آخر تحديث :الأربعاء - 25 سبتمبر 2024 - 08:13 ص

ثقافة وأدب


السبت ٢٨ سبتمبر في المكتبات والأكشاك (الإعلام الثقافي)

الأربعاء - 25 سبتمبر 2024 - 01:04 ص بتوقيت عدن

السبت ٢٨ سبتمبر في المكتبات والأكشاك (الإعلام الثقافي)

مسعود عمشوش

مقدمة الكتاب

في عالم اليوم، المليء بمختلف أنواع الأزمات والحروب والكوارث، يكتسب الإعلام أهميةً بالغة في حياة المجتمعات والأفراد، اليومية والسياسية والثقافية؛ فهو يقوم بنشر المعارف والأخبار وتوصيلها إلى الجماهير، سواء أكانوا قراءً أو مستمعين أو مشاهدين. ويقوم الإعلام كذلك بمراقبة أولئك الذين يقعون في موقع السلطة.
كما تسهم وسائل الإعلام في توجيه الرأي العام وترسيخ القيم والعادات والطقوس والمعتقدات، والمكونات الأخرى للمنظومة الثقافية التي تنظم الحياة المشتركة لأفراد أي مجتمع وعلاقته بالمجتمعات الأخرى، وتقوم أيضا برصد مختلف الأنشطة الثقافية وتعميمها. والإعلام والثقافة يشكلان اليوم أهم عناصر التنوير لأي مجتمع، إذ أنهما يؤثران بشكل كبير في سلوك الأفراد والمجتمعات ويعملان على تطويرها.
وفي الغالب لا يتم الحديث عن الإعلام الثقافي إلا في إطار الصحافة المتخصصة، مثله مثل الإعلام الرياضي والإعلام السياسي والإعلام الصحي، وهذا ما يفسّر ندرة الدراسات المتعمقة حوله، لاسيما في لغتنا العربية، وحتى في تلك الكتب التي تناولت الصحافة المتخصصة. ففي سنة ١٩٨٦، حينما أصدر الدكتور فاروق أبو زيد الطبعة الأولى من كتابه (الصحافة المتخصصة)، بدأه بصحافة الشؤون الخارجية ثم الصحافة الرياضية ثم صحافة الجريمة، وكرس الفصل الأخير لما أطلق عليه (الصحافة الفنية). ومن الواضح أن الصحافة الفنية التي تناولها أبو زيد في كتابه لا تتقاطع مع المفهوم الشامل للثقافة، إذ أنه لم يتناول فيه إلا النشاط السينمائي والنشاط المسرحي والنشاط الموسيقي والفنون التشكيلية والغناء والدراما في الإذاعية والتلفزيون، وترك جانبا الأدب والقضايا الثقافية الأخرى.
أما إبراهيم خصاونة فقد ميّز في كتابه (الصحافة المتخصصة، دار المسيرة عمان 2012) بين تسعة عشر نوعاً من الصحافة المتخصصة. وكرس الفصل التاسع من كتابه لـ(الصحافة الثقافية)، والفصل الفصل ثاني عشر لـ(الصحافة الفنية).
وفي اعتقادنا، يعدّ الكتاب المنهجي (الصحافة الثقافية)، الذي حرره الكاتب الصحفي د. صالح مشارقة، والذي أصدره مركز تطوير الإعلام بجامعة بيرزيت الفلسطينية سنة 2020، من الكتب القليلة جدا التي تحتويها المكتبة العربية اليوم حول الإعلام الثقافي. وقد قمنا بتقديمه في الفصل الخامس من هذا الكتاب، (التأهيل في الصحافة الثقافية)، الذي ضمناه كذلك بعض المقترحات التي يمكن أن يستفيد منها القراء وطلبة الصحافة والإعلام الراغبون في كتابة تغطيات حول مختلف الأنشطة الثقافية، وتقديم الكتب الأدبية، وإجراء المقابلات مع الشخصيات الثقافية.
أما الفصل الأول من هذا الكتاب فقد تناولنا فيه بشكل موجز العلاقة المتغيرّة بين الإعلام والثقافة. وتناولنا في الفصل الثاني بعض خصائص الإعلام الثقافي التقليدي في الصحف والمجلات والعربية. وكرسنا الفصل الثالث لتقديم بعض اتجاهات الإعلام الثقافي الرقمي وتجلياته في العالم العربي. وفي الفصل الرابع قدمنا المصاعب والتحديات التي تواجه الإعلام الثقافي العربي، وذلك من وجهة نظر عدد من الصحفيين المحليين والعرب. كما أِشرنا إلى مجموعة من المقترحات التي رأينا أنها يمكن أن تساعد الإعلام الثقافي العربي على النهوض واستعادة مكانته الكبيرة التي ظل يحظى بها حتى سبعينيات القرن الماضي.
ونتمنى أن نكون، بهذا الجهد المتواضع، قد أسهمنا في ردم هوة في مكتبتنا التي لا تزال تفتقر للمراجع والمصادر اللازمة لدراسة الإعلام الثقافي في بلادنا.
والله من وراء القصد.

مسعود عمشوش
عدن، 24 سبتمبر 2024