آخر تحديث :الإثنين - 30 سبتمبر 2024 - 04:18 م

عرب وعالم


إسرائيل تستهدف لأول مرة قلب بيروت وتغتال قائد حماس بلبنان

الإثنين - 30 سبتمبر 2024 - 01:48 م بتوقيت عدن

إسرائيل تستهدف لأول مرة قلب بيروت وتغتال قائد حماس بلبنان

عدن تايم/ متابعات

شنت إسرائيل غارة داخل بيروت للمرة الأولى منذ اندلاع حرب غزة الأخيرة مستهدفة شقة تعود لـ"الجماعة الإسلامية"، وأعلنت "الجبهة الشعبية" مقتل ثلاثة من أعضائها في الغارة، بينما نعت حماس مقتل قائدها في لبنان في غارة أخرى.

وأعلنت حركة حماس الفلسطينية الإثنين مقتل قائدها في لبنان في غارة جوية في جنوب البلاد، بينما أوردت وكالة الأنباء الرسمية نبأ غارة استهدفت مخيما فلسطينيا للاجئين.

وقالت الحركة في بيان "ننعى (..)الشهيد القائد فتح شريف أبوالأمين قائد حركة المقاومة الإسلامية حماس في لبنان وعضو قيادة الحركة في الخارج" الذي قتل في"عملية اغتيال إرهابية وإجرامية" استهدفت منزله في مخيم البص في جنوب لبنان.

وجاء في البيان أيضا أنه قتل في الغارة مع زوجته وابنه وابنته.

وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام وقوع غارة جوية استهدفت المخيم قرب مدينة صور في جنوب لبنان، مشيرة إلى أنه "للمرة الاولى" يتم استهداف المخيم.

وكانت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أعلنت في وقت سابق مقتل ثلاثة من أعضائها في ضربة إسرائيلية على بيروت هي الأولى من نوعها التي تستهدف قلب العاصمة اللبنانية منذ بدء التصعيد مع حزب الله إثر هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023.

في الثاني من يناير 2024، قتل نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري، في ضاحية بيروت الجنوبية في ضربة نُسبت إلى إسرائيل.

وأعلنت الجبهة في بيان مقتل كل من محمد عبدالعال (أبوغازي) عضو المكتب السياسي للجبهة ومسؤول الدائرة العسكرية الأمنية، وعماد عودة (أبوزياد) عضو الدائرة العسكرية للجبهة وقائدها العسكري في لبنان، وعضوها عبدالرحمن عبدالعال، "إثر عملية اغتيال غادرة نفذتها طائرات الاحتلال الصهيوني في منطقة الكولا بالعاصمة اللبنانية بيروت فجر الاثنين".

والجبهة الشعبية منظمة فلسطينية يسارية مصنفة "إرهابية" من قبل إسرائيل والاتحاد الأوروبي، وقد ساندت حزب الله اللبناني في عملياته العسكرية التي ينفذها في شمال إسرائيل "دعما" لغزة.

وأظهرت لقطات فيديو عرضتها قنوات تلفزيونية الشقة المستهدفة وقد تهدمت جزئيا بسبب الغارة. فيما ذكر مصدر أمني أن عدد القتلى في الغارة على الشقة السكنية بلغ 4 أشخاص.

ونقلت إسرائيل ثقلها العسكري في الأيام الأخيرة من غزة إلى لبنان الذي شهد هجمات إسرائيلية يومية على أهداف لحزب الله خصوصا، شملت اغتيال الأمين العام للحزب حسن نصرالله.

وتواصلت الهجمات الإسرائيلية، فجر الاثنين، على لبنان، وشملت العاصمة بيروت لأول مرة، والبقاع الشمالي والهرمل، موقعة حصيلة جديدة من القتلى والجرحى.

وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية مقتل 105 أشخاص وجرح 359 جراء الهجمات الاسرائيلية الأحد.

