آخر تحديث :الجمعة - 01 نوفمبر 2024 - 04:31 م

الصحافة اليوم


قائد في الجيش: جاهزون لمعركة الخلاص من الحوثيين و"المحور الإيراني"

الخميس - 31 أكتوبر 2024 - 12:42 م بتوقيت عدن

قائد في الجيش: جاهزون لمعركة الخلاص من الحوثيين و"المحور الإيراني"

تقرير أشرف خليفة عبداللاه سميح

قال نائب مدير المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية العقيد د. صالح القطيبي، إن القوات "ملتزمة بتوجيهات القيادة السياسية التي تتفق مع بنود الهدنة الأممية الإنسانية وججهود السلام"، مؤكداً أن "القوات المسلحة تخوض معركة ضد مليشيا الحوثي والمحور الإيراني الداعم لها منذ عقد ومستعدون لتخليص اليمن من الحوثي والمحور الإيراني".


وأوضح أن "القوات ومن خلفها الشعب اليمني، في أتم الجاهزية وعلى أهبة الاستعداد لخوض معركة الخلاص من كابوس الشر المتمثل بالحوثيين، للقضاء على ثالوث الجوع والجهل والمرض، الذي سببوه لهذا الوطن"، وفقاً لتعبيره.


وشدد القطيبي، في حوار صحفي مع "إرم نيوز"، أن "صبر الحكومة الشرعية، أمام تمادي ميليشيات الحوثي، وجرائمها بحق اليمنيين، وتنصلها عن كل الاتفاقيات التي وقعتها برعاية الأمم المتحدة، أوشك على النفاد".


وأفاد القطيبي، بأن "القوات المسلحة ملتزمة بتوجيهات القيادة السياسية التي تتفق مع بنود الهدنة الأممية الإنسانية وجهود السلام التي تقودها الأمم المتحدة بدعم الأشقاء في التحالف"، منوهًا بأن "نهج مجلس القيادة الرئاسي واضح، وهو استعادة الدولة وإحلال السلام الدائم والشامل، سلمًا أو حربًا".


كما أوضح القطيبي: "التزامنا بضبط النفس ليس ضعفًا، وإنما من موقع قوّة وقدرة على الفعل الميداني، وهو ما لا يوجد لدى العدو الحوثي الذي يعتمد على الخداع والتضليل بمساعدة منظومة الدعاية الإيرانية والتعلق بأستار القضايا العادلة".


وشدّد القطيبي، خلال الحوار، أن "القوات المسلحة ومعها المقاومة الشعبية والشعب اليمني بأكمله، لا ينقصه القدرة على استعادة الحديدة وصنعاء وكل شبر في اليمن"، مُبيّنًا: "إنما الحكومة تحكمها قوانين واتفاقيات ومبادئ وعلاقات دولية".


ولفت إلى أن، إطلاق عملية عسكرية، لتحرير المحافظات اليمنية كافة الخاضعة لسيطرة الحوثيين من عدمه "يعتمد على موقف الطرف الآخر، وعلى قرار الحكومة اليمنية الشرعية وتقديرها للموقف، وتأكّدها من أنها وصلت إلى طريق مسدود مع الميليشيا الحوثية وولي أمرها النظام الإيراني".


وهنا نص الحوار:


ضَعنا في صُلب آخر التطورات الميدانية ومستجدات جبهات القتال؟


كما تتابعون، لا توجد تحولات كبيرة في الأوضاع الميدانية، إنما نشهد تصعيدًا من جانب العدو الحوثي في أكثر من جبهة، خصوصًا جبهات مأرب والحديدة وتعز والضالع ولحج.


بالنسبة لنا في القوات المسلحة ملتزمون بتوجيهات القيادة السياسية والعسكرية، وملزمون بالهدنة الأممية الإنسانية منذ إعلانها في أبريل 2022، وتقتصر تحركاتنا الميدانية على الرد على مصادر النيران وردع أي تحركات معادية.


