ظهرت الأيام خسة وابتذال أصحاب مطبعة النبراس والقائمين عليها،
واستهتارهم بأرواح الضحايا الخمسة الذين ماتوا حرقاً في المطبعة!!
فكلنا يعرف أنه أثناء يوم الحريق ٢٩ اغسطس ٢٠٢٤م الذي التهم مطبعة النبراس بالكامل ،،
كان هناك عمال نائمين بالطابق الثاني،، وعددهم سبعة عمال!
بعضهم تمكن من القفز من خلال فتحة قاموا بفتحها ،، والبعض الآخر منهم تم العثور على جثثهم محروقة للأسف،،
حيث حاصرتهم النيران الملتهبة بأسفل منهم والأدخنة المنبعثة من خزان الوقود الموجود تحتهم مباشرة بداخل المطبعة!!
وحيث انه لا باب طوارئ للخروج ولا وسائل لمكافحة الحرائق!!
كانت نهايتهم البشعة هي العنوان الأبرز في فجر ذلك الخميس الأسود والكئيب والحزين جداً جداً..
تم العثور على خمس جثث متفحمة من قبل رجال المطافي،،
وبعد حصر الناجين من الحريق ،، بقيت جثة وضاح الحكيمي مفقودة،،
وللعلم ،، أكد أحد شهود العيان في الحادثة بأنه كان موجوداً أثناء نشوب الحريق ، وقد اتضح فيما بعد كذب هذه الرواية ومرت من دون محاسبة!!
بعد ذلك تم دفن شهداء الحريق في يوم الجمعة ٣٠ أغسطس واستمر البحث بين الأنقاض وبين الركام لليوم الثالث من الحريق
عندها تم العثور على بقايا أعضاء بعض الذين احترقوا ، وعلى الفور ومن دون تأخير سارع القائمين على المطبعة بالإعلان عن العثور على جثة وضاح المفقودة!!
وبعدها تم الإعلان عن إقامة عزاء جماعي للشهداء الستة في قاعة ماس بمنطقة كابوتا على حساب المطبعة!!
في خامس يوم من الحريق حدثت مفاجأة لم تكن في الحسبان،،
إذ تم الإعلان عن ظهور وضاح الحكيمي حياً يُرزق!!
ارتسمت على وجوهنا ألف علامة استفهام!!
كيف تمكن من النجاة وهو حسب رواية الشهود بأنه كان متواجد بالطابق الثاني؟!
طيب إذا كان حي فليش اختفى ؟
وإيش الداعي اللي يخليه يختفي؟!
وكيف عرفوا أنه لازال على قيد الحياة؟!
ومن الذي كشفه؟!
عشرات الأسئلة التي مزقت رؤسنا في ذلك اليوم ولم نجد لها إجابة!
طبعاً تم استدراجه ظهر الخميس ثامن يوم الحريق للمطبعة،،
وهناك تم القبض عليه وإدخاله سجن شرطة المنصورة للتحقيق معه لمعرفة سر اختفاءه طيلة أسبوع كامل ، والناس معتقدين بأنه خلاص قد مات في الحريق!!
وقد أقامت لهم المطبعة مجلس عزاء في قاعة ماس بكابوتا "ليوم" واحد فقط!!..
لن نكمل ما تبقى من الحكاية!!
إذا علينا هنا أولاً .. أن نتوقف قليلاً ونسترد أنفاسنا..
لنضع علامة استفهام كبيرة للمعنيين في شرطة المنصورة وللبحث الجنائي وللطبيب الشرعي ولمن يهمه الأمر ،،
عن كيفية الإعلان بوجود جثة العامل السادس التي كانت مفقودة إذا كان هذا "الآدمي" طلع حي ولم يمت؟!!!
نتوقف قليلاً هنا وندعو السلطات المعنية في المدينة لمحاسبة من قام بهذا الإعلان المزيف!
ومن أعطاهم التصريح بالدفن؟!
طيب كيف تعلن عن وجود جثة من دون تحقيق من الشرطة والمباحث في الأمر؟!
