آخر تحديث :الخميس - 26 ديسمبر 2024 - 05:56 م

اخبار محافظات اليمن


إلى أين تريدون أن تذهبوا بالناس ؟ تأملات في واقعنا المرير

الثلاثاء - 12 نوفمبر 2024 - 02:50 م بتوقيت عدن

إلى أين تريدون أن تذهبوا بالناس ؟ تأملات في واقعنا المرير

عدن تايم / الشحر


في خضم الأزمات والصراعات التي تعصف بمجتمعاتنا، تبرز تساؤلات كثيرة حول المسار الذي نسلكه، وأين يقودنا كل هذا العبث الذي نعيشه. فبينما تشتعل الأوضاع في مختلف البلاد، يبدو أن هناك من يستمر في إظهار صورة مفرحة مخالفة للواقع، فتثير التساؤلات حول الضمائر والنية


من المؤلم أن نرى بعد كل ما مرَّت به مجتمعاتنا من كوارث وفوضى، أن يتم الترويج (المطبلين) لقصص مزيفة عن الأوضاع. حين تفتح صفحات بعض المروجين (المطبلين)، تجد عبارات مثل: "عدن بخير، حضرموت بخير، التعليم بخير!"، وكأنهم يعيشون في كوكب آخر بعيد عن معاناة الناس. يتحمل هؤلاء مسؤولية كبيرة في تحريف الحقائق، والابتعاد عن الواقع الذي يعيشه المواطنون البسطاء.


إن نشر صور قيادات ومسؤولين تحت العناوين الهزلية "أبشروا بالخير" يطرح تساؤلات عميقة. أي ضمائر يحمل هؤلاء؟ كيف يمكن أن يتجاهلوا المآسي التي تنزل بالناس في كل زاوية؟ إن هذا النوع من الخطاب يعكس انفصاماً عن الواقع وغياباً للضمير، إذ أن الناس تعاني من الفقر، البطالة، وقلة الفرص، بينما يتم تصوير الأمور بالعكس تماماً


هذه الأشكال من الخطاب ليست مجرد كلمات، بل هي تعكس صورة واضحة عن فقدان الأمل والثقة في الحكومات والقيادات. وعندما يستمر الناس في مشاهدة هذا التلاعب بالحقائق، فإن ذلك يقود إلى مزيد من الإحباط والسلبية. السؤال الملح هنا: كيف يمكن لهؤلاء المروجين (المطبلين) أن يعيشوا مع أنفسهم بينما يؤذون الآخرين بكلماتهم المضللة؟


في هذا الوقت الحرج، يجب على المجتمع المدني, القوى الفاعلة، والمثقفين أن يتكاتفوا ليعبروا عن صوت الناس الحقيقي. إن اتخاذ موقف جاد ضد هذا (المطبلين) التضليل الإعلامي هو الطريقة الوحيدة لإعادة الثقة بين المواطنين وقياداتهم. يجب أن نعمل على نشر الوعي وتعزيز الحوارات البناءة التي تعكس صوت الشعب، بدلًا من الاكتفاء بتصوير واقع وهمي.


اخي القارئ، دعونا نرفع أكف الدعاء إلى الله تعالى، بأن ينصرنا ويجعلنا من الذين يسعون للحق. اللهم اكشف البلاء عن أمتنا، واجمع شملنا على الخير، وامنحنا القوة لنواجه التحديات. اللهم ارزقنا الحكمة والوعي لنكون صوتًا للعدالة في زمن الفوضى. فالعاقبة للمتقين، وينصر الله من يشاء.


ان دعوتنا للتغيير ليست مجرد كلمات، بل هي دعوة للعمل الجاد والحرص على المستقبل. فلنكون صادقين مع أنفسنا ومع الآخرين، ولنبحث عن سبل التغيير الإيجابي في مجتمعنا.