شهدت مواقع التواصل الاجتماعي في محافظة لحج مؤخرًا انتشارًا واسعًا للذباب الإلكتروني، الذي يُستخدم كأداة للهجوم على كل من ينتقد سلطة المحافظة. هذه الحسابات الوهمية أو المدفوعة تعمل بتنظيم دقيق، وتُشن حملات مكثفة بهدف إسكات الأصوات وكبح أي محاولات للكشف عن أوجه القصور أو الفساد في أداء السلطة المحلية.
يتمثل دور الذباب الإلكتروني في تشويه صورة المنتقدين من خلال نشر معلومات مغلوطة أو القيام بحملات تشويهية، تُظهر الانتقادات وكأنها محاولات مغرضة للإضرار بالاستقرار أو تنفيذ أجندات خارجية. هذه الهجمات لا تقتصر على المواطنين فقط، بل تطال الصحفيين والنشطاء وكل من يُسائل أو يُعبر عن رأي مخالف لتوجهات السلطة.
تُنفذ هذه الحملات على نطاق واسع بهدف خلق وهم بأن هناك تأييدًا شعبيًا للسلطة المحلية في لحج، وبأن الانتقادات لا تمثل إلا قلة تسعى للإضرار بمصالح المحافظة. في الواقع، يُعد هذا التكتيك وسيلة لتوجيه النقاش بعيدًا عن القضايا الحقيقية التي تواجه لحج، مثل ضعف الخدمات العامة، الفساد المستشري، وسوء الإدارة، بهدف إبقاء الأوضاع كما هي وحماية المصالح الشخصية المرتبطة بالسلطة.
هذا الاستخدام المكثف للذباب الإلكتروني يعكس توجهاً لقمع حرية التعبير وتكميم الأفواه، مما يؤدي إلى تزايد حالة الاحتقان بين المواطنين الذين يشعرون بأن أصواتهم تُكمم وأن مشاكلهم الحقيقية يتم تجاهلها.