آخر تحديث :الإثنين - 30 سبتمبر 2024 - 05:31 م

الصحافة اليوم


"تهديد وتصعيد".. ما سيناريوهات المواجهة المقبلة بين إسرائيل والحوثيين؟

الإثنين - 30 سبتمبر 2024 - 03:07 م بتوقيت عدن

"تهديد وتصعيد".. ما سيناريوهات المواجهة المقبلة بين إسرائيل والحوثيين؟

عدن تايم/ إرم نيوز


بين وعيدين أطلقهما الجيش الاسرائيلي من جهة، والحوثيون من جهة ثانية، بعد اغتيال، حسن نصر الله الأمين العام لميليشيا حزب الله، برز تساؤل عن مآلات المواجهة المقبلة بين الطرفين.

واستبعد محللون سياسيون لـ"إرم نيوز"، اندلاع مواجهات في المدى القريب بين إسرائيل وميليشيا الحوثي، إلا إذا استمرت في إطلاق الصواريخ باتجاه تل أبيب.

وأوضحوا أن أولويات الجيش والحكومة الإسرائيلية، تتمثل باستمرار تجريدها لحزب الله من أدواته، وأنه رغما عن ذلك لا يمكن التغافل عن التهديدات الإسرائيلية للحوثيين.

حرب دعائية
ووصف الصحفي والمحلل السياسي فؤاد مسعد، ما يمارسه الحوثيون وإسرائيل "بالتهريج"، مؤكدا أن "الطرفين يمارسان التضليل كل بطريقته، فإسرائيل تضع أولوية للمواجهات في الجنوب مع غزة، وفي الشمال مع جنوب لبنان، والحوثيون أصغر من أن يلحقوا الضرر بإسرائيل".

وأضاف لـ"إرم نيوز " أنه "إذا كانت إيران نفسها عاجزة عن الرد على عمليات الاستهداف المتكررة ضد منشآتها ورموزها فما الذي بإمكان الحوثيين أن يفعلوه؟ ومن ثم فإن ما يعلنه الطرفان لا يخرج عن كونه جزءا من الدعاية والدعاية المضادة التي تتقنها إسرائيل والحوثيون. وإذا كان هناك رد على اغتيال حسن نصر الله، فسوف يأتي من حزب الله، أو من إيران، وليس من الحوثيين".

وأكد مسعد، أن "الحرب الدعائية مستمرة بين الطرفين كضرورة لكل منهما.. يحتاج الحوثيون لهذا النوع من الدعاية والتهديد لكي يكسبوا المزيد من التعاطف بما يخفف عنهم الضغط والسخط الشعبي المتنامي، وكذلك إسرائيل محتاجة للدعاية في مواجهة الحوثيين وبقية أدوات إيران لكي تقدم نفسها كضحية تخوض حربا واسعة ضد عدد من الأطراف والدول".

أخبار ذات علاقة


أولويات
ورأى المحلل السياسي المصري هاني سليمان، مدير المركز العربي للبحوث والدراسات، والباحث في الشأن الإيراني، أن الإستراتيجية الإسرائيلية في هذه الفترة تعتمد على التعاطي والمقاربة الحاسمة الشاملة مع جملة المهددات الخاصة بإسرائيل، وخاصة الجوار، مشيرًا إلى أن الحرب في غزة، وحالة الصمت الدولي شجعت نوعا ما نتنياهو في توظيف السياق الإقليمي والدولي، لمحاولة توسيع هذا الصراع وحالة الانتقام التي يقوم بها من تقليم أظافر ميليشيات إيران مباشرة".

وقال لـ"إرم نيوز"، إن "حزب الله يشكل أولوية لدى نتنياهو في هذا التوقيت، ونجح بشكل كبير في تحويل المعركة من غزة للداخل اللبناني، بما حققه من مكاسب يحاول توظيفها لرفع الضغوط عن نفسه فيما يتعلق بمواجهة المجتمع الإسرائيلي، أو مواجهة المعارضة ودعوات البعض لإقالته، ومن ثم فإن نتنياهو لن يتوقف، سيحاول تفريغ المشهد من أي تهديدات مدعوما بحالة الصمت الدولي والدعم الأمريكي. وهذه المسألة ستستمر".

وأضاف، أن "نتنياهو يضع مسألة تجريف حزب الله من أدواته كأولوية، ثم بعد ذلك، ربما تكون المسألة متعلقة بالميليشيات الإيرانية الموجودة في الداخل السوري".