هل الطبيب الشرعي له علم بذلك؟
وهل الشرطة نفسها لها دراية بما تم الإعلان عنه؟!
وأين هو البحث الجنائي مما حصل؟!!
كلهم كانوا نايمين في العسل!!
مافيش أي جهة حاسبت القائمين على المطبعة على ما قاموا به من فبركات إعلامية كاذبة بقصد لملمة الموضوع بسرعة وإنهاء ملف وضاح الحكيمي على أساس انه خلاص أصبح في عداد الأموات!!..
فالجماعة ما عندهم وقت يضيعوه!!
هم مشغولين بقضية أكبر من الحريق وموت الضحايا!!
كانت أعينهم مصوّبة صوب شركة التأمين!
ولا شيئ غير التأمينات!!
يريدوا أن يثبتوا للشركة أن الحريق طبيعي وليس بفعل فاعل؛ حتى يتسنّى لهم استلام مبلغ التأمين والبالغ قدره ٢٥٠ ألف دولار!!
هذا المبلغ الضخم قادر في غمضة عين أن يأتي لهم بآلات حديثة جداً،، بدل الآلات "المرعبلة" التي كانت موجودة بحوزتهم!!..
وهم لهذا السبب وللوصول إلى هدفهم من أقرب مسافة،، أبدو مرونة قلّ نظيرها في التعامل مع أهالي الضحايا،
إذ أنهم زاروا أسر الضحايا لبيوتهم،، وأغدقوا عليها بالأموال والمساعدات الغذائية؛ وأبدوا استعداهم لدفع الدية ودقوا صدورهم باعتماد راتب شهري لكل شهيد!!
كل هذا تم وهم يحاولون محاولات مستميتة لإثبات أن الحريق كان بسبب ماس كهربائي!!
حتى عندما أظهرت التسجيلات المرئية الخاصة بالمحلات القريبة من المطبعة بأن المدعو وضاح الحكيمي خرج مسرعاً من المطبعة قبل نشوب الحريق بدقائق قليلة! "عكس أقواله التي قالها بمحاضر التحقيق من أنه خرج من المطبعة الساعة الثالثة والنصف فجراً متوجهاً إلى تعز" !!
بالرغم من كل تلك الشواهد التي تدل على أن الحريق تم بفعل فاعل ،،
وليس بماس كهربائي كما يريدوا أن يثبتوا للنيابة..
إلا أن القائمين على المطبعة بذلوا كل ما في طاقتهم وجهدهم في إثبات أن الحريق تم بسبب ماس كهربائي!!
واستخدموا لإثبات ذلك كل الطرق الملتوية،،
ضاربين عرض الحائط بكل المبادئ والقيم النبيلة،،
فالأهم والمهم عندهم كيف يحصلون على مبلغ التأمين..
ولو كانت لديهم ذرة من ضمير وأخلاق ومبادئ،،، ما كانوا افتتحوا مكتب مطبعة النبراس لممارسة أعمالهم التجارية اليومية في استقبال الزبائن وطباعتها بمطبعة السمو ..
لقد قاموا بافتتاح مكتبهم على أنقاض وأشلاء الضحايا.. وكأن شيئاً لم يحدث!!
هكذا بكل صفاقة وقلة إحترام لمشاعرنا عادوا للتجارة في ذات المكان الذي احترق فيه أخواننا وزملائنا وأبناء عمومتنا ،،
وكأن الذين ماتوا حرقاً عبارة عن فئران وليسوا بشر!..
وأترك هذا الموضوع للنيابة إن كان عندها بقية من ضمير،
فعلى أي أساس تم السماح لهم بمزاولة تجارتهم والقضية لم تحسم بعد في أروقتها ؟!!
مش من المفروض أن يتم منعهم من ممارسة أية أعمال تجارية حتى يتم البت في القضية ؟!
أو كيف "مله" يا حضرات القضاة والمستشارين ؟!!
محمد عبد الصمد الشعبي
"شقيق أحد ضحايا الحريق"
المنصورة عدن