آخر تحديث :السبت - 23 نوفمبر 2024 - 05:12 م

تحقيقات وحوارات


خبراء عسكريون لـ(عدن تايم): مساعي اخوانية لتفجير الوضع في أبين

الخميس - 23 أبريل 2020 - 06:04 م بتوقيت عدن

خبراء عسكريون لـ(عدن تايم): مساعي اخوانية لتفجير الوضع في أبين

عدن تايم / فتاح المحرمي



أكد خبراء عسكريون على أن تصعيد جناح حزب الإصلاح (إخوان اليمن) في أبين وتحديدا مدينة شقرة الساحلية، التي ارسل إليها تعزيزات قدمت من مأرب وشبوة، وكل ممارسات الحزب تهدف وبما لا يدع مجال للشك إلى إفشال جهود لجنة الوساطة وما تم التوصل إليه في إجتماع طرفي الشرعية والانتقالي الأحد في مقر التحالف العربي بعدن.

وقالوا في تصريحات خاصة ل(عدن تايم) : أن الإخوان لديهم نيه مبيته لإفشال التهدئة والسلام بشكل عام، وتفجير الوضع العسكري في أبين وذلك خدمتا لأجندات المحور التركي القطري الإيراني، واستهداف التحالف العربي وجهود السعودية، وهو نفس الاستهداف الجنوب ومجلسه الانتقالي وقواته الجنوبية.

واوضحوا أن ما دار في اجتماع التحالف بعدن، حين رفض المشاركون من طرف الشرعية الرد الاني وطلبهم التريث والرد في المرة القادمة ولكنهم لم يحضروا الإجتماع الثاني الذي كان مقرر له الإثنين.



التطورات في أبين


في الوقت الذي كاد تصعيد جناح الإخوان في الحكومة الشريعة، أن يؤدي إلى تفجير الوضع عسكريا بين الشرعية والانتقالي في محافظة أبين خلال الأيام الماضية، بعد أن دفع بتعزيزات جديدة إلى شقرة، سعت لجنة الوساطة، لبذل جهود عبر زيارات متعددة إلى أبين والعودة إلى عدن، وذلك للبحث عن تهدئة.

وأمس الأربعاء بشر متحدث لجنة وساطة التهدئة بين الانتقالي والشرعية، الإعلامي علي منصور مقراط، بأن جهود اللجنة وقيادة التحالف في عدن، تمكنت من نزع فتيل الحرب في اللحظات الأخيرة بأبين، مشيرا إلى أن توجيهات من الرئيس هادي، وكذلك رئيس الانتقالي الزبيدي إلى عدم تفجير حرب بين الحنوبيين.

وأضاف: إلى ان هناك توجيهات رئاسية لفخامة الرئيس عبدربه منصور هادي قضت بمنع تفجير حرب داخلية وبالمثل وجهت قيادة المجلس الانتقالي برئاسة عيدروس الزبيدي بمنع القتال بين الجنوبيين الإخوان، فيما أكدت قيادة التحالف العربي على حرصها الشديد بتنفيذ اتفاق الرياض الموقع في ال5 من نوفمبر العام الماضي وفقأ والآليات التي حددتها بنود الاتفاق.

إلى أنه وبعد ساعات من هذه البشارة هاجمت عناصر تنظيم القاعدة، نقطة أمنية تابعه لقوات الحزام الأمني قطاع دثينه بأبين، واسفر الهجوم عن استشهاد جندي وأسر جندي اخر من أفراد الحزام التابع لقوات الانتقالي.

وعلى أثر هذا الهجوم اتهم الحزام الأمني في أبين مليشيات حزب الإصلاح الإخواني، بالتنسيق مع عناصر القاعدة والجماعات الإرهابية بشكل عام

وقال الحزام الأمني في أبين أن الهجوم على قواته يؤكد وبما لا يدع مجالاً للشك، على مدى التنسيق والتعاون والتخندق في جبهة واحدة بين قوات حزب الاصلاح وعناصر تنظيم القاعدة وباقي الجماعات الارهابية الاخرى.