وأكد سليمان أن "المواجهة مع الحوثيين مؤجلة بشكل كبير لعدة اعتبارات، أولها متمثل في أن إسرائيل قد تضع في أولوياتها المهددات القادمة من حزب الله، والثاني أن خطر التهديد القادم من الحوثيين ليس كما هو الخطر من حزب الله وبعض الأطراف الأخرى؛ فجملة الصواريخ والاستهدافات الخاصة بالحوثيين لم تؤثر أو لم تحقق خسائر أو تهديدا أمنيا مباشرا على إسرائيل منذ بداية الهجمات، ومن ثم بشكل أو بآخر، لاعتبارات خاصة في البعد الجغرافي واعتبارات أمنية، ومحاولة التفرغ حسب الأولويات بالنسبة للجانب الإسرائيلي".

وتابع، أن "القضاء على الحوثيين في اليمن، ليس من أولويات الإدارة الأمريكية، على اعتبار أن الغرض هو تحجيم الحوثيين في مربع معين يسهل السيطرة عليه، ومن المصلحة وجود بعض الأدوات التي يمكن استخدامها للضغط أو الابتزاز لجيرانها من آن لآخر، في ظل إدارة مثل هذه الفواعل وتوجيهها لأهداف أخرى".

ولفت إلى أنه "لا يمكن التغافل عن التهديدات الإسرائيلية للحوثيين، ذلك مؤجل ولن يحدث في الأمد القريب، وسيكون وفقا لضوابط وقواعد اشتباك معينة مختلفة كليا عن مسألة حزب الله، كما أن تصريحات عبدالملك الحوثي في نفس الخط الخاص بإيران وحزب الله، يطغى عليها الجانب العاطفي.. تهديدات، لكنها مجردة من أي فعل مؤثر".

واختتم سليمان بالقول: إن "الوضع الحالي هو ما مكن نتنياهو من استغلاله بشكل كبير، واستطاعته تحقيق العديد من النجاحات التي وظفها بذكاء شديد لتحقيق أغراضه، ومن ثم فإن تصريحات الحوثيين هي ربما للاستهلاك في ضوء الخسائر الكبيرة لمحور المقاومة والممانعة وحالة التهالك والتردي التي تشهدها إيران في هذا التوقيت، وضعف قدرة ميليشياتها على التأثير وعدم اتخاذ قرارات حاسمة فيما يتعلق بالمواجهة مع إسرائيل، وإيران وحزب الله يدفعون ثمن عدم الرد وسياساتهم المرتعشة، والتعاطي البراغماتي من الجانب الإيراني".

إمكانية الحرب
وقال عبدالسلام محمد رئيس مركز أبعاد للدراسات والبحوث: "حاليا نستطيع القول إن اللعبة أصبحت داخل منطقة جزاء الملعب الإيراني، ومن ثم فإن من الصعب جدا أن نقول إن تهديد الحوثيين هو الأقوى؛ فحاليا تهديد إسرائيل هو الأقوى، وربما الأكثر فاعلية، خاصة بعد عملية الاختراق الواسعة جدا للمنظومة الإيرانية بكلها، بشكلها الشامل، وليس لمنظومة حزب الله فقط؛ مما أدى إلى انهيار الحزب في ثلاثة أيام والوصول لرأس قيادته".

وأضاف لـ"إرم نيوز"، أن "هذه الاختراقات، قد تكون أدت كذلك لاختراق واسع للحركة الحوثية ومعرفة هيكلها التنظيمي، ومواردها، ومقراتها، ومخازن سلاحها، ومن الصعب جدا حتى لعام واحد أن تستطيع الحركة الحوثية تغيير ذاتها في الواقع اليمني".

وأشار رئيس، إلى أن "الحوثيين ربما لديهم عامل مختلف، عن حزب الله، متمثلا في أن كثيرا من غرف عملياتهم ومخازنهم بعضها في كهوف بباطن الجبال، وهذا قد يكون من الصعب استهدافه، ولكن بمثل القنابل التي رميت على مقرات حزب الله والوصول لأكثر من 14 دوراً تحت الأرض، فهذا يجعل من الممكن جدا استهداف هذه المخازن، وربما خبرة الولايات المتحدة في الحرب على طالبان في تورا بورا، في أفغانستان، قد تنتقل إلى الإسرائيليين، ويكونون قادرين على اختراق هذه التحصينات الجبلية".

وقال، إن إمكانية اندلاع الحرب تحدث في حالة واحدة فقط، "إذا استمر الحوثيون في ضرب الصواريخ على تل أبيب"، مشيرا: "إذا كانت هناك حرب أو جدية متبادلة أو استمرار لإطلاق الصواريخ من قبل الحوثيين، فقد يكون هناك احتمال لأن يصل الإسرائيليون لزعيمهم عبدالملك الحوثي، كما فعلوا مع قيادة حزب الله".