ماتزال أزمة انتخابات الاتحاد العام لكرة القدم تعصف بالأندية اليمنية من شمالها إلى جنوبها تدمر المدمر وتخلل المخلحل، أزمة أساسها انتخابات يراد لها ان تكون موجهة يسيطر عليها منهم بعيدون كل البعد عن الرياضة بكل مسمياتها وسماتها الأخلاقية.
وفي ظل الأوضاع المتردية التي تعيشها مختلف محافظات البلاد فإن الرياضة كانت الوجه الأبرز المشرق الذي يعتبر ملاذا للشباب ولكل الرياضيين وهو ما ينبغي على مختلف الأطر والشخصيات الرياضية والقيادات التي تربعت ومازالت تتمسك بمناصبها ان تحافظ على هذا القطاع وذلك من خلال وضع لبنات أساسية جديدة تساعد على تماسك بنيانه كلما اهتزت وتصدعت وأصبحت غير قادرة على مواكبة العمل بمبدأ او بمفهوم العمل المؤسسي الجماعي في إطار منظومة متكاملة تحتكم إلى لوائح وأنظمة لا إلى تفرد سلطوي في إتخاذ القرار، وان الجمعية العمومية للاتحاد هي الإطار المعني بما نقوله هنا في مقدمة تقريرنا هذا لذلك ينبغي ان تكون هذه الجمعية شرعية منتخبة انتخاب حر ونزيه وشفاف وهو الأمر الذي تسعى إليه كل الأندية الرياضية اليوم، وتقف في وجه قيادة الاتحاد العام لكرة القدم التي تريد فرض أمور غير شرعية تزعزع من حالة الاستقرار البسيطة التي مازالت هذه الأندية تحافظ عليها في ظل هذه الظروف الصعبة التي تعيشها بلادنا.
بداية الأزمة
في الوقت الذي توهجت فيه البطولات الكروية في الشمال والجنوب في الشرق والغرب في كل محافظات ومديريات البلاد على المستويين المحلي والشعبي، جاءت رياح الفوضى من قيادات تقيم خارج الحدود لتعلن عن انتخابات لإختيار قيادة جديدة للاتحاد العام لكرة القدم، وبخطوات متسارعة وبشيء من "الكلفتة" لتمرير امر خطير على الكرة اليمنية رفضته بشكل قاطع كل الأندية اليمنية وبصوت واحد لتعلن ان قرار الانتخابات وإجراءاته خاطئة وينبغي إيقافها واتخاذ خطوات تصحيحية من قبل الإتحادين الآسيوي والدولي، وبهذا الشأن رفعت أندية عدن العشرة مذكرة إلى الاتحادين الآسيوي والدولي للاعتراض على سير إجراءات الانتخابات وعدم تنفيذها من خلال مندوبي الجمعية العمومية السابقة المنتهية صلاحيتها وفقا للائحة، مطالبة قيادة الاتحاد باعتماد مندوبين جدد من جميع الأندية
يقول المحلل الرياضي الإعلامي البارز بشير سنان:
عشان الشارع الرياضي يكون واعي ، القصة باختصار، الاتحادين الدولي والآسيوي ضغطوا على الاتحاد اليمني بضرورة اقامة انتخابات والا سيتم تجميد مشاركات الاتحاد كونه بدون دورة انتخابية منذ العام ٢٠١٤ .
وتابع سنان: الانتخابات وسيلة مشروعة وتنافس ديمقراطي افتقدناه كثيرا ، فلماذا الشارع الرياضي معترض؟ الجواب : المادة (٢١) من النظام الأساسي للاتحاد اليمني لكرة القدم تنص على منح الأندية حق اختيار مندوبيها ( المصوتين اللي يختاروا المرشح ) للانتخابات ، النظام الأساسي للاتحادين الدولي والآسيوي يقول ذلك أيضا ، لكن الأخوة في اتحاد الكرة يقولوا اخر جمعية عمومية في انتخابات ( ٢٠١٤ ) اللي رشحوا الرئيس الحالي ( العيسي ) هم المندوبين ، وهذا خرق فاضح للنظام الأساسي ولنزاهة الانتخابات .
