حسين العزي سعى إلى خلط الأوراق، ورمي الشكوك حول مسارات الحرب والسلام، بالحديث عن تطابق في وجهات النظر بين صنعاء والرياض ،بما يشي عن قرب التوقيع على خارطة طريق بشأن حرب اليمن.
لاشيء يؤكد صحة ماذهب إليه القيادي الحوثي في تغريدته ، فلا لقاءات مع السعودية جرت ، ولا قنوات مفتوحة بين الطرفين مررت مثل تلك المعلومات ، وكل المؤشرات تذهب خارج حلحلة الوضع في اليمن ، ومنها الحراك السياسي العسكري الداخلي، وتصريحات رئيس الإنتقالي من أن كل الجهود موحدة في معركة تؤشر سهامها نحو صنعاء.
ليندر كينج المبعوث الأمريكي ، في تعبير عن السخط والإمتعاض ، كشف عن وجود وفد روسي في صنعاء، وتزويد موسكو الحوثي بالسلاح ،مايهدد الملاحة ويوسع نطاق المخاطر ، وإن صنعاء تضخ المقاتلين اليمنيين في معركة كييف ، ووزير خارجية مصر يتحدث عن خطر الحوثي على الأمن الإقليمي و الغذائي المصري من خلال إغلاق الممرات المؤدية لقناة السويس، وإن مصر أكثر المتضررين من الأعمال الحربية في البحر الأحمر.
على المدى المنظور ليس هناك من فعل يفتح كوة في حائط الإنسداد السياسي، أو ينفس عن الوضع العسكري المحتقن و الآخذ بالإزدياد ، بإستثناء لقاء سعودي إيراني إنتهى بصيغة بيان تقليدي، دون مخرجات ملموسة مزمنَّة.
العزي لايتحدث عن سلام حقيقي ، بل هو يسعى بتسويقه هذا لدق أسافين في جسم تقارب القوى المحلية ، ونثر الشكوك بين أوساطها وتحديداً الأنصار وهم عماد القوة المسلحة ، حول توافق سعودي حوثي وعن خلاف بين الرياض وابو ظبي ، ما يخلق إستقطابات رأسية بين الأطراف المراد إئتلافها ،ويزعزع ما بدأ يلوح في أفق العلاقات البينية، من تفاهمات على قاعدة كل الجهود لإسقاط الحوثي، وكل الضمانات لحل القضايا ذات الصلة بالحقوق، وعلى وجه التحديد القضية الجنوبية .
إدارة ترامب هي الأخرى سربت توجهاً جديداً في دعم غير مسبوق للقوى الإقليمية والأطراف المصطفة ضد الحوثي ، ما يُسقِط فقاعة تصريحات العزي ، ويضعها في خانة المناورات المكشوفة وضمن أدوات الحرب النفسية ليست أكثر.
إذا كانت كل المؤشرات الدولية تتجه نحو التحشيد ضد الحوثي ، فإن لاشيء يعزز صدقية توجه عواصم القرار الإقليمي وبغطاء دولي ، تسليم الحوثي في صفقة مشبوهة ، دفة قيادة وحكم اليمن.
مازال خيار القوة هو القائم ، وبند تصفية الوكلاء وإضعاف إيران لم يتغير ، إلى أن يظهر ما يثبت العكس، وتغريدة العزي ليست موقفاً يُبنى عليه .