تشهد العديد من الجبهات تحركات حوثية وتعزيزات عسكرية لقواتها فيها.. كيف تنظرون إلى ذلك؟


ليس في العديد من الجبهات وإنما تحركات ميليشيا الحوثي تشمل كل الجبهات، سواء باستحداث تحصينات وحفر أنفاق وخنادق أو حشد تعزيزات، وهذا ليس مستغربًا، فنحن ندرك أن عقيدة الجماعة قائمة على هذا الأمر.




منذ بداية تمرّد هذه العصابة ضد الدولة قبل عقدين من الزمن في شمال البلاد، وهي تستغل الوساطات والهدن والاتفاقيات لالتقاط أنفاسها وتعزيز موقفها الميداني، والشعب اليمني يدرك جيدًا طبيعتها التي تتسم بالغدر ونقض العهود والمواثيق.


نحن في القوات المسلحة أكثر من يدرك هذا الأمر، ولدينا حساباتنا، ونستعد لكل الاحتمالات، ولدينا الإيمان والعزم على هزيمة هذه العصابة مهما كلفنا الأمر، وخلفنا الشعب اليمني والعالم الذي عرف حقيقة الجماعة.


مؤخرًا رفعت العناصر الحوثية من وتيرة هجماتها وتنفيذ محاولات تسلل في عدد من الجبهات، فضلًا عن شن هجمات وقصف المدن السكنية والمناطق المأهولة في استهداف واضح للأهالي والمدنيين.. ويقتصر دور القوات المسلحة على رد الهجمات واحباط محاولات التسلل.. إلى متى ستستمر قوات الجيش مجرد ردّ فعل فقط لفعل الحوثيين؟


مثلما أسلفت؛ القوات المسلحة ملتزمة بتوجيهات القيادة السياسية التي تتفق مع بنود الهدنة الأممية الإنسانية وجهود السلام التي تقودها الأمم المتحدة بدعم الأشقاء في التحالف، ومع هذا نهج مجلس القيادة الرئاسي واضح وهو استعادة الدولة وإحلال السلام الدائم والشامل سلمًا أو حربًا.


والتزامنا بضبط النفس ليس ضعفًا وإنما من موقع قوّة وقدرة على الفعل الميداني، وهو ما لا يوجد لدى العدو الحوثي الذي يعتمد على الخداع والتضليل بمساعدة منظومة الدعاية الإيرانية والتعلق بأستار القضايا العادلة كما تتابعون منذ أواخر العام الماضي.


أما مسألة، إلى متى سيستمر هذا الحال، فلا أظن أن هذا الوضع سيستمر كثيرًا خصوصًا مع تمادي المليشيا الحوثية في جرائمها بحق المدنيين ومحاولة حصارهم وتجويعهم وتنصلها من كل الاتفاقيات التي وقعتها برعاية الأمم المتحدة. معاناة الشعب اليمني أصبحت لا تطاق، وصبر الحكومة الشرعية أوشك على النفاد، والقوات المسلحة وخلفها الشعب اليمني في أعلى درجات الجاهزية لخوض معركة الخلاص من كابوس الشر وثالوث الجوع والجهل والمرض.


ما الذي يمنع الجيش اليمني والوحدات والتشكيلات العسكرية الموالية له عن تنفيذ عملية عسكرية هجومية تدحر الحوثيين وتُحرر المحافظات الخاضعة لسيطرتها؟


نحن قوات مسلّحة تلتزم بأوامر قيادة سياسية وعسكرية، والقيادة ممثلة بالحكومة ومجلس القيادة الرئاسي حريصون على دماء وأرواح اليمنيين ويلتزمون بأقصى درجات ضبط النفس لإتاحة الفرصة أمام جهود السلام الإقليمية والدولية، وإسقاط الحجة أمام الشعب أولاً والعالم ثانيًا.


ورغم أن موقف المليشيا الحوثية أصبح معروف سلفًا وكما أثبتته خلال السنوات الماضية إلا أن القرار-كما تعلم- ليس بيدها وإنما بيد النظام الإيراني الذي أوجدها وكوّنها ومنحها القدرة على الحركة والكلام، والنظام الإيراني سبق وأن أعطى إشارات لوسطاء السلام الإقليميين والدوليين بأنه سيوجه ذراعه بالتعاطي الإيجابي مع جهود السلام.


