آخر تحديث :السبت - 23 نوفمبر 2024 - 12:59 م

تحقيقات وحوارات


تقرير- كيف تذكر رفقاء ومحبي الشهيد اللواء جعفر في ذكرى اغتياله الخامسة

الأحد - 06 ديسمبر 2020 - 03:27 م بتوقيت عدن

تقرير- كيف تذكر رفقاء ومحبي الشهيد اللواء جعفر في ذكرى اغتياله الخامسة

عدن تايم / فتاح المحرمي.

صبيحة الـ 6 من شهر ديسمبر من العام 2015م، استفاقت عدن على فاجعة مؤلمة وحزينة، حين تطاولت فيها أيادي الغدر والإجرام والإرهاب، وأقدمت على اغتيال الهامة الوطنية الكبيرة وأحد أبرز قادة تحرير عدن من الميليشيات الانقلابية، ومحافظ عدن حينها، الشهيد اللواء جعفر محمد سعد.
وبعد مرور خمسة أعوام على إغتيال حلم عدن، تذكر سياسيون ونشطاء هذه الذكرى الموجعة، واجمعوا في تعليقات رصدتها (عدن تايم) على حجم الخسارة برحيل اللواء جعفر الذي برز في تحرير عدن، ومن ثم تحدى الواقع ليعيد لعدن أمنها ومدنيتها، وتذكروا محطات من حياة الشهيد جعفر وخبرته العسكرية الاستراتيجية التي تمتد إلى عقود.

وفي هذا الصدد يتذكر الأستاذ عيدروس باحشوان، الذي جمعته معرفة بالشهيد جعفر .. يتذكر خمسة نقاط مضيئة في حياة الشهيد جعفر عددها في تغريدات، وذلك على النحو التالي:-
- عرفت اللواء جعفر محمد سعد ليس في منصب محافظ عدن ورمز تحريرها في 2015، لكن معرفتي به قد مضى عليها اربعة عقود من الزمن ، عندما كان ضابطا رفيعا في دائرة التدريب القتالي بوزارة الدفاع لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية.
- عرفته كاتبا إستراتيجيا وخبيرا عسكريا في فنون القتال والمعركة الحديثة المشتركة من خلال سلسلة كتابات كان يحضر شخصيا الى مقر مجلة الجندي وصحيفة الراية العسكريتين لتسليم مواده في سنوات عملي سكرتير تحرير بعد تخرجي 1982م.
- كنت اجده مزهوا عند نشر مادته ، وحريص على نشر كل ما تحتاجه الوحدات العسكرية ضباطا وافرادا وتوصيل الافكار الجديدة في العلوم العسكرية اليهم ، واستخدم الصحافة وسيلة من وسائل التدريب والتأهيل.
- لذلك عند رسم اللواء جعفر محمد سعد خارطة التحرير ودحر الغزاة من عدن ، كانت وفق خبرة طويلة إكتسبها في الميدان وفي أروقة كليات واكاديميات عسكرية التحق بها خلال خدمته في الجيش.
- حدثتني الزميلة كوثر شاذلي ، أرملة الشهيد جعفر على هامش حوار أجريته معها في نوفمبر 2018م ان جعفر ترك إرث علمي كبير تعمل على لملمته وإظهاره الى النور ، إرث بالتأكيد عصارة جهد رجل أمضى جل حياته في بناء وتطوير المؤسسة العسكرية الجنوبية.

من جانبه قال الكاتب والناقد أمين اليافعي : " إلى روح الشهيد الخالد جعفر محمد سعد، في الذكرى الخامسة لاغتياله.. نعم؛ لقد علمتنا أبلغ دروس الوطنية على الإطلاق؛ الوطنيّة الخالصة، الوطنيّة المحضة! تركت بلاد الضباب، تركت أوروبا ونعيمها الأرضي، تركت عائلتك الصغيرة وأجواءها الحميمية، مهرولاً إلى جنتك الأولى (عدن) وهي في أحلك الظروف، تطحنها الحروب والأزمات، في المرة الأولى جئت لتقود معركة تحريرها من المليشيات الإجراميّة، وفي الثانية لتُعيد إليها وإلى أهلها الحياة والأمن والأمل والابتسامة".
وأضاف اليافعي :" من كان سيجرؤ على فعل كل ذلك، ومثل ذلك، سواك؟!، صار الكل يبحث عن منفذ للهروب من معمعة هذه الظروف الجهنمية، والمآلات الكارثية، ولو وجد أحدنا سمّاً للخياط لنفذ منه دون ان يلتفت ولو مرة واحدة إلى الوراء، أما أصحاب المقامات العالية والمُعلقات الوطنيّة الآسرة في سوق عكاظ فيُقال، والعهدة على الراوي، بأن ظهورهم اعتادت على أسِرَّة الفنادق الوثيرة لدرجة أنها لم تعد بقادرة على تحمّل قساوة الأسِرَّة المحليّة على الإطلاق".
واردف : "وأنت، أيها العدني الرفيع، وابن الشيخ عثمان، أنت كنت الوحيد من بين هؤلاء جميعاً، ممن لديه فائض في الوطنيّة، وطنيتك والتزامك لها كانتا أكثر من اللازم، أكثر من اللازم بكثير، في بلدٍ لا يمنح سلاماً ولا أماناً ولا نعيماً سوى للحثالات والسفهاء".
وقال اليافعي متحدثا عن جعفر : "وحدك كنت في الميدان، وحيداً رأيناك تجوب الشوارع والأزقة والحارات، لم يرافقك في هذه الرحلة القصيرة والقاسية سوى ظلك، دون أن تُفكِّر قط بأن تُقيس المسافة بين ذاتك والوطن لا بمنظار دبابةٍ ولا بهاوية الجيوب أو حتى بحسابات البشر العاديين والمؤمنين على السواء! .. وفي الهجرة الأخرى...كَمْ كنتَ وحدكْ فلا تكتب، وصيتكَ الأخيرةَ والسلاما، سَقَطَ السقوطُ , وأنت تعلو .. تعلو.. تعلو.. فكرةً.. ويداً.. و...شاما!، على أن عدن ستظل تفتقدك أكثر من اللازم!"