اعتراض الأندية
واستطرد سنان:
الأندية اليمنية اعترضت ، وخاطبت الفيفا والآسيوي ، واللجنة الاولمبية اليمنية حذرت اتحاد الكرة ان هذه الانتخابات باطلة ولن يتم الاعتراف بها مالم يتم منح الأندية حقها في ترشيح المندوبين،
مشيرا إلى ان اتحاد الكرة عبر رئيس لجنة الانتخابات قال : " هذي خارطة فيفا للانتخابات " والأمين العام يقول "هذا نص النظام الأساسي " وان صح كلامهما .. فهي مخالفة للأنظمة واللوائح،
موضحا بأن خمسة من أعضاء العمومية (ماتو) يعني بتجيبهم يرشحوا من القبر ، وأكثر من 20 مندوب (سابق) ما عاد لهم في الرياضة وتركوا الأندية فقط لأنهم الأصحاب المقربين من الرئيس الحالي !
وأكد ان الاتحاد ارتكب مخالفة أخرى، حيث قام بتشكيل لجنة الانتخابات ولجنة الطعون كون هذا من اختصاص الجمعية العمومية وليس من اختصاص الرئيس الحالي !
وفي السياق لفت سنان إلى أن الاندية ذهبت للاسيوي والفيفا ، والقضاء ايضا ، واللجنة الاولمبية اليمنية ساندت الأندية في مطالبها، حتى لو مضت الانتخابات فالمعركة القضائية مستمرة .
ما المطلوب الان؟
وردا على تساؤلات الشارع الرياضي حول كيفية تجاوز هذه الأزمة وحلها، وهل بيتم الغاء الانتخابات وتجميد الكرة اليمنية ؟، يقول سنان: "بالطبع ، اي قرار بيصدر سواء الغاء او تجميد هيتبعه تشكيل لجنة مؤقتة يختارها الاتحادين الدولي والآسيوي مهمتها الأساسية تسيير شؤون الاتحاد والتمهيد لاقامة انتخابات حرة ونزيهة ، الا اذا اصلح الاتحاد الخروقات والغى قراراته فالانتخابات ستتم بهدوء ومن فاز فاز سواء المرشح الحالي او المرشح المنافس" " باختصار ، مشاكل التجميد او الايقاف او الالغاء يتحملها الاتحاد اليمني لكرة القدم بسبب المسرحية اللي رتبها للانتخابات والتصعيد الطبيعي من قبل الأندية .
وحول مطالب الأندية يقول سنان:
الخلاصة لمطالب الأندية، هي منحها الحق في اختيار المندوبين وفقاً للنظام الأساسي، و الغاء قرارات تشكيل لجنة الانتخابات ولجنة الطعون ومنح الجمعية العمومية حق تسمية اعضاءها وفقا للنظام، وانتخابات حرة ونزيهة وشفافة وليفوز من يفوز بعيدا عن أي وصايا.
أهمية وضرورة التغيير
وأوضح سنان بأن هناك مجموعة شباب جاهزين للعمل خدمة للكرة اليمنية ، وتخفيف للحمل اللي تحمله الرئيس الحالي للاتحاد العام لكرة القدم وفق ما يقول : " يدفع من جيبه" والمرشح القادم للرئاسة وفريق عمله يحملون برنامج انتخابي طموح مبادئه الأساسية ( الحوكمة والنزاهة والشفافية ) خطوة أولى لإنتشال الكرة اليمنية من وضعها الحالي، وهنا تكمن أهمية التغيير وإنهاء فترة تمتد لأكثر من عشرين عام من العمل المزاجي الفردي واختيار المندوبين على هوى رئيس الاتحاد الحالي ويقول لك انتخابات حرة ونزيهة على حد قوله.
استبعاد ملف مرشح الشعلة
وكان قد تقدم ملف ترشيح واحد لينافس رئيس الاتحاد الحالي في الانتخابات المزمع إقامتها في ال30 من نوفمبر القادم، لكن لجنة الانتخابات التي شكلها العيسي نفسه، رفضت ملف مرشح نادي الشعلة هاني الصيادي، مدعية ان النادي العدني تأخر بإرسال ملف مرشحه
وبشأن استبعاد المرشح الوحيد والمنافس لرئيس الاتحاد الحالي، أكد نادي الشعلة العدني تسليم ملف المرشح هاني الصيادي في الوقت القانوني، مدللا ذلك بالوثائق، حيث أشار النادي بالوثيقة الأولى إلى ان رسالة النادي متضمنة تفاصيل عملية تسلم الترشيح لمندوب الاتحاد ( المتواجد في القاهرة ) مساء الأربعاء ٣٠ اكتوبر ٢٠٢٤ .
