة السلاح والتهديد والقتل. لكن الحقيقة التي لا يمكن إنكارها هي أن هذا الشعار لم يكن سوى أداة لتحقيق أهداف محددة، لا علاقة لها بالوطنية الحقيقية. اليوم، بات واضحًا أن الشعارات تتغير وفقًا للمصالح، فمن الدفاع عن الوحدة إلى الترويج لاستقلال حضرموت وكأنها "الطريق إلى الجنة"، في مشهد يعكس تناقضًا صارخًا.

حضرموت، بثقافتها العريقة وثرواتها الطبيعية، ليست مجرد منطقة بل هي رمزٌ لهوية الجنوب. ومع ذلك، فإن مواردها تُنهب وأبناؤها يُهمشون في مشهد يهدف لضرب وحدة الجنوب واستغلال حضرموت كوسيلة لتفتيته. بينما المناطق الشمالية، مثل مأرب وغيرها، تواجه أزمات مشابهة من نقص الخدمات وتأخر الرواتب، لم نسمع قنواتهم أو ناشطيهم يستخدمون هذه الأزمات كذريعة لتمزيق وحدتهم أو يطالبون قواتهم العسكرية بالخروج من أرضهم. هذا التناقض يطرح سؤالًا هامًا: لماذا يتم استهداف الجنوب فقط بهذه الدعوات؟ الإجابة واضحة، وهي أن أعداء الجنوب يعرفون أن تفتيته هو المفتاح لإضعافه وإبقائه في دائرة السيطرة.

في ظل كل هذه الظروف، يجب أن يكون أبناء الجنوب على وعي كامل بأن المطالب المشروعة لحضرموت وبقية المحافظات يجب أن تُطرح من منظور العدالة والمصلحة الوطنية المشتركة، وليس كذريعة لتقسيم الأرض وضرب الوحدة. فحضرموت كانت وستبقى جزءًا أصيلًا من الجنوب.

الحل الحقيقي لهذه الأزمات يكمن في التكاتف بين أبناء الجنوب ككتلة واحدة، لأن قوتهم كانت دائمًا في اتحادهم. وسائل الإعلام المُسيسة والجهات المعادية تواصل إثارة الفتن وزرع الانقسامات لتحقيق أهدافها، مما يجعل الدعوة إلى الحوار أكثر أهمية اليوم. الحوار البناء والصادق هو الطريق الأمثل لمعالجة الخلافات وتعزيز وحدة الصف الجنوبي.

إن الحفاظ على وحدة الجنوب أصبح أمرًا لا يحتمل التأجيل. من حضرموت إلى عدن، ومن المهرة إلى لحج، قوة الجنوب تكمن في إرادة أبنائه لمواجهة التحديات والتكاتف ضد المؤامرات. ومع كل المحاولات لضرب استقرار الجنوب، يبقى وعي شعبه وإرادتهم هما الحصن المنيع لبناء مستقبل مشترك يعيد الكرامة والحقوق المسلوبة.