وقعت منظمة الصحة العالمية اتفاقية بقيمة ٣.٤ مليون يورو مع الحكومة الألمانية للحفاظ على خدمات الصحة والتغذية المنقذة للحياة في اليمن.
تأتي هذه المبادرة في وقت يواجه اليمن فيه حالة طوارئ ممتدة من الدرجة الثالثة، وهي أعلى مستوى للطوارئ الصحية لمنظمة الصحة العالمية.
يواجه اليمن تفشي للأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات، بما في ذلك فيروس شلل الأطفال المشتق من اللقاحات (النمط الثاني)، الإسهال المائي الحاد والكوليرا، الحصبة، الدفتيريا، الملاريا، وحمى الضنك. في الفترة التي بدأ فيها تفشي مرض الكوليرا في مارس ٢٠٢٤ حتى نهاية سبتمبر ٢٠٢٤، تم الإبلاغ عن ٢٠٤,٠٠٠ حالة مشتبه بها و٧١٠ حالة وفاة. ومنذ بداية العام الجاري، تم الإبلاغ عن ٣٣,٠٠٠ حالة يُشتبه إصابتها بالحصبة، مع ٢٨٠ حالة وفاة بسبب هذا المرض.
كما يتفاقم انعدام الأمن الغذائي في اليمن. قرابة نصف الأسر تكافح الآن للحصول على ما يكفي من الغذاء. تشير النتائج الأخيرة للتصنيف المرحلي المتكامل (IPC) إلى مستويات عالية من سوء التغذية. بحلول نهاية عام ٢٠٢٤، من المتوقع أن تعاني أكثر من ٢٢٣,٠٠٠ امرأة حامل ومرضعة وأكثر من ٦٠٠,٠٠٠ طفل من سوء التغذية. من بين هؤلاء الأطفال، من المتوقع أن يعاني ما يقرب من ١٢٠,٠٠٠ طفل من سوء التغذية الحاد الوخيم، بزيادة قدرها ٣٤٪ عن العام السابق.
تهدف اتفاقية المشروع الجديد إلى تعزيز تدابير التأهب والاستجابة للطوارئ الصحية، بالتركيز على الاستجابة للمخاطر والمناطق ذات الأولوية. وسيعزز المشروع الجديد من آليات الترصد والاستجابة السريعة، وسيساهم في توفير الأدوية والإمدادات الطبية الأساسية، كذلك دعم الخدمات الصحية الأساسية المنقذة للحياة وتمكين العاملين الصحيين المؤهلين.
ولمعالجة سوء التغذية، تهدف الاتفاقية إلى تحسين الوصول إلى خدمات التغذية المتكاملة وضمان عمل ٩٦ مركزاً للتغذية العلاجية المتخصصة لعلاج حالات سوء التغذية لدى الأطفال وتلك المدمجة داخل أقسام الأطفال. سيمكّن الدعم مراكز التغذية العلاجية المستهدفة من توفير الرعاية الأساسية للأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم مع مضاعفات طبية.
وسيجري أيضاً دعم آليات تنسيق كتلة الصحة على الصعيدين الوطني وعلى مستوى المحافظات. وسيتم تسهيل تنفيذ المشروع من قبل شركاء الصحة، وتوفير الأدوية والإمدادات المنقذة للحياة حسب الحاجة في إطار خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن.
منذ عام ٢٠١٧، كانت حكومة ألمانيا داعماً أساسياً لمنظمة الصحة العالمية، حيث قدمت ٢٥,٤ مليون يورو لتدخلات الاستجابة للأزمة الإنسانية في اليمن. وقد مكنّت مساهمات الحكومة الألمانية منظمة الصحة العالمية من تحسين فرص الحصول على الخدمات الصحية ذات الأولوية، تعزيز توافر حزمة الحد الأدنى من خدمات الرعاية الصحية في المرافق المستهدفة، الاستجابة السريعة للأوبئة، تعزيز ترصد الأمراض والتأهب لها، ومعالجة سوء التغذية الحاد الوخيم لدى الأطفال دون سن الخامسة.
هذه الشراكة أساسية لضمان حصول ملايين اليمنيين، وخاصة الفئات الأشد ضعفاً، على الرعاية الصحية خلال فترة النزاع المستمر والظروف الإنسانية القائمة.