آخر تحديث :الإثنين - 09 سبتمبر 2024 - 11:09 ص

كتابات


في رثاء رفيق الدرب الشهيد أبو اليمامة ومباركة العفو عن حسين هرهرة

الخميس - 01 أغسطس 2024 - 08:43 م بتوقيت عدن

في رثاء رفيق الدرب الشهيد أبو اليمامة ومباركة العفو عن حسين هرهرة

كتب/العقيد علي عسكر

إنها لحظة صعبة وحزينة أن أكتب هذه الكلمات لرثاء رفيق دربي وأخي في السلاح، الشهيد القائد منير محمود أبو اليمامة، الذي فقدناه في مثل هذا اليوم الأول من أغسطس 2019م، قبل 5 سنوات في عملية إرهابية غادرة وجبانة.
لقد فقدنا قائدًا عظيمًا ورجلًا شجاعًا، لكن روحه ستظل حية في قلوبنا وعقولنا، وفي كل خطوة نخطوها نحو الحرية والعدالة.

وداعًا يا منير، لقد كنت أكثر من مجرد رفيق سلاح. كنت الأخ والصديق الذي يمكننا الاعتماد عليه في أصعب اللحظات. كنت تحمل في قلبك الشجاعة والحكمة، وكنت دائمًا القدوة التي نسعى لنقتدي بها.
لقد واجهت الموت بشجاعة أكثر من مرة وواجهت التحديات بروح لا تعرف الانكسار. رحيلك ترك فراغًا لا يمكن ملؤه، لكن إرثك سيظل يعيش فينا.


وبهذا اليوم اختلطت مشاعر الحزن والفرح، الحزن بحلول الذكرى الخامسة لاستشهاد رفيق الدرب القائد منير أبو اليمامة، والفرح بالعفو الذي أعلنه صديقي إبراهيم البكري (أبو حنين) عن حسين هرهرة، وسط فرحة عارمة عمت أرجاء الوطن من أقصاه إلى أقصاه.

في خضم هذه الذكرى الأليمة على قلوبنا، جاءت خطوة صديقي إبراهيم البكري بإعلانه العفو عن حسين هرهرة. هذه الخطوة الشجاعة والتسامحية ليست مجرد فعل رحمة، بل هي رمز للقوة الحقيقية التي نحتاجها جميعًا.
لقد أثبت الصديق العزيز إبراهيم البكري أن التسامح هو أحد أعظم أشكال القوة، وأن العفو يمكن أن يكون بداية جديدة لتحقيق السلام والتآلف بين أفراد المجتمع بشكل عام.

وبهذه المناسبة نؤكد على أهمية التسامح والمصالحة التي نحن في حاجة ماسة لها الآن أكثر من أي وقت مضى. فقد علمتنا التجارب أن السلام الحقيقي لا يأتي بالقوة وحدها، بل بالقدرة على العفو والتسامح.
إن قرار البكري بالعفو عن هرهرة هو مثال يجب أن نحتذي به جميعًا. يجب أن نتعلم أن ننظر إلى ما وراء الجروح والصراعات، وأن نسعى إلى بناء مستقبل مشترك يتسع للجميع.


وهنا أود التنويه في هذه الرسالة إلى جميع زملائي وأحبائي، دعونا نستلهم من شجاعة منير أبو اليمامة وروحه القوية، ونتعلم من حكمة إبراهيم البكري. دعونا نسعى جاهدين لتحقيق والتسامح الحقيقي، ولنبني معًا مجتمعًا قويًا وعادلًا.
لا يمكننا أن ننسى تضحيات منير أبو اليمامة وجميع الشهداء، وعلينا أن نواصل المسيرة التي بدأوها لتحقيق الأهداف التي قاتلنا جميعاً من أجلها.

وختاماً، أود القول إنني فخور كوني كنت جزءًا من حياة منير أبو اليمامة، وفخور بأن أعيش في مجتمع يمكنه أن يظهر مثل هذا التسامح والشجاعة.

دعونا نستمر في العمل من أجل السلام والعدالة، ولنبني مستقبلًا مشرقًا لأبنائنا وأجيالنا القادمة.

رحم الله الشهيد منير أبو اليمامة، والرحمة للطفلة البريئة حنين البكري، والشكر لوالدها الصديق العزيز إبراهيم، ونسأل الله أن يلهمنا جميعًا القوة والتسامح والعفو عند المقدرة.


العقيد علي عسكر
مستشار القائد العام لقوات الحزام الأمني
عدن - 1 أغسطس 2024م.