أظهرت دراسة حديثة أن الأشخاص الذين يتناولون وجبة حارة (لاسيما الفلفل الحار) مرة واحدة فقط في الأسبوع، أقل عُرضة للإصابة بالسكتة الدماغية الإقفارية المهددة للحياة (حيث تتكون جلطة في الأوعية الدموية الضيقة في الجمجمة، مما يؤدي إلى إيقاف تدفق الدم إلى المخ).
وأكدت الدراسة التي نُشرت في المجلة البريطانية للتغذية، أن هؤلاء الأشخاص أقل عُرضة للإصابة بالسكتة الدماغية الإقفارية بنسبة 13% مقارنة بأولئك الذين نادرًا ما يأكلون الأطباق الحارة أو لا يأكلونها أبدًا، حسبما نشرت صحيفة �ديلي ميل�.
ووفقًا للدراسة فإن أولئك الذين يتناولون الطعام الحار 3 مرات في الأسبوع أو أكثر كانوا أقل عرضة بنسبة 20% تقريبًا للإصابة بانسداد.
وتؤثر السكتات الدماغية الإقفارية على أكثر من 100000 شخص سنويًا في المملكة المتحدة، مما يؤدي إلى وفاة أكثر من ثلثهم وترك الباقين منهم متأثرين بمشاكل الكلام وعدم القدرة على الحركة بشكل دائم، إذ تقول إحدى النظريات أن الفوائد الصحية ترجع إلى تأثيرات الكابسيسين (المكون الذي يعطي الفلفل الحار حرارته)، والذي يعمل على زيادة عملية التمثيل الغذائي، أو المعدل الذي ينفق به الجسم الطاقة، بنحو 8% وهذا بدوره يحمي من السمنة، وهي عامل خطر رئيسي للسكتة الدماغية.
تقول الدكتورة لويز فلاناجان، رئيسة قسم الأبحاث في جمعية السكتة الدماغية: �ينجو أكثر من 90 ألف شخص من السكتة الدماغية كل عام في المملكة المتحدة، ويمكن أن يؤدي تأثيرها المدمر إلى عدم قدرة الناس على الحركة أو الرؤية أو التحدث أو حتى البلع، لذلك نرحب بدراسات مثل هذه، والتي تبحث في عوامل خطر السكتة الدماغية القابلة للتعديل مثل النظام الغذائي�.
فوائد أخرى
ثبت أن الطعام الحار يفيد صحتنا بطرق أخرى أيضًا، فعلى سبيل المثال، هل لاحظت يومًا كيف يختفي احتقان الأنف عندما تستمتع بوجبة حارة؟، هذا لأن مادة الكابسيسين الموجودة في الفلفل الحار تطلق بخارًا يهيج الأغشية المخاطية التي تبطن فتحتي الأنف: هذه الطبقة الرقيقة تحبس الجراثيم الواردة وتطلق المخاط لإزالتها من الأنف.
قد يكون الفلفل الحار مفيدًا للقلب أيضًا، ففي إحدى أكبر الدراسات حول الفوائد الصحية للنظام الغذائي الحار، والتي تم الإبلاغ عنها في عام 2020 في مؤتمر جمعية القلب الأمريكية، وجد الباحثون أن أولئك الذين يتناولون بانتظام أطباق تحتوي على الفلفل الحار كانوا أقل عرضة للوفاة بسبب أمراض القلب بنسبة 26% من أولئك الذين نادرًا ما يأكلونها أو لم يأكلوها أبدًا.
بينما تشير الأبحاث إلى أن تناول الفلفل الحار بانتظام قد يحمي من الخرف، إذ وجدت دراسة أجريت عام 2020 على الفئران من قبل علماء في كندا أن إطعامهم أطعمة مصنوعة من الكابسيسين يحمي من تكوين لويحات الأميلويد، وهي الرواسب الضارة التي يُعتقد أنها مسؤولة عن أعراض مرض الزهايمر، بما في ذلك فقدان الذاكرة وتقلبات المزاج.