واستهدفت غارات إسرائيلية عنيفة منطقة الكولا في بيروت، وبلدات نحلة، مقنة، يونين، والنبي شيت في البقاع الشمالي، وسقط أكثر من 12 قتيلا في حصيلة أولية للغارات على الهرمل فضلا عن عدد كبير من الجرحى.

وقصفت غارة إسرائيلية الجمارك السورية بمنطقة يابوس عند الحدود مع لبنان.

كما أعلن الجيش الإسرائيلي أن طائراته المقاتلة شنت غارات على عشرات الأهداف التابعة لحزب الله في منطقة البقاع اللبنانية قبل فجر الاثنين.

وغداة هجوم حركة حماس غير المسبوق على إسرائيل في السابع من أكتوبر والذي أدى إلى مقتل 1205 أشخاص غالبيتهم مدنيون وتسبب في اندلاع الحرب المدمّرة في قطاع غزة، فتح حزب الله من لبنان ما سماه "جبهة إسناد" لغزة.

وبعد عام تقريبا على بدء تبادل القصف عبر الحدود، بدأت إسرائيل غارات جوية مكثفة على أهداف لحزب الله في 23 سبتمبر.

وأسفرت الهجمات الإسرائيلية عن مقتل المئات في لبنان منذ الاثنين الماضي، وهو اليوم الذي سقط فيه أكبر عدد من الضحايا منذ الحرب الأهلية اللبنانية بين العامين 1975 و1990.

ووصل وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو إلى لبنان مساء الأحد، وفق ما أعلنت الخارجية، ليكون أول دبلوماسي أجنبي رفيع المستوى يزور هذا البلد منذ تكثيف الغارات الإسرائيلية التي تستهدف حزب الله المدعوم من إيران.

وأبلغ بارو رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي أن باريس تسعى لـ"وقف فوري" للهجمات الإسرائيلية.

وأعلنت السعودية مساء الأحد أنها تتابع بـ"قلق بالغ" تطورات الأحداث في لبنان، مؤكدة ضرورة "الحفاظ على سيادته"، في أول رد فعل سعودي رسمي منذ اغتيال الأمين العام لحزب الله الجمعة.

وأثار العدوان الإسرائيلي على لبنان مخاوف من اندلاع حرب شاملة في الشرق الأوسط.

ودان البابا فرنسيس الأحد الاستخدام "غير الأخلاقي" للقوة في لبنان وغزة، في دعوة إلى اسرائيل لضبط النفس على ما يبدو.

وقال مسؤول أمني إسرائيلي الجمعة إن العمليات العسكرية الإسرائيلية في لبنان تهدف إلى تقليص قدرة حزب الله على مهاجمة إسرائيل والقضاء على القيادة العسكرية للحزب و"تطهير" المناطق الحدودية من المقاتلين.

وتقول إسرائيل إنها تعمل على وقف استهداف حزب الله لشمال أراضيها، وبالتالي السماح بعودة عشرات الآلاف من السكان الذين أجبروا على النزوح.

وعلى جبهة أخرى، قصفت إسرائيل ميناءين ومحطتي كهرباء في محافظة الحديدة بغرب اليمن، غداة إعلان الحوثيين استهداف مطار بن غوريون في تل أبيب بصاروخ بالستي.

وحذّر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بعد الضربات من أنه "ليس هناك مكان بعيد" بالنسبة لإسرائيل.

وأوقعت الغارات الإسرائيلية أربعة قتلى و33 مصابا في اليمن، في حصيلة أولية أوردتها قناة المسيرة التابعة للحوثيين.

من جهة أخرى، أكد الجيش الإسرائيلي أن عملية الجمعة التي قتل فيها نصرالله أدت أيضا إلى مقتل "أكثر من 20 إرهابيا آخرين من مختلف الرتب كانوا موجودين في المقر العام في بيروت تحت مبان مدنية، وكانوا يديرون عمليات حزب الله الإرهابية ضد دولة إسرائيل".

ومن العناصر الذين ذكر الجيش الإسرائيلي أسماءهم إبراهيم حسين جزيني وسمير توفيق ديب وعبدالأمير محمد سبليني وعلي نايف أيوب.

