بقلوبٍ يملأها الحزن والأسى تلقينا نبأ وفاة العميد حسين أحمد عبد القوي مدير عام شرطة المرور بمحافظة أبين للأعوام ١٩٨٧-١٩٩٤م.
لكم كان هذا الرجل أصيلاً وصادق ونزيهاً!
يمكنني القول وبلا تردد أن هذا الحسين كان أفضلَ من تولى إدارة مرور محافظة أبين مع كل التقدير والاحترام لكل من خدم في هذا الموقع قبله أو بعده.
لقد حباه الله بأخلاق فاضلة قلما تمتع بها مسؤول حكومي، مما جعله يحظى بحب وتقدير كل الذين تعرفوا عليه وتعاملوا معه.
لم يعرف التجهم وجهه، ولم يرفع صوته يوماً في وجه أحد من المرؤوسبن أو المخالفين أو حتى أصحاب السوابق.
كانت الابتسامه وبشاشة المحيا رسالته التي تسبق قدومه أو حديثه.
لن أتحدث عن انعدام الفساد والرشوة وبيع رخص السواقة دونما تدريب لمن هب ودب، لأن هذه الظواهر كانت منعدمةً ومحرمة ويخجل من يفكر حتى مجرد التفكير بتعاطيها، لكنني أتحدث عن ديناميكية العمل وسلاسته والتعامل الإنساني من قبل الفقيد وكل زملائه ومرؤوسيه مع من يدخل مكتب المرور لقضاء شأنه هناك.
كان حسين صورة الموظف(القائد) المثالي الذي لا يشغله إلا أداء وظيفته وخدمة الناس وإنجاز معاملاتهم بأسرع وقت وعلى أكمل وجه.
كل هذه السجايا التي تحلى بها الفقيد لم تكن معزولةً عن انشغال الفقيد بالهم الوطني والمجتمعي، ولهذا فقد قدم حسين نموذجا راقياً ومثالياً للموظف الذي يخدم الوطن والمواطن قبل أن يخدم وظيفته ومركزه.
ويوم إن جرى عزله من عمله بعد الحرب اللعينة إياها، عاد إلى منزله راضيًا مبتسماً كعادته ساخراً من الزمن وتقلباته مؤمناً أن زمن النزاهة والاستقامة والوفاء والإخلاص للوطن والمواطن قد ولّى (ولو إلى حين)، وأن الزمن القادم لا مكان فيه للشرفاء والمخلصين والنزيهين من أمثاله، مكتفيا بالثروة التي حصدها خلال فترة عمله في هذا الموقع الحيوي المتصل بالناس ومصالحهم، والثروة التي أقصدها هي حب الناس وتقديرهم واحترامهم لشخصه ولما تميز به من اخلاقيات سامية وسلوكيات حميدة.
أسأل الله أن يرحم فقيدنا العميد حسين أحمد عبد القوي وأن يغفر له ويتوب عليه ويسكنه فسيح جناته.
وأتقدم بصادق مشاعر العزاء والمواساة إلى أهله وأولاده وجميع أفراد أسرته وكل زملائه ورفاقه ومرؤوسيه السابقين.
وأخص بالعزاء والمواساة أخي وصديقي صهره الشاعر عادل أحمد سند السميطي وإخوانه وكل أهلنا الجرور والسميطة ومديريتي سرار ورصد عامة ويافع جميعها ومحافظة أبين كافة.
وإنا لله وإنا إليه راجعون.