آخر تحديث :السبت - 23 نوفمبر 2024 - 05:03 م

تحقيقات وحوارات


اليمن.. الحوثيون يصفون آثار الثورة ورموز تذكر بدور #مصر فيها

الجمعة - 21 أغسطس 2020 - 03:10 م بتوقيت عدن

اليمن.. الحوثيون يصفون آثار الثورة ورموز تذكر بدور #مصر فيها

تحقيق/ غمدان أبو أصبع


يحتوي المتحف الحربي، الواقع في قلب ميدان التحرير بالعاصمة صنعاء، على صور وأسلحة تذكارية ترمز لدور مصر وجيشها بالدفاع عن الثورة اليمنية المعروفة بثورة 26 من سبتمبر 1962م، التي تمكنت من اقتلاع الإمامة بكل مخلفاتها.

وبحسب من شملهم الاستطلاع الباحث عن معرفة الأسباب التي تقف وراء كل هذا الحقد تجاه شهداء قدموا الغالي والنفيس، تاركين وطنهم لتلبية نادى الواجب القومي، النابع من روح الهوية العربية، لتنتهي حياتهم وهم يقاتلون إلى جانب أبطال ثورة سبتمبر، ليحتضن المتحف الحربي صورهم تجسيدًا لدورهم النضالي في تخليص اليمن من الجهل والفقر والمرض، وهي الصفات التي ترمز لحكم الإمامة في اليمن.

لنكتشف من خلال البحث نقطة مهمة أظهرت لنا خفايا الكراهية المتغلغلة في نفوس الحوثية وأدواتها على كل ما يرمز للثورة اليمنية وكل من شارك أو دافع عنها، فالحوثية ومن خلفها سلالة الإمامة تدرك مدى الخطورة التي تجسدها هذه المعالم التي ترمز لمصر وجيشها باعتبارها تشكل يقظة لدى الإنسان اليمني ما يعزز رفض مشروعها الإمامي.

وهي المخاوف التي عملت ميليشيات الحوثي، منذ سيطرتها على العاصمة صنعاء، للتخلص من كل ما يذكر الزائر بالثورة اليمنية، وكل ما يجسد دور مصر، خصوصًا تضحية جيشها العظيم، متخذة من إقفال المتحف الحربي أمام الزوار ومنع الاقتراب منه، وسيلة تمكنها من تدمير محتوياته من دون إثارة الضجيج، أو حتى إثارة التساؤل عن الأسباب التي تقف وراء إقفال المتحف، لتتكشف الحقائق بعد ثلاث سنوات من سيطرتهم على صنعاء، وتبرز أخبار العبث بالمتحف إلى العلن، أبرزها إزالة كل ما يرمز لثورة 26 سبتمبر، وإخفاء معالم الدور المصري لتحل محلها صور قيادات الميليشيات وزعيمهم عبدالملك الحوثي.



إفراغ المتحف من رموز مصر:

قال مصدر خاص كان يعمل في المتحف الحربي لـ"موقع الوفد"، طلب عدم ذكر اسمه، إن ميليشيات الحوثي عملت على التخلص من حُراس المتحف منذ سيطرتها على صنعاء وحلت محلهم حراسة يشرف عليها عبدالكريم الحوثي، حاكم صنعاء الفعلي، ليتم إبلاغ العاملين بصدور أوامر بإغلاق المتحف الحربي لفترة محددة، معللين ذلك بتخوفهم من استهدافه من طيران التحالف العربي.

أكد المصدر أن تلك المخاوف لم تكن حقيقية بقدر ما كانت وسيلة لإقصاء العاملين بالمتحف ليتسنى لهم التخلص من أي معالم تذكر اليمني بالثورة، أو بما يذكرهم بدور مصر وجيشها ليستمر إغلاق المتحف، ثلاث سنوات والناس تمنع من الاقتراب معللين ذلك مخاوفهم على أرواح المواطنين من قصف قد يستهدف المتحف، لتنتهي تلك المخاوف بعد إحكام سيطرة الميليشيات على كل مفاصل الدولة والتخلص من المنافسين لتعيد فتح المتحف لنكتشف أن معالم المتحف تغيرت واختفت معظم معالم الثورة وما واكبها من دعم وتضحية قدمتها مصر من سلاح أو صور لأبطالها الذين فقدوا حياتهم شهداء يدافعون عن الثورة اليمنية.

قال المصدر إن القاعة السادسة التي خصصت لشهداء جمهورية مصر تم إزالة النصب التذكاري لشهداء جمهورية مصر، وكذلك صور القادة المصريين ليحل محلهم صور قيادات حوثية قتلت على يد الجيش الوطني، أبرزهم طه المداني وحسين الحوثي، تضع الميليشيات صورة كبيرة مكان النصب التذكاري للقيادي الحوثي، صالح الصماد، الذي قتل بغارة جوية لطيران التحالف واستغرب كل هذا الصمت من الأحزاب السياسية والمنظمات الحقوقية ومن المتشدقين بأنهم ممن شارك بالثورة بينما هم صامتون وهم يرون رموزهم الوطنية تُزال وبأسلوب متعمد من دون أي مخاوف من رد فعل قد تقوم به الأحزاب وقيادتها.