وحذرت قيادة الحزام الأمني من عمليات قد تطال جنود الحزام الأمني بعد ان تلقت هذي الجماعات الإرهابية دعما لا محدود من القوات الاخوانية الاصلاحية المنطوية تحت ظل الشرعية المتمركزة في شقرة، وهو ما حدث اليوم الخميس حيث تم إفشال إستهداف قائد قوات الحزام الأمني في مديرية لودر،  وتم تفكيك عبوة ناسفة وضعة بجوار منزله.


إفشال جهود السعودية واجتماع عدن


وأكد الخبير العسكري العميد الركن ثابت حسين صالح أنه وفي الوقت الذي يبذل التحالف والسعودية جهود التسوية بين الانتقالي والشرعية، يدفع جناح الإخوان، لتعطيل اتفاق الرياض وافشال جهود لجنة الوساطة وما تم التوصل إليها في عدن تحت إشراف التحالف، ناهيك عن التحريض بين الجنوبيين، وكل ذلك لخدمة المحور التركي القطري الإيراني، وافشال جهود السعودية من جهة أخرى.

وقال ثابت في تصريح خاص ل(عدن تايم) : "في الوقت الذي يبذل التحالف العربي ممثلا بالمملكة العربية السعودية جهودا مكثفة لتسوية العلاقة بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة الرئيس هادي على قاعدة اتفاق الرياض .. كان الجناح الإصلاحي المسيطر على الوحدات العسكرية والأمنية الموالية للشرعية يبذل أقصى جهوده ليس فقط لتعطيل تنفيذ اتفاق الرياض، فحسب، بل وللدفع بقياداته المواليه له إلى تبني خطاب فتنوي تحريضي بين الجنوبيين".

وأضاف أن تجاوزات الجناح الإخواني تأتي: "لحاجة في نفس قيادات حزب الإصلاح والمحور القطري التركي الإيراني لإفشال السعودية من ناحية وخدمة المشروع الحوثي من ناحية اخرى".

 وعن تصعيد جناح الإخوان الأخير في شقرة، قال الخبير العسكري أنه : "يأتي التصعيد الأخير في شقرة لإفشال ما توصل إليه لقاء عدن تحت إشراف التحالف بين ممثلي الانتقالي  الشرعية".



تأزم الموقف دفع التحالف لتشكيل لجنة الوساطة


وأعتبر المحلل العسكري العميد متقاعد فيصل حلبوب، أن حزب الإصلاح جعل من شقرة مدينة تجمع لحشوده لغرض اجتياح عدن، ومحاولة إظهار أن الصراع بين الجنوبيين، ودفع بالأمور نحو التأزيم، مشيرا إلى أن تشكيل لجنة الوساطة أتى من قبل التحالف وذلك بعد أدراك تحركات وتصعيد جناح الإخوان.

وقال حلبوب في مداخلته ل(عدن تايم) : "بعد اجتياح محافظة شبوة ثم التقدم إلى أطراف محافظة أبين، جعل حزب الإصلاح من مدينة شقرة محطة للحشود العسكرية التي تجمع فيها كل عناصر الارهاب والقبائل والمرتزقة لغرض اعادة اجتياح عدن ونشر الفوضى فيها والاعمال الارهابية، ومنها حسب اعتقادها انها ستفشل اتفاقية الرياض وتبعد الحرج عن نفسها في خوض معركة مع الحوثي وتحرير صنعاء ومدن الشمال".

وأضاف: "حزب الاصلاح الاخونجي وبانتهازيته دائماً يستخدم جهود الاخرين وشجاعتهم ثم ينسب ما يحققوه من انتصارات لنفسه ويجيرها لمصلحة اهدافه، وعلى سبيل المثال حاول يثير نعرات الصراع الجنوبي الجنوبي ويدفع ببعض العناصر للواجهة ليظهر للعالم والراي العام ان الصراع جنوبي جنوبي من خلال تحريضه لبعض القادة الجدد وتحشيدهم في شقرة ودعمهم بالمال والسلاح للمواجهة مع اخوانهم الجنوبيين لكن الكثير من ابناء الجنوب غير موافقين لكل ما يخطط له حزب الاصلاح".