وفي كل الأحوال، نحن أبناء هذه الأرض ومن نعاني طيلة 20 سنة من تداعيات الحروب التي تشنّها هذه الميليشيا الإرهابية ضد الدولة والشعب، ونعي أن البلاد لن تستقر إلا باجتثاثها واستئصالها كل الأيادي التي تمد لها حبل النجاة.


هل تفضلون تحقيق السلام في اليمن عبر الطرق السلمية والأُطر التفاوضية السياسية أم الحلول العسكرية من خلال إجبار الحوثيين على الالتزام بالسلام؟


بالتأكيد، هذا ما أعلنه مجلس القيادة الرئاسي منذ البداية، وقبلها أعلنته الحكومة مرارًا منذ بداية حروب الجماعة ضد الدولة في محافظة صعدة عام 2004، وصولًا لاجتياحها العاصمة صنعاء بدعم إيران أواخر عام 2014.


ولهذا، موقفنا واضح نريد سلامًا عادلاً شاملًا دائمًا وفق المرجعيات الثلاث المتوافق عليها محليًا وإقليميًا ودوليًا.




والجميع يعلم أنه في حال عدم حدوث هذا فإن الخيار الإجباري سيكون الحرب، ولكن هذه المرّة سيكون الخاسر هو الميليشيا الحوثية التي ستخسر كل شيء. فشعبنا الذي منحها السلام والتعايش لن يكرر العرض مرة أخرى.


إلى أين وصلت خارطة السلام المُجمّدة.. وهل تتوقعون إذا نُفذت سيلتزم بها الحوثيون أم سيكون التزاماً مؤقتاً ويشعلون الحرب مرةً أخرى؟


مثلما قلت "مجمّدة" ومن جمّدها هو مليشيا الحوثي التي أعلنت الموافقة عليها ثم ذهبت للتصعيد خارج حدود البلاد، وهي أحد مظاهر الألاعيب الحوثية المكتسبة من النظام الإيراني المتطرّف الذي أجاد المناورة في ظل الدلال الأوروبي والأمريكي له.


وهذا الدلال ليس عجزًا غربيًا عن إسقاط النظام الإيراني وإنما الغرض منه تسمينه وإكسابه القدرة والخبرة لابتزاز دول المنطقة وإضعاف شعوبها لتوفير الحماية لإسرائيل، ما ظهر جليًا في الأحداث الأخيرة؛ إذ ظهر المحور الإيراني خطًّا أول للدفاع عن إسرائيل وتمكينها من تنفيذ جرائم الإبادة الجماعية بحق أهلنا في فلسطين لأوّل مرّة بهذه البشاعة منذ 7 عقود.


كلّف عبث ميليشيا الحوثي لتحقيق مكاسب ذاتية وتنفيذ أوامر طهران لاستغلال حرب غزة من خلال هجماتها باتجاه إسرائيل وتهديد الملاحة الدولية.. اليمنيين والبنية التحتية في الحديدة الكثير.. أين دور القوات اليمنية المسلحة من كل هذه الأحداث؟


بالنسبة لموقف القوات المسلحة هو موقف الحكومة اليمنية الشرعية المعترف بها دوليًا وهو موقف الشعب اليمني.


بالنسبة للقضية الفلسطينية موقف اليمن- رسميًا وشعبيًا- ثابت وداعم للقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني الشقيق منذ 48 وهو موقف مشرّف ومعروف ولا جدال فيه.


بالنسبة للفوضى والعبث كما وصفته، فهو ليس جديدًا على شعبنا اليمني؛ فالميليشيا الحوثية منذ بداية حروبها ضد الدولة اليمنية والشعب اليمني وهي تمارس التخريب والتدمير لمؤسسات الدولة ومقدرات البلاد، وصولًا إلى تدمير منازل المواطنين وممتلكاتهم. فالمشروع الذي تحمله الميليشيا الحوثية هو مشروع موت ودمار عابر للحدود.