وقالت إسرائيل أيضا إن الشيخ نبيل قاووق، مسؤول وحدة الأمن الوقائي في حزب الله، قُتل في غارة جوية السبت.

ونعى حزب الله قاووق في بيان صحافي الأحد أوردته الوكالة الوطنية للاعلام قال فيه "تزف قيادة حزب الله إلى شعب المقاومة وأمة المجاهدين، وإلى الحوزات العلمية في لبنان والخارج العلامة المجاهد الشيخ نبيل قاووق الذي نال وسام الشهادة الإلهية الرفيع إثر غارة صهيونية غادرة في منطقة الشياح".

وقالت إسرائيل إنها هاجمت 120 هدفا في معاقل الحزب الأحد، شملت وفقا لها مواقع إطلاق صواريخ ومنشآت عسكرية ومستودعات أسلحة.

كذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي أن طائراته المقاتلة شنت غارات على عشرات الأهداف التابعة لحزب الله في منطقة البقاع اللبنانية قبيل فجر الاثنين.

لكن رغم الضربات المتواصلة التي تشنها إسرائيل، أعلن حزب الله عمليات إطلاق صواريخ على شمال إسرائيل، بما في ذلك مدينة صفد.

وأفاد الجيش الإسرائيلي أن حوالي 8 مقذوفات سقطت في مناطق مفتوحة قرب طبريا.

في بلدة روش بينا شمال إسرائيل، كانت مشاعر ماتان صوفر مختلطة. ورغم ترحيب صوفر (24 عاما) ب"الأنباء السارة" عن مقتل نصر الله، إلا أنه تساءل عما إذا "كنا نخاطر بجعل الوضع أسوأ".

وشدّد الرئيس الأميركي جو بايدن الأحد على "وجوب تجنب" اندلاع نزاع إقليمي في الشرق الأوسط.

وقال محللون لوكالة الصحافة الفرنسية إن مقتل نصرالله يترك حزب الله تحت الضغط للرد.

واعتبر علي فايز من مجموعة الأزمات الدولية أن مقتله "لا يغير حقيقة أن إيران ما تزال لا تريد الانخراط بشكل مباشر" في النزاع الدائر.

وبحسب طهران، قضى نائب قائد عمليات الحرس الثوري عباس نيلفوروشان إلى جانب الأمين العام لحزب الله، وحذرت السلطات الإيرانية من أن "هذه الجريمة الشنيعة للكيان الصهيوني الغاصب لن تمر بدون رد".

وقال مصدر مقرب من الحزب إن "جثمان نصرالله انتشل السبت، وجرى غسله وتكفينه الأحد"، مضيفا أنه "لم يُحدد بعد موعد تشييعه ودفنه".

أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان نجيب ميقاتي الأحد أنّ عدد النازحين قد يكون وصل إلى "مليون شخص"، معتبرا أنّ هذه قد تكون "أكبر" عملية نزوح في البلاد.

على المستوى ذاته، أعلن برنامج الأغذية العالمي عملية طارئة لتأمين مساعدات غذائية لمليون شخص متضرّر في لبنان.

وقال هيكو ويمن المتخصص في شؤون المنطقة في مجموعة الأزمات الدولية "إذا لم يرد حزب الله في هذه المرحلة بترسانته من الصواريخ الدقيقة البعيدة المدى، فسنستنتج أنّه ببساطة لا يملك القدرة".

وأضاف "إما أن نشهد رد فعل غير مسبوق من حزب الله... وإما هزيمة كاملة".

وفي غزة، قال الدفاع المدني في القطاع إن الغارات الإسرائيلية الأحد أسفرت عن مقتل عدة أشخاص.

ويواصل الجيش الإسرائيلي هجومه الدامي على حماس في غزة حيث قتل 41595 شخصا معظمهم من المدنيين وفق بيانات وزارة الصحة التابعة لحكومة حماس والتي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.