آخر تحديث :السبت - 23 نوفمبر 2024 - 04:17 م

تحقيقات وحوارات


يمنيون في مصر .. خروج نهائي من بلادهم ام إقامة مؤقتة

الجمعة - 25 أكتوبر 2019 - 09:25 م بتوقيت عدن

يمنيون في مصر .. خروج نهائي من بلادهم ام إقامة مؤقتة
حي الدقي اكبر الاحياء استيعابا لليمنيين

كتب / عيدروس باحشوان

اكبر نزوح الى مصر

فتحت مصر ذراعيها لليمنيين في حدثين مأسويين مرت بها البلاد اثر اجتياح القوات الشمالية لمدينة عدن والجنوب الاول في العام 1994 والثاني في العام 2015م.
ولم تشهد مصر والعاصمة القاهرة هذا التدفق البشري الكبير اليها من مختلف من مناطق اليمن ومختلف مستوياتهم وشرائحهم وانتماءاتهم السياسية خلافا للجرحى والمرضى الا بعد العام 2015م.
كما لم تشهد الشركة الناقلة الخطوط الجوية اليمنية هذا التدافع من الركاب بالمئات والالاف الى مكاتب الحجز وعلى مدار السنة وعلى مدى السنوات الاربع الماضية.

مستويات مختلفة للنازح

والاغرب من كل هذا وذاك استقرار أعداد من كبار المسؤولين والكوادر المدنية في القاهرة بعد اندلاع الحرب وحتى بعد تحرير المناطق من مليشيات الحوثي وبسط السيطرة عليها واعادة تطبيع الحياة فيها والبعض لا صلة لهم بالاحداث والمنعطفات التي مرت بها المناطق المحررة، واقتصرت اعمالهم ونشاطهم على الظهور على القنوات الفضائية للتحليل والتعليق على الاحداث والمستجدات في الساحة اليمنية واستلام المقابل من هذا القنوات علاوة على رواتبهم بالعملة الاجنبية وآخرون فضلوا البقاء الى ما شاء الله.
خلال أيام معدودة يستطيع الزائر للعاصمة المصرية ان يلمس تزايد اعداد اليمنيين في القاهرة ومحافظات اخرى حتى اولائك الذين غادروا المملكة العربية السعودية " خروج نهائي" حط العديد رحالهم فيها واستقر المقام بهم للعيش والاستقرار والاستثمار غير القادمين من اليمن منذ السنوات الاربع الماضية.

مهارة وتفوق في الاستثمار
واظهر الوجود اليمني في القاهرة بروز أعداد كبيرة منه على إقامة مشاريع استثمارية معظمها اصحاب المشاريع الصغيرة من مطاعم وكافيهات ومحلات العطارة ومرشدين مستشفيات وشقق سكنية واستقبال القادمين وتقديم الخدمات المطلوبة لهم وفتح صفحات على شبكة التواصل الاجتماعي تحت تسميات لمختلف الخدمات " ابن اليمن .. يمنيون في مصر ويمنيات في مصر " وهي عبارة عن دليل ووسيلة ارشاد ومساعدة للقادمين من اليمن الى مصر وتعريفهم بالخدمات.
وحاليا اعلن عن الشركة اليمنية المصرية للرعاية الصحية قيد التأسيس حيث علمت عدن تايم ان الشركة ستقدم خدماتها للقادمين من اول وهلة لوصولهم مطار القاهرة واستقبالهم وتحديدا المرضى ومرافقيهم وايواءهم وارشادهم للمستشفيات والعيادات المطلوبة لتقديم العلاج اللازم كما نشط اصحاب رؤوس الاموال في شراء العقارات وشراكة في قطاع الاستثمار المصري.
معظم اليمنيون الذين نشطوا في مجال الاستثمار في مصر غالبيتهم من ابناء المحافظات الشمالية وربما تكون اموال كبارهم من رجال المال والثروة التي حظوا بها في عهد الزعيم "صالح" والصفقات او البعض من حر ماله "ولا تبخسوا الناس اشيائهم".

تعليقات ساخرة
يعلق مصريون على هذا الاعمال التي نشط فيها اليمنيون بان مصر وعاصمتها لم تشهد على الاطلاق اجنبي مارس التجارة والخدمات والسمسرة على هذا النحو الواسع الا في عهدكم يابويمن .. فقد اصبحت منطقة الدقي وارض اللواء والمنيل تعج بكم ، تلفت يمين تلاقي يمني وتدير شمال برضه تلاقي ابن جلدته. تعليقات ساخرة يرددونها كلما صادفتهم والاكثر تعليق مضحك سمعته : ده انتم يا بو يمن خدتم نص الدقي والشغلات فيها.

وتدر مصر من الوجود اليمني الكبير الذي قدره اوقات سابقة من مسؤوليين عن الجالية بما يفوق المليون نسمة وتحويلات ضخمة من العملة الاجنبية ويبدو ان الكثيرين من اليمنيين قد بلغت القناعة لديهم استحالة العودة الى صنعاء او عدن .. فمن خلال اقتناص السمع : ايش نروح الى بطش الحوثي او لقف الانتقالي ، كنا سلاطين زماننا ولا عودة في ظل حكمهما.
تعزية موقرة صادفناها وام العيال في الرصيف وتستريح عند محل عصاير الطازة وبعد السؤال عن عدن واوضاعها وتطمينها بان المدينة بخير وتتعافى قالت : انتم للما هكه ما تشتونا يا اهل عدن ؟ سؤال صاعق ! اجابت ام عبدالله : لا من قال لكم هذا ، نحن ما نشتي الذي عبثوا بنا سنوات طويلة وانتم تتفرجوا فسادا وقتلا .. ام الطيبين على عيوننا وراسنا . افحمتها وقبلتها.

وللحديث بقية
غيض من فيض الانطباعات السريعة ويبقى الحديث عن المسؤولين الجنوبيين الذين مازالوا يحتفظون بمناصبهم ويتقاضون رواتبهم وعلاواتهم على داير المليم.. كوم آخر سيكون له مساحة من الحديث عنهم تحت عنوان : قوموا روحوا كفى نقاهات من النيل الى شرم الشيخ !