في مشهد يثير الجدل والسخرية السياسية، اتهم القيادي الحوثي حسين العزي، نائب وزير خارجية الحوثيين، الولايات المتحدة بعرقلة خارطة الطريق للسلام بين ميليشياته والمملكة العربية السعودية، مطالباً واشنطن بدعم الاتفاق وتحريك المفاوضات نحو تنفيذ السلام، في تناقض صارخ مع شعار الميليشيا المعروف "الموت لأمريكا".
العزي، الذي أكد أن أي اتفاق بين الحوثيين والرياض لن يحظى برعاية أو موافقة دولية في الوقت الراهن، أشار بوضوح إلى أهمية الدور الأمريكي والبريطاني في تحقيق أي اختراق سياسي أو سلام مستدام في اليمن، مضيفاً أن استمرار "المواقف المعيقة" من قبل واشنطن يعرقل التقدم نحو الحلول.
ويضع هذا التصريح الجماعة الحوثية في موقف محرج، حيث تُبرز المفارقة بين شعاراتها المعلنة والتي دأبت على الترويج لها، وبين إدراكها الواقعي لحتمية الدور الدولي، وخاصة الأمريكي، في رسم ملامح أي تسوية سياسية مستقبلية.
ووصف النقاد هذا التناقض بأنه يفضح حقيقة شعارات الجماعة، التي استخدمتها كأداة للتحريض والتجييش الداخلي، بينما تُظهر تصريحات قياداتها اعترافاً صريحاً بأن الشعارات المرفوعة لا تعكس الواقع السياسي الذي يعتمد على اعتبارات دولية معقدة.
ويرى مراقبون أن تصريحات العزي تُعبر عن أزمة حقيقية داخل الجماعة، حيث باتت مضطرة للقبول بأدوار دولية، رغم استخدامها المتكرر لشعارات معادية للغرب كأداة لاستقطاب الأنصار وإضفاء شرعية مزعومة على أنشطتها.
ويبقى السؤال المطروح: هل ستعيد الميليشيا النظر في شعاراتها التي فقدت معناها أمام التناقضات الواضحة في تصريحات قياداتها؟ أم أن هذا التناقض سيستمر كجزء من أسلوبها في التعامل مع الداخل والخارج؟