ودعاء المصدر الخاص الحكومتين اليمنية والمصرية لممارسة ضغوط على ميليشيات الحوثي تجاه ما تقوم به من جرائم بحق شهداء جمهورية مصر والثورة اليمنية وكل ما يرمز إليهم ويخلد أسماءهم في بلادنا، وهو تعدٍ سافر تجاوز كل الأعراف والقوانين، فهي تسعى لتغييب تاريخ دفع اليمنيون من دمائهم الآلاف من الشهداء إلى جانب ما قدمته مصر.



إخفاء المقتنيات والوثائق الخاصة بالثورة:

نشرت قناة العربية عن مراسلها إسلام سيف أكد من خلاله إزالة ميليشيات الحوثي الانقلابية، مقتنيات ومتعلقات رؤساء وثوار اليمن التاريخيين من داخل المتحف الحربي في العاصمة صنعاء، ووضعت عوضاً عنها مقتنيات وصور قادتها وقتلاها.

قال إسلام سيف في تقريره إن ميليشيات الحوثي بدأت بإزالة المقتنيات المتعلقة بالرئيس الراحل علي عبدالله صالح، الذي قتلته مطلع ديسمبر عام 2018، قبل أن تستكمل خطتها أخيراً، بنزع مقتنيات وصور بقية الرؤساء ورموز الثورات اليمنية على مدى 100 عام، وسرقة وثائق تاريخية وعسكرية نادرة تخص كل من شارك بالثورة اليمنية بمن فيهم شهداء جمهورية مصر في محاولة لطمس تاريخ وهوية البلاد، ونهب قطع أثرية وأسلحة قديمة من داخل المتحف.



الحوثية تكشف عن حقدها على مصر والثوار:

قال الناشط السياسي والقيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام، أنور العامري، إن التاريخ يُخلد الأحداث الأكثر أهمية في حياة الشعوب، التي غيّرت مسارها في اليمن الحديث، معتبرًا سعي ميليشيات الحوثي العبث بمقتنيات ورموز الثورة اليمنية، وإخفاء الدور المصري غير ممكن، ولن تستطيع طمس قيمة ودور ثورة السادس والعشرين من سبتمبر كأهم حدث غيّر مسار اليمن من حكم الاستبداد الإمامي والدكتاتوري الرجعي إلى يمن جديد.

وأكد العامري، أن جمهورية مصر العربية هي مفتاح وأيقونة هذا التغير الجذري ولن تستطيع ميليشيات الغدر والخيانة تغييب دور مصر بإزالة صور ومقتنيات شهدائها فهم فتيل قنبلة مارد الثورة التي انفجرت ضد الكهنوت الإمامي الرجعي الممزوجة بدماء شهداء مصر ممن وهبوا حياتهم دفاعًا عن اليمنيين لتكرم أرواحهم الطاهرة بتحرير اليمن من الاستبداد والجهل والتخلف الإمامي، فتخليد أرواح الشهداء المصريين بارزة في سماء اليمن وقلوب اليمنيين.

وأضاف العامري، مهما عملت ميليشيات الحوثي على سرقة مقتنياتها وإتلاف صورهم فلن تتمكن من إتلاف النصب التذكاري الشامخ فوق جبل عصر، وستظل مقبرة شهداء جمهورية مصر في شارع الدفاع أمام مقبرة خزيمة القريبة من المتحف شاهدة على دورهم الخالد وإن كانت صور وأسلحة الجيش المصري تزين المتحف الحربي بصنعاء، فسرقتها ونهب المقتنيات لن تمنع الزائرين للنصب التذكاري من شم عبق الثورة من خلالها.

وقال العامري ها هو النظام الإمامي الكهنوتي والرجعي يعود لليمن بعباءته الجديدة وهو يسعى لإزالة كل ما يذكر اليمنيين بتضحيات مناضلي الثورة في سعي منه لغسل أدمغة أنصاره وهو لا يعمل على طمس رموز الثورة فقط بل يسعى ليطمس تاريخ الدولة الحميرية وانتزاع هوية اليمن العربي. لصالح العدو التاريخي للعرب إيران.
وأشار العامري إلى أن ما قامت به ميليشيا الحوثي الموالية لإيران، من إزالة لصور شهداء جمهورية مصر العربية من المتحف الحربي بصنعاء إنما هو دليل يؤكد حقد هذه الجماعة على من قاموا بالثورة ضد أجدادهم، وكراهيته لكل ما يذكرهم بزوال عهد الإمامة، وبهذا العمل تؤكد بما لا يدع مجالًا للشك بأن هذه الجماعة ستستمر في محاولاتها لطمس كل ما يرمز لثورة 26 سبتمبر، وتستبدلها بخرافاتهم، فهي تعمل جاهدة لتعيد الحكم الإمامي البائد من جديد في ظل انهزامية واستسلام القبائل والأحزاب السياسية لهذه الميليشيات.



