خلفت الحرب الحوثية مأساةً صحية وإنسانية لا مثيل لها، جعلت المنظمات الأممية والدولية تصنف تداعيات هذه الحرب بأنها "الأسوأ على الإطلاق".
فحرب الحوثيين تسببت بتزايد أعداد الوفيات في صفوف الأمهات والأطفال اليمنيين، وفاقمت الأوضاع النفسية والاجتماعية للملايين منهم، وأدت إلى تفشي الأوبئة والأمراض، كما دفعت بالمواليد إلى براثن سوء التغذية وحرمتهم من حقوقهم في التطعيم.
وللحد من تبعات الحرب الحوثية على حاضر الأمهات اليمنيات ومستقبل أطفالهنّ، عملت الحكومة اليمنية ممثلةً بوزارة الصحة العامة والسكان على تدشين حملة توعوية بهدف "تعزيز صحة الأم والوليد".
الحملة اختتمت فعالياتها يوم الخميس، ونفذها قطاع السكان بالوزارة، برعاية رئيس الحكومة دكتور أحمد بن مبارك، ودعم صندوق الأمم المتحدة للسكان والحكومة الهولندية، واستمرت خلال الفترة من 16إلى 21 نوفمبر/تشرين ثاني الجاري.
واستهدفت الحملة المديريات الثمان بمحافظة عدن (صيرة، المعلا، التواهي، خورمكسر، المنصورة، الشيخ عثمان، البريقة، ودارسعد)، بالإضافة إلى خمس مديريات فقط من محافظة تعز (المظفر، جبل حبشي، موزع، ذباب، والمخا).
واستفاد من الحملة أكثر من 382 ألف امرأة في سن الإنجاب من عمر 18 – 49 عامًا، وركزت على الحد من وفيات الأمهات أثناء الحمل، وزيادة الوعي الصحي، وتشجيع الرضاعة الطبيعية، وتحسين معدلات التطعيم.
كما عملت على تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للحوامل، واكتشاف الحالات المرضية التي تتطلب متابعة طبية، وتوفير التدخلات والفحوصات اللازمة.
مجتمع صحي متكامل
وكيل وزارة الصحة اليمنية لقطاع السكان، دكتور سالم الشبحي، أشاد بالدور الحيوي الذي تلعبه هذه الحملة وأهميتها في تعزيز صحة الأم والطفل، في ظل الظروف الإنسانية والصحية التي تعيشها البلاد بسبب الحرب.
وقال الشبحي لـ "العين الإخبارية": إن مثل هذه الحملات تشكل خطوات محورية نحو تحقيق مجتمع صحي متكامل، أهم صفاته أنه يمتلك وعيا ودراية كاملة باحتياجاته الصحية.
المسؤول الحكومي ثمّن جهود جميع الفرق الصحية التي شاركت في التنفيذ، ودور المركز الوطني للتثقيف الصحي في إيصال الرسائل التوعوية إلى الفئات المستهدفة، كاشفا أن الحملة نفذتها 531 فرقة صحية، منها 84 فرقة ثابتة و447 متنقلة، إلى جانب جهود مركز التثقيف الصحي الذي ساهم في رفع مستوى الوعي المجتمعي بأهداف الحملة وأهميتها في تحسين الصحة العامة.
معدل وفيات الأمهات
وكان وزير الصحة اليمني، دكتور قاسم بحيبح، قد أشار إلى أن اليمن تعد من أكثر الدول التي تعاني من وفيات الأمهات والأطفال، إذ يصل معدل وفيات الأمهات إلى حالة وفاة كل ساعتين، بينما تحتاج خمسة ملايين امرأة إلى خدمات الصحة الانجابية.
وأكد الوزير اليمني، خلال تدشينه الحملة يوم السبت الماضي، أهمية الحملة التي تستهدف جميع مديريات محافظة عدن، وخمس مديريات من محافظة تعز.
وقال إنها تهدف إلى تعزيز صحة الأم والوليد من خلال إجراء الفحوصات وتقديم التوعية اللازمة والعلاجات الخاصة بالصحة الانجابية للأم قبل وأثناء وبعد الولادة.
وتقدم بحيبح بالشكر لصندوق الأمم المتحدة للسكان، ومملكة هولندا على دعمهم ومشاركتهم في تنفيذ الحملة، مثمنا جهود الفرق الميدانية وكل من يعمل على إنجاح الحملة وتحقيق الأهداف في تعزيز التوعية بصحة الأم والوليد.