في أعماق محافظة لحج ، حيث تتلاطم أمواج الحياة اليومية ، تعيش قصص بطولة وصمود لا تُنسى .قصص كُتبت بدماء الشهداء ، وأسسّت على جراح الجرحى ، ففي كل منزل ، وفي كل قلب ، هناك حكاية *ألم وخسارة* ، وحكاية *صبر وعطاء*. أسر الشهداء والجرحى في لحج تعيش اليوم معاناة حقيقية، تتجسد في واقعهم اليومي الذي يزداد صعوبة مع مرور الوقت. هؤلاء الأبطال الذين ضحوا بأرواحهم وأجسادهم في سبيل الوطن وحرية الجنوب، تركوا خلفهم أسرًا تكافح من أجل البقاء وسط ظروف معيشية قاسية. تلك الأسر التي فقدت معيلها أو أُصيب بأذى دائم، باتت تعاني من إهمال واضح، مما يجعلها في أمسّ الحاجة إلى الرعاية والاهتمام.
في ظل هذا الوضع المتردي، توجه أسر الشهداء والجرحى نداءها إلى الأخ القائد عيدروس الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، وإلى الأخ وضاح الحالمي، رئيس انتقالي لحج، للنظر بعين الرحمة إلى أوضاعهم التي لا يمكن تجاهلها. فهم لا يطلبون الكثير، بل يطالبون بأبسط حقوقهم الإنسانية: حياة كريمة لهم ولأبنائهم، ورعاية صحية وتعليمية تحفظ لهم كرامتهم.
تتحدث الأسر عن مشاكل عدة تواجهها، بدءًا من ضعف الرعاية الصحية، حيث يعجز الجرحى عن الحصول على العناية الطبية اللازمة، مرورًا بالأوضاع المعيشية الصعبة، حيث يكافح الكثيرون لتوفير لقمة العيش لأبنائهم، وصولًا إلى افتقارهم للدعم الاجتماعي والنفسي الذي يحتاجونه في ظل هذه الظروف القاسية.
لقد ضحى أبناؤهم من أجل الدفاع عن الجنوب، واليوم يعيشون هم وأسرهم في عزلة عن الاهتمام والدعم الذي يستحقونه. هذه الرسالة تأتي كتذكير بحجم التضحيات التي قدمها الشهداء والجرحى، وكدعوة إلى قيادتنا الوطنية لتقديم الدعم اللازم لهم، وتأمين حياة كريمة تليق بعظمة تلك التضحيات.
إن أسر الشهداء والجرحى لا يبحثون عن امتيازات أو مكاسب، بل عن اهتمام يرفع عنهم عبء الحياة الثقيلة ويخفف من معاناتهم اليومية. إنهم يناشدون قيادتهم للنظر إليهم بعين الرحمة والإنصاف، فالتقدير الحقيقي لتضحياتهم يبدأ بتوفير الرعاية الكاملة لهم ولأبنائهم، كي يشعروا أن تضحيات أحبائهم لم تذهب هباءً، وأن الوطن الذي ضحوا من أجله لن ينساهم.
هذه الرسالة الموجهة إلى الرئيس عيدروس الزبيدي والأخ وضاح الحالمي هي نداء مستعجل لإحياء الأمل في نفوس هؤلاء الذين أعطوا الوطن كل ما يملكون، في انتظار أن يُمنحوا ولو جزءًا بسيطًا من التقدير والرعاية التي يستحقونها. فهل ستصل..؟