وهذا ما دفعنا لقتال الحوثية ومواجهتها منذ البداية، وهو ما دفع الشعب اليمني لإسناد القوات المسلحة، وهو ما دفع الأشقاء في تحالف دعم الشرعية لدعمنا ومساندتنا، وهو ما دفع الأمم المتحدة والعالم لدعم موقف الحكومة اليمنية الشرعية.


هل الجيش اليمني بصدد إطلاق عملية عسكرية واسعة لتحرير اليمن من الحوثيين؟


القوات المسلحة اليمنية تخوض معركة ضد مليشيا الحوثي والمحور الإيراني الداعم لها منذ نحو 10 سنوات، وما حصل هو تعليق مؤقت للعمليات العسكرية لإتاحة الفرصة أمام جهود الوساطة الإقليمية والدولية.


وأعتقد إطلاق عملية عسكرية من عدمه يعتمد على موقف الطرف الآخر، وعلى قرار الحكومة اليمنية الشرعية وتقديرها للموقف وتأكّدها من أنها وصلت إلى طريق مسدود مع الميليشيا الحوثية وولي أمرها النظام الإيراني.


لماذا على الأقل لا تكون هناك حملة عسكرية لاستعادة الحديدة، ومن ثم إفقاد الحوثيين أهم المحافظات الاستراتيجية في تهديد الملاحة الدولية فضلًا عن استغلال مينائها في تهريب الأسلحة إلى الداخل.. وبالتالي شلّ حركتها بشكل شبه تام؟


القوات المسلحة ومعها المقاومة الشعبية والشعب اليمني بأكمله، لا ينقصه القدرة على استعادة الحديدة وصنعاء وكل شبر في اليمن. إنما الحكومة تحكمها قوانين واتفاقيات ومبادئ وعلاقات دولية، وكما تعلمون كانت قواتنا المسلّحة على أعتاب مدينة الحديدة، وما حدث من تدخلات أممية ودولية لاعتبارات إنسانية والتزامات بإجبار المليشيا الحوثية على التعاطي الإيجابي مع جهود السلام وتخفيف المعاناة الإنسانية هي ما أوقفت العمليات العسكرية. ولدينا القدرة على استعادة الحديدة وما بعدها في حال أصرّت الميليشيا الحوثية على التنصّل من الاتفاقيات الدولية وعدم احترام جهود السلام.


ختامًا.. هل بمقدرة الجيش اليمني مجابهة الحوثيين في ظل تطورهم العسكري المتواصل؟


بالتأكيد، الميليشيا الحوثية في أضعف حالاتها، وتابعتم كيف ظهر ضعفها وعجزها أمام المواطنين العزّل في المناطق الخاضعة لسيطرتها الذين طالبوها فقط بالمرتبات والخدمات، فكيف بالقوات المسلحة والمقاومة الشعبية وعموم الشعب، وبدعم الأشقاء في التحالف والمجتمع الدولي.


بل إن الميليشيا الحوثية زادت ضعفًا بشكل أكبر خلال السنتين الماضيتين فقد ظهرت كل تناقضاتها؛ ففي الوقت الذي ترفض حصار الكيان الإسرائيلي للشعب الفلسطيني تواصل حصار ملايين اليمنيين في تعز وفي عموم البلاد. وفي الوقت الذي تطالب الكيان الصهيوني بإطلاق الأسرى الفلسطينيين تواصل حملات اختطاف اليمنيين من الشوارع والمنازل.


وفي الوقت الذي تطالب العالم بإغاثة الشعب الفلسطيني تمنع وصول المساعدات الإغاثية التي يقدمها العالم إلى اليمنيين، وفوق هذا تفرض جبايات دورية على الشركات والتجار وعموم المواطنين وتمارس كل أشكال الاضطهاد ضدّهم.


وإجمالاً، فإن الميليشيا الحوثية هي نقيض ما تقوله آلتها الإعلامية ومنظومة الدعاية الإيرانية الممتدة في المنطقة، والشعب اليمني ينتظر لحظة الخلاص، وحينها ستكون كابوسًا مؤلمًا تلاشى حينما أفاق شعبنا وتمرّد على رغباته.