“فيكتور بوت” المعروف عالمياً بتاجر الموت يتجه إلى اليمن لتمرير بيع صفقة سلاح روسية، تم الإتفاق بشأنها مع بوتين أثناء زيارة الوفد الحوثي لموسكو في أغسطس الماضي حسب - وول ستريت جورنال - .
فيكتور كان سجيناً في الولايات المتحدة، وتم الإفراج عنه في تبادل السجناء مقابل لاعبة كرة السلة الإمريكية بريتني ، ليعود ثانية لتنفيذ مهام بوتين السرية والمتوارية عن الدبلوماسية الدولية، في إغراق مناطق النزاعات والتوترات بالسلاح الروسي مقابل المال وتوسيع النفوذ.
صفقة الحوثي لم تصل بعد إلى لصواريخ بعيدة ومتوسطة المدى ، ولكنها رسالة روسية واضحة للغرب ، ذات بعد سياسي مفادها أننا نتحضر لإستخدام حرب اليمن وتسليح الحوثي المنبوذ دولياً، كورقة ضغط للحد من إمدادات واشنطن والغرب لأوكرانيا بالسلاح ، وفرض مقاربة رعب : ضرب العمق الروسي مقابل ضرب السفن الإمريكية في البحر الأحمر.
الولايات المتحدة على لسان مبعوثها لليمن ليندر كينج، أعربت عن تذمرها من إنفتاح الإتحاد الروسي على الحوثي تسليحياً، على الرغم من الإتفاق الثنائي بين موسكو وواشنطن، على دعم الجهود السلمية والتمسك بالحل السياسي لحرب اليمن.
حتى الآن فان صفقة “تاجر الموت” فيكتور بوت هي عبارة عن شحنات من السلاح الخفيف والمتوسط وصواريخ متقدمة ضد الدروع ، ولكنها لن تكون الصفقة الوحيدة، حيث توسيع نطاقها وشمولها للصواريخ المضادة للسفن، يبقى ذات صلة بمدى قراءة الغرب لمدلولات الرسالة الروسية ، والبدء بالتقليل من ضخ السلاح لأوكرانيا، والحد من منحها الضوء الأخضر في قصف العمق الروسي.
الدبلوماسية الروسية حتى الآن تنهج سياسة تمرير الرسائل وبيع السلاح عبر القنوات غير الرسمية ، أي تاجر الموت الذي هو عضو قيادي في حزب بوتين ، ولكن يمكن لها الإنتقال إلى تزويد الحوثي رسمياً بالسلاح بعيد المدى ، وتحويل اليمن إلى ملف يتشابك مع ملفات الصراعات الدولية، وطرحه في بازار المساومات وعملية تبادل الصفقات.
الحوثي يبحث عن منافذ لتعويض فاقد السلاح، وتسويق نفسه كمرتزق صغير بيد اللاعبين الدوليين ، ولا يعنيه اليمن في شيء طالما يجاهر بعدم ولائه الوطني ، ولا يخفي تبعيته لعمقه المذهبي وإرتهانه لمصالح إيران.
الإمامة لها سابق التعاطي مع المرتزقة أثناء حربها مع الجمهورية ، من المرتزق الدولي “بوب دينار” ، وحتى تاجر الموت الروسي “فيكتور بوت” ، إنه إرث متصل من الإمام الجد إلى الإمام الحوثي الحفيد.