شهد موقع استشهاد الصحفية رشا الحرازي وجنينها، صباح اليوم وقفة تضامنية، نظمها عدد من الزملاء الصحفيين والنشطاء لتكريم الشهيدة رشا وتأكيد العزم على مواجهة موجة العنف التي طالت الصحفيين والمدنيين على حد سواء من الجماعات الإرهابية المتمثلة بالحوثيين والقاعدة.
وهدفت الوقفة إلى تسليط الضوء على قضية استهداف الزميل الصحفي محمود العتمي في الـ9 من نوفمبر 2021، بواسطة عبوة ناسفة وضعت في مركبته، ما أدى إلى استشهاد زوجته الزميلة المصورة رشا الحرازي وجنينها.
وفي الوقفة أدلى الصحفي محمود العتمي أدلى ببيان للقنوات الفضائية قال فيها :
من عدن.. حيثُ قابلنا الموتَ وجهًا لوجه.. حيثُ تصاعدَت روحَي رشا الحرازي وجنينِها..
عدنا لنطالب بتحقيقِ العدالة،
لنحيي اليومَ العالمي لإنهاءِ الإفلاتِ من العقاب.
لنحثُ السلطاتِ والجهاتِ المعنيةِ على بذلِ مزيدٍ من الجهودِ للكشفِ عن الجناةِ وإنزالِ الجزاءِ الرادعِ بهم.."
بيان صادر عن الوقفة:
"من هنا.. حيثُ قابلنا الموتَ وجهًا لوجه.. حيثُ تصاعدَت روحَي رشا الحرازي وجنينِها.. واختلطت دماؤنا لتروي بذرةَ نضالٍ مريرٍ في وجهِ مشاريعِ الموت.. من هنا نعود.
لقد كان موتًا، وولادةً من الخاصرة.. وها نحنُ نعودُ اليوم.. من نفسِ المكان.. نقفُ على مسرحِ الجريمة.. لنؤكدَ -بعدَ كلِ ما مررنا به من آلام- أن هذهِ المدينةَ لن تستسلِم لخيالاتِ القتلة، وأن هذهِ الجريمةَ كانت واحدةً من عشراتِ الجرائمِ المماثِلةِ لها، والتي استهدفت الأبرياءَ المدنيين والعسكريين، بينهم قضاةٌ وصحفيون وناشطون.. نعودُ اليوم لنؤكدَ أن مدينتنا -كأي مدينة على هذه الأرض- تستحقُ الحياة.
لم تكن رشا الحرازي وجنينُها مجردَ رقمٍ في حادثٍ مؤسف، أو اسمانِ في قوائمِ ضحايا الاغتيال، بل هو مخططٌ للفوضى، دُبر بعنايةٍ، لاستهدافِ السكينةِ العامة، وبثِّ الخوف، وإجهاضِ أي محاولةٍ لتطبيعِ الحياة.
في آخرِ تدوينةٍ كتبتها الفقيدةُ في مذكراتِها
قالت رشا إن "أمنياتَها مستقبلا تكوينُ أسرةٍ مستقرة وكيانٍ عائلي نموذجي، أن تحقق حلمَها بأن تصبحَ مصورةً عالمية، أن يضمنَ مستقبلُنا نجاحاتٍ مشتركة، وان تنهي الحرب ويلتمَ شملُنا بجميعِ احبائِنا". كان ذلكَ قبلَ أن تطالَها أيادى الغدر، لتتحولَ إلى قصةٍ أخرى، تلهمُ العديدَ حولَ العالم، بالطريقةِ الأصعب.
كانت رشا أمّا وصحفية.. آمنتْ بدورِها التربوي كصانعةٍ للأجيال.. لم تنل مشاغلُ الحياةِ من أمومتِها، ولم تنل أمومتُها من طموحِها.. ~لقد كانت رشا - وهي في طريقِها لوضعِ مولودِها - نموذجًا لكفاحِ "الأم" و"المرأة" التي سلب العنفُ قداستَها في موروثِنا وأكثر تقاليدنا رسوخًا.
إننا وإذ نعلنِ مطالبتَنا بتحقيقِ العدالة، وإذ نحيي اليومَ العالمي لإنهاءِ الإفلاتِ من العقاب. وإذ نحثُ السلطاتِ والجهاتِ المعنيةِ على بذلِ مزيدٍ من الجهودِ للكشفِ عن الجناةِ وإنزالِ الجزاءِ الرادعِ بهم..
وفي الوقتِ الذي نؤكدُ فيه دعمَنا القاطعَ للجهاتِ القضائيةِ والسلطاتِ الأمنيةِ في مواجهةِ مشاريعِ التخريبِ الممنهجة، نجددُ ثقتَنا وتقديرَنا للتعاونِ والاهتمامِ الذي لمسناه، وندعوهُم للإسراعِ في اجراءاتِ القضيةِ و تقديمِ الجناةِ للمحاكمةِ العادلة وتنفيذِ أقصى العقوباتِ بحقِهم
ختامًا، لا يسعني إلا أن أشكرَ كافةَ الأخوةِ والأخوات، الأصدقاءِ والزملاءِ والزميلاتِ والأحباء المتضامنين، دعمِا ومساندةً ومناصرة، لأجلِ الحياةِ، وأملِ ومستقبلِ البلادِ قبلَ كلِ شيء".
وكانت الشهيدة رشا في آخرِ تدوينةٍ كتبتها في مذكراتِها :
إن "أمنياتَها مستقبلا تكوينُ أسرةٍ مستقرة
وكيانٍ عائلي نموذجي،
أن تحقق حلمَها بأن تصبحَ مصورةً عالمية،
أن يضمنَ مستقبلُنا نجاحاتٍ مشتركة،
وان تنهي الحرب ويلتمَ شملُنا بجميعِ احبائِنا".
كان ذلكَ قبلَ أن تطالَها أيادى الغدر، لتتحولَ إلى قصةٍ أخرى، تلهمُ العديدَ حولَ العالم، بالطريقةِ الأصعب".