في ظل الصراع المستمر في اليمن، تمكنت مليشيات الحوثي من توسيع نفوذها بشكل كبير، حيث ابتلعت الشمال بالكامل وأجزاء واسعة من الجنوب، لكن مع تصاعد المقاومة الجنوبية، بدأت الأمور تتغير بشكل جذري، فقد تمكنت هذه المقاومة من إعادة الحوثيين إلى خطوط التماس القديمة التي تعود لما قبل عام 1990، مما يعكس قوة الإرادة الجنوبية في مواجهة هذه المليشيات.
تعد المكونات الكرتونية التي يتبناها الأحزاب المطروده والمتواطئة مع الحوثي جزءًا من استراتيجيتهم للسيطرة على الأراضي، هذه المكونات، التي تفتقر إلى القوة والشرعية، تحاول إعادة إنتاج نفسها في المشهد السياسي، مما يثير تساؤلات حول نوايا الحوثيين الحقيقية، فمحاولة إحياء هذه الكيانات الهشة ليست سوى محاولة لتمرير صفقة سرية مع الحوثي، حيث يجري كل ذلك في غرف مغلقة وبعيدًا عن أعين الشعب، بمساعدة أمريكا الراعي الرسمي للخراب في البلاد لتمكين الشيعة كما عملت في كثير من بلدان العرب.
لقد سُقيت الأراضي المحررة وخصوصا للجنوبية بدماء قوافل من الشهداء والجرحى، الذين ضحوا من أجل استعادة هويتهم وكرامتهم، إن هذه التضحيات ليست مجرد أرقام أو قصص تُروى، بل هي جزء من تاريخ عريق يروي قصة نضال شعبٍ عانى الكثير، ومع ذلك، فإن محاولات الحوثيين والقوى الشمالية المتواطئة معها لاستعادة السيطرة على هذه الأراضي تعكس عدم احترامهم لهذه التضحيات.
وتجسد المقاومة الجنوبية الأمل في المستقبل، حيث يقف الأبطال في وجه الحوثيين، مدافعين عن أرضهم وحقوقهم، إن المقاومة ليست مجرد رد فعل على الاعتداءات الحوثية، بل هي إرادة شعبية تعبر عن حقه في الحرية والسيادة، ومع كل خطوة يخطوها الحوثيون نحو إعادة السيطرة، تزداد قوة المقاومة، مما يؤكد أن الشعب الجنوبي لن يتراجع عن نضاله.
#لن-تمرو هي صيحة حق أطلقها الجنوبيون، تعبر عن تصميمهم على عدم السماح للحوثيين وامريكا واعوانها من المكونات الكرتونية أو أي قوى خارجية بالسيطرة على أراضيهم، إن هذا الشعار ليس مجرد كلمات، بل هو تعبير عن إرادة شعب بأسره، عازم على حماية هويته وثقافته.
في النهاية، تبقى معركة بلادنا معقدة، لكن الأمل في تحقيق السلام والحرية لا يزال قائمًا، يجب على كل الأطراف المعنية أن تدرك أن التضحيات التي قدمها الشعب لا يمكن أن تذهب سدى، وأن المقاومة الجنوبية ستظل صامدة في وجه كل التحديات، مهما كانت طبيعتها.