آخر تحديث :الخميس - 26 ديسمبر 2024 - 10:07 م

الصحافة اليوم


مادة جديدة لتقديس زعيمها.. المليشيات تواصل خطاها لتكريس الطائفية بمدارس

الثلاثاء - 19 نوفمبر 2024 - 09:39 ص بتوقيت عدن

مادة جديدة لتقديس زعيمها.. المليشيات تواصل خطاها لتكريس الطائفية بمدارس

عدن تايم/ العين

تحت مسمى «الإرشاد التربوي» أدرجت مليشيات الحوثي الإرهابية مؤخراً مادة دراسية جديدة في مناطق سيطرتها، في إطار سعيها لتقديس زعيمها في المناهج الدراسية.


وعمدت المليشيات إلى إضافة تلك المادة ضمن مقررات التربية الإسلامية للمراحل الدراسية من الصف الرابع من التعليم الأساسي حتى الثانوية العامة.


ويكشف فرض تلك المادة في المناه الدراسية سياسة المليشيات في التدمير الممنهج للتعليم، وما وصلت إليه العملية التعليمية للأطفال من تجريف في مدارس مناطق شمال اليمن.



تفخيخ المناهج


وضمن مشروعها الطائفي سعت مليشيات الحوثي الإرهابية منذ انقلابها على الدولة اليمنية قبل أكثر من تسع سنوات، إلى تفخيخ طلبة المدارس في مناطق سيطرتها وزرع المناهج الطائفية لتقديس قياداتها، وتحشيد الأطفال لحربها الدامية ضد اليمنيين.


كما قامت المليشيات خلال السنوات الماضية بعمل سلسلة من التغييرات على الكتب الدراسية بنهج متشدد ضمن مخطط أيديولوجي، والترويج للحرب والكراهية من خلال تعزيز محتوى الدروس التعليمية بما يتوافق مع أجندتها الطائفية.


ويهدف المخطط الحوثي لتفخيخ المناهج الدراسية وتسميم عقول الآلاف من الأطفال بثقافة العنف والقتل والتطرف والإرهاب المجتمعي والدولي، لإنشاء جيل جديد من "الإرهابيين الصغار".


التعديلات الطائفية في المناهج الدراسية تقوم بها ما تسمى بـ"الخلية التربوية"، التابعة للحوثيين، التي تتكون من قيادات مقربة من زعيم المليشيات، أبرزهم يحيى الحوثي شقيق عبدالملك الحوثي، بالإضافة إلى خبراء من حزب الله اللبناني، وإيران.


خلية الحوثي التربوية


الخبير التربوي اليمني الدكتور محمود مغلس أكد، خلال تصريحه لـ"العين الإخبارية"، أن مليشيات الحوثي مارست تغييرات طائفية في المناهج المدرسية، وجرف الهوية الوطنية، ومحاولة فرض "الاثني عشرية" منذ عام 2017، بطرق ممنهجة نقلتها إيران للمليشيات بعد تدريبها وتأهيلها.


أما عن فرض الحوثيين مادة الإرشاد التربوي في المنهج الدراسي، يقول الخبير التربوي مغلس إن ذلك يعد مُكملا لما تم خلال المراحل السابقة من تغيير وتعديل في المناهج الدراسية، عبر الخلية التربوية التابعة للمليشيات.


إذ يشرف على هذه الخلية القيادي يحيى الحوثي والذي كان يشغل منصب وزير التربية والتعليم في حكومة الانقلاب، إلى جانب خبراء من حزب الله وإيران، وذلك بعد تغيير لجنة المناهج التابعة لوزارة التربية والتعليم في صنعاء، والتي كانت تتكون من عشرات الخبراء الأكاديميين والتربويين. بحسب مغلس.


تجريف الكتاب المدرسي


ويشير إلى أنه تم التركيز على مواد التربية الإسلامية، والقرآن الكريم، واللغة العربية، ومادة الجغرافية والوطنية والتاريخ، بالإضافة إلى مواد العلوم الأساسية والتي تم التغيير فيها بوقت متأخر.


وأوضح مغلس أن عملية تجريف المناهج الدراسية بدأت بشكل مبكر عبر إدخال بعض المصطلحات والمفردات، ثم تغيير الدروس، واستبدال الوحدات في الكتاب المدرسي، ثم بعد ذلك تغيير ما يقارب 80% من كل منهج.


رافقت تغيير المناهج أمور أخرى، وفقاً للخبير التربوي، مثل دليل الإذاعة المدرسية، الذي يجسد ثقافة ولاية الفقية والطائفة، وتناول قيادات ومؤسسي الحركة الحوثية الإرهابية باليمن.


وتابع "التغييرات الحوثية في المناهج تؤصل لمذهبية طائفية مَقيتة، لم تشهدها المناهج الدراسية منذ قيام الثورة اليمنية ضد الإمامة عام 1962".




هدف "الإرشاد التربوي"


وعن الإرشاد التربوي، أوضح مغلس أنها شملت الثقافة العامة، ومن خلال هذه المادة سوف تعمل المليشيات على قياس التغير السابق الذي أحدثوه في المناهج الدراسية طيلة 9 سنوات.


فالإرشاد التربوي سيتم استخدامها بهدف تقييم مدى تأثيرات تجريف المناهج الدراسية والثقافة الطائفية وثقافة والحرب لمختلف المواد، حيث ستعزز هذه المادة من تكريس المذهبية لدى أطفال المدارس وضمان التأثير عليهم. يقول مغلس.


كما تتناول مادة الإرشاد التربوي دروسا من المشروع الحوثي، وموضوعات من ملازم مؤسس المشروع حسين بدر الدين الحوثي، شقيق زعيم المليشيات عبدالملك، بالإضافة إلى خطابات الأخير.


تقويض الحق بالتعليم


وكان تقرير فريق الخبراء المعني باليمن، المقدم إلى مجلس الأمن مؤخراً، اتهم مليشيات الحوثي باعتماد تدابير تقوّض الحق في التعليم، بما في ذلك تغيير المناهج الدراسية وفرض الفصل بين الجنسين، ونهب رواتب المعلمين، وفرض جبايات على إدارة التعليم لتمويل أغراض عسكرية، وتدمير المدارس.


وعلاوة على ذلك، أشار التقرير الأممي إلى أن مليشيات الحوثي سعت في سياستها الممنهجة للتجهيل وتدمير التعليم في اليمن، من خلال اختطاف المعلمين وخبراء التعليم وإخفاءهم قسرياً.


وبحسب ما ذكرت مصادر لفريق الخبراء أن مستشارين من «حزب الله» اللبناني ساعدوا الحوثيين في مراجعة المناهج الدراسية وإدارة المخيمات الصيفية.


ومن خلال المخيمات الصيفية، أوضح فريق الخبراء المعني باليمن أن مليشيات الحوثي تواصل الترويج للكراهية والعنف والتمييز عبر هذه المخيمات، والذي يعرض مستقبل المجتمع اليمني وآفاق السلام والأمن الدوليين للخطر.