حضور مصر لا يحصر بجدار المتحف:

قال قائد اللواء 13 مشاة قائد جبهة هيلان والمشجع العميد الركن علي محمد الحوري إن ما قامت به ميليشيات الحوثي لم يكن مستغربًا من الحوثيين كامتداد للإمامة والسلالة العنصرية، خصوصًا وهي تحمل حقدًا عميقًا ضد كل ما هو إنساني .

وأضاف، لا يمكن حصر دور مصر بجدار المتحف الحربي ولا بإزالة صورة أو نصب تذكاري، فدورها راسخ في وجدان كل يمني.

وأضاف العميد الحوري أن ميليشيات الحوثي يجيدون الكره فقط وقائمة على الحقد، لدرجة تفقدهم السيطرة على تصرفاتهم وما تتطلبه مقتضيات اللياقة.

وقال إنه من الطبيعي مساعيهم الذي استبدال الحضور العربي المصري في المتحف الحربي بصنعاء الذي يحتفظ بين جنباته تاريخ ثورة لكنه هذه التصرفات لن تدوم ولن تمحي أثر الثورة ودور مصر.

وأكد قائد اللواء 13مشاة أن تمكن ميليشيات الغدر والخيانة من التحكم بالمتحف ومحتوياته لا يجعلها قادرة على طمس الحضور المصري في الجمهورية وفي الثورة اليمنية، ففي كل اليمن يحتفظ الناس والأماكن بحضور عربي مصري انتصر لليمنيين، وظل يواصل الجهود في التعليم والصحة والإدارة، وظلت ومازالت جامعات مصر مفتوحة أمام اليمنيين.

وقال الحوري: إن سلوك الحوثي الأخير في المتحف الحربي يجدد اليقين بعروبة مصر ووقوفها إلى جانب المشروع العربي الرافض للتدخل الفارسي، وأجنداتها التخريبية المختلفة.


ميليشيات اختزلت الحياة في سلالة:

يقول الصحفي محمود الهاجري: "ما الذي تتوقعه من جماعة اختزلت الحياة في سلالة معينة، وأنكرت على كل الناس الحق في الحياة والمساواة، وسعت لتكريس سلطتها المستندة على أغاليط الولاية والاصطفاء، معتبرة أن الله اختارها لتحكم الناس وتتصرف في حياتهم كيفما تشاء؟.





وأضاف الهاجري: أن الجيش المصري العربي ساند بسخاء الثورة اليمنية ضد الحكم الإمامي المستبد وكان له دور عظيم في حماية الجمهورية من التكالبات والأعمال المستميتة في إجهاض الثورة.. وقدم في سبيل هذا الموقف الأصيل تضحيات جسام يعرفها الجميع، وسيظل الأشقاء المصريون يتربعون على قلوب اليمنيين لأسباب كثيرة لم تنتهِ بالمساندة العسكرية، وإنما تواصلت في إشاعة التنوير والتعليم والتنظيم والإدارة.



وبحسب الهاجري.. فإن كل يمني يكن للأشقاء المصريين احترامًا كبيرًا، مقدرين دورهم في الثورة وفِي التعليم والتنوير.

ولتلك الأسباب فمن الطبيعي أن يسعوا لمحو كل ما له علاقة بمصر العروبة.. ولكن أنى لهم.. فمصر بكل ما فيها حاضرة في وجداننا بنبل وأصالة أبنائها وبأفعالهم التي كان لها الأثر البالغ والعميق في خلق وعي بحقنا في حياة حرة وكريمة.

ورفض العديد من الصحفيين الحوثيين تأكيد حقيقة أو نفي ما أقدمت عليه قيادتهم من اعتداء سافر على رموز الثورة اليمنية وما يرمز لأبطال جمهورية مصر رغم المحاولة المتكررة مع أكثر من صحفي وجميعهم يدعون عدم قدرتهم على التأكيد أو النفي لعدم وجود أي صفة تمكنهم نفي التهم أو تأكيدها.



ومن خلال الحديث معهم فهم يعتبرون مصر مشاركة بالعدوان على اليمن بصفتها أحد المشاركين بدول التحالف العربي.



ورغم ما قامت بها جماعة الحوثي من حماقات كشفت مدى ما تتمتع به من حقد وكراهية إلا أن جميع من شملهم الاستطلاع أكدوا أن مصر لا يمكن حصرها في جدران المتحف فهي متجذرة في وجدان الشعب ولا يمكن إزالة قناعة شعب علمته مصر، ومازالت أبواب ومقاعد معاهدها وجامعاتها تستقبل الكثير كل عام.