بدوره قال الناشط الحقوقي عارف ناجي علي : "ذكرى إستشهاد اللواء جعفر محمد سعد محافظ محافظة عدن وقائد تحرير عدن من المليشيات الحوثيه عذرا أيها الشهيد فنحن أمة لا تقدر شهداءها وتكتفي بأن تسجلهم في سجل الغابرين.. عذرا كلنا مخطئون مقصرون في حقك انت تستحق اكثر من هذا الوطن المفقود.. عذرا لاننا عاجزون اما انت فقد امتلكت القلوب فنم قرير العين الى جوار ربك رحمك الله رحمة واسعة وأسكنك فسيح جناته".

ويشير المتحدث الإعلامي للقوات المسلحة الجنوبية في محور أبين محمد النقيب، إلى دافع إغتيال الشهيد جعفر، وقال : ‏"قتلوه لانه توعدهم بفضح من يريد لعدن ان تفشل وضنوا انهم بإغتياله قد قتلوا عدن ،وما إن لبثوا حتى ادركوا ان عدن لا تموت وان دم الشهيد القائد جعفر محمد سعد يتدفق في كل قلب جنوبي جسور".
واضاف : "هم هؤلاء انفسهم الذين يحشدون دواعشهم ومليشياتهم الاخوانية الارهابية لإجتياح عدن ..ولن يمرو لان ابين مقبرة الغزاة".

من جانبه قال الصحفي كرم أمان : "لم يدر الشهيد جعفر في خلده يوما رحمه الله، ان اكثر من 20 عام من الهجرة القسرية وفراق عدن، يمكنها ان تغير عدن وتركيبتها ونسيجها وثقافة واخلاق ساكنيها القدامى والجدد، فقد كان على سجيته عفويا متسامحا طيبا خلوقا محترما مع الجميع، شديدا صارما حازما وحاسما مع كل من يمس عدن او يفكر يخدش مدنيتها وجمالها وسلامها وطبيعتها وتعايشها، حاول وسعى لإعادة عدن الى وضعها ومكانتها، تحرك كثيرا في وقت قصير في سباق مع الزمن لإعادة إشراقة عدن ورسم البسمة على محياها ووجوه ابناءها، لكنه اصطدم بواقع مغاير، واقع جديد لم يألفه ولم تألفه عدن ايضا، مشاهد جديدة في عدن بعيدة كل البعد عن عدن تلك التي تركها جعفر ورسمها في مخيلته ووضعها في حدقات اعينه".
واضاف : "ربما تكون مسيرة الشهيد الانسان الخالد في ذاكرة عدن والتاريخ، محرر عدن وراسم بهجتها ومخلصها، اللواء جعفر محمد سعد انتهت في صبيحة يوم مظلم مشؤوم اسود في 6 ديسمبر 2015 بعملية اجرامية غادرة نكراء ارهابية اودت بحياته واصعدت روحه الطاهرة البريئة الى خالقها، لكن ذكراه وتاريخه وإنسانيته وشجاعته وأعماله وحبه لعدن، وحب عدن وابناءه له، كل ذلك ما يزال باق، وسيبقى كذلك ابدا ما حيينا، حتى يرث الله الأرض وما عليها في يوم تشخص فيه الابصار".
ولفت : "وفي الوقت الذي ندعو الله ان يرحمه ويتقبله مع الشهداء والصالحين، لازالت أعيينا تترقب القصاص في الدنيا من قتلته وكشفهم للملأ، مؤمنون بقضاء الله وقدره وقوله الحق في كتابه الكريم: "وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُۥ جَهَنَّمُ خَٰلِدًا فِيهَا وَغَضِبَ ٱللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُۥ وَأَعَدَّ لَهُۥ عَذَابًا عَظِيمًا". صدق الله العظيم".

بدوره قال الصحفي فارس الحسام : "كثيرة هي الأحداث المؤلمة التي أصابت جسد الوطن وجعلته ينزف دماً، لكن جريمة اغتيالك في ( 6 كانون الأول / ديسمبر 2015 ) كانت أبرز جريمة لإغتيال وطن، أحدَثَت معها جرح غائر لم يندمل إلى اليوم، بل نجده يتجدد مع كل حادثة أو جريمة تطال أبناء هذا الوطن".
واضاف : "الرحمة والخلود لروحك الطاهرة في جنات النعيم .. اللعنة والخزي والعار لكل من يمارس أو يتبنى الإرهاب، الذكرى الخامسة لإغتيال محافظ العاصمة عدن .. الشهيد اللواء / جعفر محمد سعد .. رحمة الله تغشاه".

وقال الطبيب وجدان شنظور : "في الذكرى الخامسة لرحيلك..مازلتَ البطل الذي رويت الكثير منا من ينبوع الإنسانية.. نهرُك وفير اخلاقً قيم وقربً للقلوب".

إلى ذلك قال الناشط المجتمعي نوار أبكر، في ذكرى استشهاد اللواء جعفر : أيقنت أنك وحدك من أجمعنا على نبرة صوت وملامح حزن واحدة بذكرى رحيلك.. لا غيرك يستطيع أن يوحد صوتنا مرة أخرى، فلقد تفرقت أصواتنا وتشتت أحزاننا وضاعت حقوقنا بين حق لا ندركه وباطل أيضاً لا نعرفه".