وأردف : "وبعد تازم الموقف وتوتر الوضع العسكري مع زيادة حشود قبلية وعسكرية وارهابية يقوم بها حزب الاصلاح في شقرة ادركت قيادة التحالف في اللحظات الاخيرة خطورة ما يخطط له حزب الاصلاح، وبادرت الى تشكيل لجنة وساطة من ضباط الجيش القدما برئاسة اللواء ثابت جواس ودعوة قيادات عسكرية من القادة المحتشدين مع حزب الاصلاح في شقرة إلى لقاء يجمعهم في مقر التحالف بعدن مع وفد من المجلس الانتقالي ولجنة الوساطة برعاية واشراف قائد قوات التحالف لغرض ايقاف ونزع فتيل التوتر في أبين والعودة الى تنفيذ بنود اتفاقية الرياض واعادة توجيه دفة المعركة لمحاربة الحوثي وتحرير صنعاء وليس تحرير عدن المحررة".


نيه مبيته يكشفها ما دار في اجتماع التحالف


ورأى العميد فيصل حلبوب أن لدى حزب الإصلاح الإخواني نيه مبيته لعدم الإلتزام والتنصل من تنفيذ ما تم التوصل إليه في اجتماع طرفي الشرعية والانتقالي الأحد في مقر التحالف، وذلك من خلال إخفاء نفسه عن أي ظهور وتعهد، وإرساله قادة جنوبيين ليسوا أصحاب قرار لحضور الإجتماع، وعدم ردهم خلال الإجتماع وقولهم سنرد في وقت لاحق ولم يحضروا الإجتماع اليوم الثاني.

وقال حلبوب في سياق مداخلته مع (عدن تايم) : "لان حزب الاصلاح خبيث ولايجعل نفسه ظاهر في اي تعهدات او مضامين، فقد ارسل القادة من أبناء الجنوب نيابة عن القادة الشماليين المتواجدين في شقرة، والجميع يعلم أن هؤلاء القادة اللذين حضروا اللقاء في مقر التحالف ليسو هم اصحاب القرار والسلطة، بل هم مامورين".

وارجع حلبوب سبب عدم امتلاك القادة الجنوبيين للقرار إلى ما دار في اللقاء بمقر التحالف، وقال : "يتضح ذلك من خلال عدم اتخاذهم القرار في الموافقة على ما طرح عليهم من قبل التحالف، حيث طلب القادة المشاركون عدم الرد الاني، وقالوا سوف نعود الى مواقعنا وسنبعث الرد في وقت لاحق اي في الجلسة الثانية التي كان مقرر انعقادها الإثنين والتي لم تتم بسبب عدم حضور هذا الوفد". 

وتابع : "ويتضح من خلال ذلك كله ان حزب الاصلاح الارهابي يريد تفجير الاوضاع من خلال عدم التزامه وقبوله بتفيذ بنود اتفاق الرياض، وتعليمات قائد قوات التحالف يوم الأحد، والذي طالب بالتزام تنفيذ مايتفق وما تم الاتفاق عليه".

إفشال التحالف


وفي رده على سؤال محرر عدن تايم، حول مدى نجاح جهود لجنة الوساطة والتحالف لصنع التهدئة، في ظل تصعيد الإخوان، استبعد العميد حلبوب أي تهدئة او سلام وتنفيذ للاتفاقيات، وذلك لان الأخوان يرون في السلام نهاية لهم ولممارساتها وفسادهم، ولهذا هدفهم تعطيل الجهود لإفشال التحالف.

وقال حلبوب : "نقول وبالحرف الواحد حزب الاصلاح الاخونجي لايريد التهدئة ولا خطط السلام في المحافظات الجنوبية مع المجلس الانتقالي الجنوبي، لان حزب الاصلاح يدرك ان تنفيذه لاي بند من بنود اتفاقية الرياض هي كارثة عليه وعلى مليشياته وعلى كل الفاسدين في حكومة الشرعية ولهذا سيعمل على تعطيل واجهاض اي جهود لاحلال السلام في المحافظات الجنوبية مدركاً وواعياً ان حدث ذلك واستقرت المحافظات الجنوبية وتم تنفيذ ولو بندين من بنود اتفاق الرياض فهذا بدون شك نهاية لحزب الاصلاح وحكومته الشرعية".

وأردف : "لذلك اقولها بوضوح ليس لهذا الحزب ومليشياته وعناصره الارهابية نية في تنفيذ اي اتفاق لا اتفاق الرياض ولا غيره فهو يحاول يستفيد من اطالة الازمة لغرض ايصال التحالف الى هزيمة وفشل".