آخر تحديث :الأربعاء - 25 سبتمبر 2024 - 11:17 ص

كتابات


التقارب السعودي الحوثي .. هل يجعل الإنتقالي يعيد صياغة خياراته؟

الجمعة - 07 يونيو 2024 - 04:10 م بتوقيت عدن

التقارب السعودي الحوثي  .. هل يجعل الإنتقالي يعيد صياغة خياراته؟

كتب / خالد سلمان

‏في تعبير عن حالة عدم الرضا والإستياء جراء خوض الحكومة حرب الخدمات ضده ، لم يحضر رئيس الإنتقالي إجتماع مجلس الرئاسة ، في رسالة مصالحة مع قواعده ، التي ترى في الإنتقالي وإستمراريته طرفاً في الحكم ،شراكة في السياسات العدائية ضد الشعب، من الرواتب وحتى الكهرباء والماء وسائر الخدمات.
ومع هذا الإنكفاء الإنتقالي الرسمي ، تستمر دواليب الحركة بشأن التسوية من دونه ، وكأن هناك توافقاً ضمنياً بين الإقليم وتحديداً الرياض ،الممسكة بملف اليمن عبر وزير دفاعها والشرعية، في تنحية المجلس أو الخفض من دوره ، في أي حل قادم يكون فيه الحوثي المركز ومادونه حضور مكمل وبصورة أقل.
أخطر مايحدث جنوباً ضد ، المضي بحرب الخدمات من جهة والإستنزاف العسكري من جهة ثانية، الأولى مناطة بالسلطة والثانية بالحوثي ، وبين الإثنين مباركة إقليمية في إنهاك الإنتقالي لضرورة ذات صلة بقادم التسوية ، وهي تسوية تقذف بالجنوب نحو ذيل وهامش جدول الأعمال.
الحقيقة أن الإنتقالي ربما يدفع ثمن إشتراكه غير الفاعل او المعطل في الحكومة ، وهو لممانعته بهذا القدر أو ذاك ، يحارب على أكثر من جبهة بمافيها تغطية الإرهاب سياسياً من جناح في الحكم ، ورعاية خلق تشكيلات تنظيمية بعضها ذات طابع مخابراتي ، تحمل مسمى الجنوب ومناط بها منازعة الإنتقالي الحضور الشعبي، وإقتسام التمثيل.
إذا ما كان هناك تصور لحل عادل للقضية الجنوبية ، لما سمح الإقليم بشن كل هذه الحروب ،على أبرز -ولن نقول الوحيد-، حامل قضية الجنوب ، ودفعه إلى الإحتراق الداخلي تحت ضغط الفشل الذاتي والإفشال المخطط.
الإنتقالي الذي تستهلكه حروب الإستنزاف مع الحوثي والإرهاب وتململ قواعده الشعبية وضغط الخارج ، هل مازال حاجة إقليمية وركن اساس في معمار الحل القادم؟
التقارب السعودي الحوثي ،والإتفاق معه على شكل الحل المتعارض في العمق مع خيار فك الارتباط ، ربما تجعل الإنتقالي مالم يعيد صياغة خياراته وفق هذه التوافقات وبشروط الحد الأدنى ، معطلاً للحل وبالتالي واجب الإضعاف حد الإزاحة.
وتبقى أبو ظبي وهي الداعم للإنتقالي ، ليست أكبر من السعودية والضغط الدولي ، ولن تستمر في التغريد خارج السرب، طالما سيتم ضمان مصالحها على طاولة التفاوض .