في حين أوضحت الوثيقة الثانية والتي هي عبارة عن محادثة استلام الملف بسبب عدم تواجد ممثل الاتحاد (حيدان) في عدن وفق التعميم الذي لم يحدد طريقة الاستلام، لكنه حدد فقط الشخص، ثم جاءت رسالة المندوب ذاته بعد انتهاء الوقت (اليوم الثاني) طالبا ارسال ملف المرشح عبر الايميل
الوثيقة الثالثة وهي الجزء الثاني لتعميم الاتحاد الذي يوضح طرق التسليم الثلاثة وهي اما ان تكون عبر الايميل او عبر الأخ احمد السهلي في صنعاء او الاخ محمد حيدان في عدن الذي استلم ملف نادي الشعلة
وعن استبعاده من انتخابات الاتحاد العام لكرة القدم، قال هاني الصيادي في منشور له على حسابه الرسمي في منصة فيسبوك: لم يكن مفاجئًا استبعاد اسمي من قائمة المرشحين لانتخابات اتحاد الكرة، وبعد بيان نادي الشعلة المرفق بالأدلة، فالحديث لن يكون سوى مضيعة للوقت.
وأضاف: إنها ملهاة تدعو للضحك، حين يدير القائمون على الاتحاد العمل بكل تفاصيله: الإدارية والفنية والمالية، وحتى اجتماع الجمعية العمومية عبر واتس آب، ثم يتبرؤون من الواتس ذاته (باعتباره غير قانوني) براءة الذئب من دم يوسف!
وتابع: اليد باليد والساعد بالساعد، لاقتلاع منظومة الفساد بكل جذورها في معركة قضائية ستكون فيها مطالبكم العادلة - بالرحيل ولا سواه - أولوية بالنسبة لي.
وتوجه الصيادي بالشكر لإدارة نادي الشعلة على منحهم لي الثقة في تمثيل النادي، كما أتوجه بالشكر الجزيل لكافة الجماهير الرياضية داخل الوطن وخارجه التي تفاعلت مع ترشحي منذ اللحظات الأولى، مما يعكس الدعم الكبير والرغبة في تحسين وتطوير الكرة اليمنية.
وأكد الصيادي أن مصلحة الكرة اليمنية هي فوق كل اعتبار، وأن تطويرها هو الهدف الأساسي الذي سعى إليه وفق البرنامج الانتخابي الذي قدمه بعد إعلان ترشحه، حيث أشار انه سيكون إلى جانب الرياضة والرياضيين من خارج أسوار المنظومة المتهالكة.
واختتم الصيادي منشوره قائلا: إن ما حدث من تحايل يمثل انتهاكًا واضحًا للقوانين واللوائح المعمول بها، وبناءً على ذلك، سأقوم باللجوء إلى محكمة التحكيم الرياضي "كاس"، ورفع دعوى قضائية ضد اتحاد الكرة ، إلا إذا كان لقضايا الأندية الرياضية أولوية وفق استشارة الفريق القانوني.
انتصار أصحاب الحق
ويقول بشير سنان الإعلامي المتميز مستشار رئيس الاتحاد الآسيوي للصحافة الرياضية في صفحته على الفيسبوك، التي سخر معظم منشوراته منذ بداية هذه الأزمة التي فجرتها قيادة الاتحاد اليمني العام لكرة القدم بسيناريو انتخابات بمنطلقات غير شرعية وبتوجهات ازموية، لنصرة الأندية اليمنية باعتبارها أصحاب حق واضح وضوح الشمس في رابعة النهار:
القضايا العادلة لا تمـوت، نحن اصحاب حق، خصومتنا ليست شخصية ، وقبول محكمة (كاس) رسميًا للدعوى التي قدمتها الأندية بالطعن ضد قرار الاتحاد العام لكرة القدم بإجراء انتخابات غير شرعية