وكأن الارض ارضه، والسماء سماءه، ومفاتيح خزائن الدولة سخرت له للعبث بها،بينما الشعب الجنوبي يتضور جوعا.. ربما ان نظم المعلومات التي كان يديرها تحمل اسرارا من العيار الثقيل.. ياسادة ياكرام لقد اصبح اصحاب الاختام الملبدة بغيم شتاء قارس هم النوارس والفرسان في زمن كان وماينبغي ان يكون كان.. زمن البلهاء والبلداء والذي جعل الشاطر والمجتهد والعالم في منصات ورصيف دكة الانتظار حتى يصاب باليأس والاحباط ومن ثم رويدا رويدا يدخل عالم الاكتئاب النفسي، وبعد هذا يكون مصيره من المحبرة الى المقبرة.. انه زمن العهر السياسي والنفاق الدنيوي، ولله الامر من قبله ومن بعده
في المالية تدلف الاقدام فيتم التلويح لها بالوظيفة وعلى الطائر يصرف له منصب مدير عام، وبسبب التكنولوجيا المتطورة والحديثة يرقى الى منصب وكيل مساعد مع مرتبة السفريات الخارجية الكبرى التي تدر عليه النثريات التي تقدر مابين 2- 3 مليون ريال، انها الخير والبركة بحسب فتواه، وفتاوى المفسدين الذين لايرقبون في الله إيلا ولاذمة.
في كل مرفق من مرافق الدولة يرتع فاسد، وفي مكتبه يتم توفير له كل متطلبات العمل، وهذا حق مكتسب، لكن ماذا يعني امتلاكه لمكيفات الطاقة الشمسية والقمرية في منزله، والمكلفة ماليا، والمقدرة مابين 4-5 الاف دولار؟. تلك مفاسد حقيقية.
نعود قليلا الى ذكر وكيلنا المساعد والرحال صاحب العظمة الذي لف الدنيا وكان جده الرحال ابن بطوطة.. وما اشبه اليوم بالبارحة عندما نتذكر جبابرة الامس كهامان الذي كانت خزائن الارض ومفاتيحها الذي ضرب بها الامثال فاصبحت في ليلة وضحاها هباء منثورا.. فهل من مدكر؟.
كل معالم النسيان باتت مشروخة لدى الفاسد والمفسد، كل معاني الانسانية اضحت تكتب في جدران معك قرش تسوى قرش، كل القيم والمبادى فقدت لدى عتاولة اكلة السحت، وبذلك فان وكيلنا المساعد الخارجي في وزارة ذات سيادة كما يقولون، ربما انها تخلت عن دورها السيادي واختارت لنفسها ان تكون وزارة الشفط واللهط والسفريات والسياحة لصاحب المقام الرفيع والنظم المطعمة بالمعلومات المغلوطة، ومن على راسه بطيخة(...)، والحليم تكفيه الاشارة، وفي قادم الايام سنلبجه بمداد اقلامنا وسنعريه امام الملاء ان لم يسير في الطريق السوية.. كش ملك.